23 ديسمبر، 2024 4:36 ص

العبادي .. والكراهية العمياء

العبادي .. والكراهية العمياء

يبدو ان الزلات وانتظار التصيد لكل شاردة وواردة لخطابات وتحركات السيد حيدر العبادي هي الشغل الشاغل للكثيرين ممن لا يريدون له ان يسير على الاقل بالاتجاه الصحيح او الذي يراه هو يتماشى مع مرحلة معقدة من الحياة السياسية العراقية , بذات الوقت لا نخفي او ننكر انه جزء من هذا التعقيد او المشاكل لاسباب منها انه قيادي في الحكومة السابقة ورئيس لجنة مالية وايضا من المقربين للقرار السياسي في حزب الدعوة لكن المرحلة تحتم علينا دعمه والوقوف بجانبه في الظروف التي يحتاج فيها الى الدعم .
 اقول ان المتابع لتصريحات اعضاء التحالف الوطني التي ينتمي اليه رئيس الوزراء هم اكثر قسوة عليه من الغير , وتشتم منها رائحة الكره الاعمى والتسقيط المباشر لسبب معلوم ومعروف للجميع لكن لا يجهرون به , حيث يعتبرون العبادي قد غدر برئيس الوزراء السابق نوري المالكي عندما قبل بالموقع بعد ان رفضت الكتل السيساية الاخرى الولاية الثالثة وبالتالي لا تفارق هذه العقدة سلوكياتهم وتصريحاتهم . من هنا وعلى الر غم من دعم الكتل السياسية الباقية للسيد العبادي في كل ما سيذهب اليه لا بل ذهبوا الى ابعد من ان يكون رئيس وزراء فقط وانما رأوا فيه المخلص او المنقذ من سنوات عجاف مرت عليهم مع سلفه ,  من هنا جلس المتربصون من التحالف الوطني كما هي العادة وهذه ليست المرة الاولى ولن تكون الاخير بطبيعة الحال ,  فآخر هذه الانتقادات هي تلك التي اتهمت العابدي بان خطابه في مقر الامم المتحدة كان مخجلاً ومفتقراً للدبلوماسية وللأدبيات في مثل هذه المحافل , او ان ينصحوه بالسكوت ولالتقاط الصور فقط , رسالة واضحة للسيد العبادي وما تحمل في ثناياها من معاني ورسالة .
ما اريد ان اقف عنده وبأختصار شديد ان كل الخلافات والازمات المخفي في أوقات منها ومعلن وصريح في اوقات ثانية, وما جرت البلاد الى ما هي عليه اليوم من دمار وتهجير وضياع ثلث مساحة العراق بيد التنظيمات الارهابية هي بسبب سياسي التحالف الوطني او بسبب صراع الزعامات للتحالف او بتعبير ادق الخلافات العقائدية والفكرية للاحزاب الاسلامية الحاكمة , وبالتالي انعكست هذه الخلافات والمشاكل والمصالح في البيت الشيعي كما يحلو للبعض ان يسميه على كل ما جرى ويجري مستقبلاً , لا بل هناك من يقول إن قادم الايام على ضوء كل معطيات المرحلة وتربصات الاخوة الاعداء لبعضهم البعض كفيلة ان تذهب بالبلد الى ما لا يخطر في خلد اكثر الناس تشاؤماً .
 
[email protected]