18 ديسمبر، 2024 9:44 م

العبادي والسيطرات !!

العبادي والسيطرات !!

في ستينات القرن الماضي عاش أشقاؤنا المصريون المحترمون على كذبة كبيرة جدا، مفادها، إن كل سلبية وكل مأساة تعيشهما مصر وشعبها؛ لم يعرف بهما (الزعيم) جمال عبد الناصر (مدرب الخونة)؛ إذ يدافعون عنه بسذاجة متناهية ويوقولون (ميعرفش، أصل الركَاله بتوعو هم اللي بيخدعوه)!! بمعنى أن الزعيم الذي هتك بتاريخ مصر وشرفها وجعلها تعاني إلى آخر العمر والتاريخ والدهر، لم يعلم بماذا يجري، وأن الرجال من حوله دائما يوهموه بالحقائق؛ إذا كان هذا فعلا يحدث، وإنه (الزعيم ميعرفش) لماذا يدعوه بالزعيم إذن؟ ولماذا تمسكوا به؟ كيف تمسكوا برجل (لا يعرف) ولا (يعلم)؟ إذن أين زعامته وعلى منْ؟ والكذبة الأكبر التي لحقت العار بمصر والعرب جراء سياسية هذا (الزعيم الذي لا يعرف ولا يعلم) هزيمة حزيران (67)، وتحضير المخابرات الناصرية لشعب ساذج في عربات كبيرة جدا (لوريات) تنتفض وتعلن تسمكها بهذا الزعيم (الفلتة) بعد خطابه (وإدعائه) بالاستقالة بعد الهزيمة الشنيعة، وتنزل هذه الجموع الغفيرة إلى الشارع مطالبة الزعيم بالعدول عن إستقالته!! كيف عرفت هذه الجموع بفحوى الخطاب مسبقا؟ ولماذا تتمسك بشخص تسبب بجرح كبير غائر في ضمير وجبهة مصر وإنتهاك شرفها وشرف العروبة؟.
وبعد حين، وعى وعرف شعب مصر الحقيقة المرة، وإستوعب خيانة هذا (الزعيم العفن) لشعبه ولأمه مصر، وساعة لات مندم!!.
نحن الأن لا تعنينا مصر (مع كامل الاحترام)، ولا تعنينا العروبة (للآسف)، بعد كل ما جرى ويجري في تاريخ هذه الأمة البائسة؛ بل الذي يعنينا هو العراق وشعبه، ونضع هذه الحقائق أمام هذا الرجل الذي جاء به القدر، على حين غرة، كما جاء بسلفه (النتن)، ليقود العراق بعد مرحلة دكتاتورية طويلة، سعى بها كبار الخونة، إبتداءً من (زعيمنا الخائن) عبد الكريم قاسم (سيء الصيت) مرورا بحكم البعثيين الجبناء، وليس إنتهاءً بحكم الإحتلال الذي مثله مجلس الحكم الدنيء و (المالكي الرذيل) الخائن الأكبر، وها نحن تحت تصرفات شخص قد (لا يعي) مصير بلد بحجم العراق، ولا مصير شعب بحجم شعب العراق، فهل هو لا يعلم ولا يدري و (ميعرفش) ماذا يجري في بغداد وأمنها وإستقرارها؟ أم إنه يعلم ويدري ويعرف؟.
تقول الحكمة : “إن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم”.
فهل حيدر العبادي (رئيس وزراء العراق!!) يعرف ماذا يجري في شوارع مدينة بغداد من تعسف وإضطهاد وإرتباك وزحام وخنقة مرور عنيفة؟ أم إن (الركَاله بتوعه) ومن حوله يصورون له إن الحياة في بغداد وشوارعها عبارة عن نزهة ممتعة؟.
هل يعي العبادي حجم الزحام، والتأخير، والمعاناة التي يشعر بها الشعب العراقي نتيجة حواجز السيطرات الوهمية التي لا تغني عن شيء؟ سوى عرقلة عمل المواطن وتأخيره وسط أجواء ساخنة من إنعدام الأمن، وسوء الأحوال الجوية التي يبدو إنها هي الأخرى تتضامن في النيل من الشعب وزيادة معاناته!!.
السيطرات وهمية بامتياز، وهذا يعرفه حتى تلميذ الدراسة الابتدائية، فعلام الابقاء عليها؟ والاصرار المقيت في بقاء حواجز تعطل عمل الدولة والمواطن؟ والارهابي سواء قام بفعتله الخبيثة الخنيثة قبل السيطرة أو بعدها ماهو المانع؟ أم نتعامل مع الأحداث كما صرح النائب البائس (حسن السنيد) عندما قال إن الارهاب يعجز عن الوصول إلى هدفه وبالتالي يقوم بعمله في أي مكان؟ ولم يعي هذا النائب (القذر) الذي تنازل عن مقعده الأثير في مجلس الخراب في سابقة تعد خطيرة في الهوان العراقي الأن!! إن الشعب العراقي أسمى منه ومن عقيدته الرخيصة.
فنرجو من العبادي أن يدع برجه (الهزيل) إذا كان لا يعلم ما يجري في بغداد، ويرى بعينيه إن كانت له عينان، ويتصرف بما تملي عليه أمانته ويتخذ قرارا بإزالة هذه الحواجز البائسة التي أضرت بجمال منظر المدينة وشوهتها، إن كان شجاعا!! وإن كان يدري فعلا!!.