22 نوفمبر، 2024 11:51 م
Search
Close this search box.

العبادي والفرصة الذهبية الضائعة

العبادي والفرصة الذهبية الضائعة

اتيحت للسيد للعبادي فرصة ذهبية لم تتاح لغيره على مدى تاريخ الزعامة العراقية فحصل على دعم من الشعب والمرجعية معا لاجراء الاصلاح السياسي والاقتصادي فخرجت المظاهرات في بغداد وبقية المحافظات مؤيدة وداعمة له , والمرجعية الدينية خاطبته بلهجة ثورية ’’كن شجاعا وجريئا في خطواتك الاصلاحية واضرب بيد من حديد العابثين باموال الشعب ,, وكانت الاستقراءات توحي بانه سيستقيل من حزبه ويخرج من محاصصته ويحل مجلس النواب ومجالس المحافظات ويشكل كابينة حكومه جديدة يحدد اعضاءها بمعرفته ويصلح القضاء لكنه بقي متردا وحائرا وفضل البقاء في مستنقع الطائفية والمحاصصة الحزبية ولم يفعل شيئا الا بدمج بعض الوزارات وترشيد النفقات , المرجعية الدنية وعبر خطبها من الصحن الحسيني الشريف اعطت اشارات واوحت بتلمحيات لخطوات الاصلاح مركزة على محاسبة كبار الفاسدين ومحذرة من التردد والتراخي والتسويف الى حد انها ذكرت بضياع الفرصة الذهبية المتاحة بقولها ’’ولات حين مندم ,, بالامس السيد العبادي اعلن عن نيته في تغير تشكيلته الوزارية فواجته الكتل السياسية واختلف التحالف الوطني معه حتى ان بعضهم طالب بتغيره والطرف الاخر طالب بتشكيل لجنه لاختيار الوزراء الجدد ولو كانت النية صادقة عند هذه الكتل السياسية لفوض العبادي باختيار وزاره بنفسه لكي يتحمل مسؤوليتهم .
من المعروف للجميع ان الكتل السياسية تدعي الاصلاح وهي غير صالحة لان من تورط بالفساد جاء بجلبات عباءتها وهي لم تحترف لحد الان بفساد من ينتمي لها وبذلك سيكون الاصلاح من داخل العملية السياسية امر محال وان الاصلاحات التي يريدوها هي عبارة عن مناورة سياسية وهذا ما ظهر على الساحة علنا فالتحالف الكردستاني يقول امر التغير الوزاري لا يعنينا وسترون اتحاد القوى سيملا الدنيا صراخا لو غير احد من وزراءه ومن هنا فالسيد العبادي اليوم وبعد ان تحولت التظاهرات الشعبية المؤيدة له الى ضده فان امامه طريق مسدود يحتاج الى فتحه ولكن من يعينه والمرجعية نات نفسها عن التدخل في الشان السياسي وما امامه الا الامريكان والايرانين يستعين بمن ؟ وربما يحتاج الاثنين معا لتشكيل حكومة تكنوقراط من السياسين المستقلين ام من الفنين ام بالمزاوجة بين الاثنين وستبقى المشكلة التي تواجه الحكومة الجديدة هي مطامع الكتل السياسية التي اعتادت خلال السنوات المنصرمة نهب الثروات العراقية والتي يجب على السيد العبادي الاستعانة بفريق دولي من الامم المتحدة للتحقيق في جرائم غسيل الاموال التي حصلت في العراق على مدى عقد من الزمن واسترجاعها الى العراق ولكن نقول لو السيد العبادي اجرى الاصلاحات في بداية الامر لكان الوضع مختلفا ولكانت كفة الميزان لصالحه لاسيما عرف عنه انه نظيف اليد .
*اكاديمي وكاتب مستقل
[email protected]

أحدث المقالات