لا يختلف اثنان على ان ما يجري في العراق هو فريد من نوعه بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى فليس هناك بلد في العالم تعرض لأبشع عملية تصفية جسدية ونفسية استمرت لأكثر من ثلاثين عاما وهو مدة حكم البعث الفاشي وتولي الملعون الهدام ثم يخرج بعدها هذا الشعب صابرا محتسبا ليدخل في مأساة جديدة وهي محنته مع الاحتلال وما جره عليه من ويلات انتهت باستباحة العراق ارضا وشعبا من قبل قوى الشر القادمة من خارج الحدود ومع كل هذه المآسي نجد ان الشعب العراقي يعيش ويفكر ويبدع ويتعايش مع العالم بل ويواكبه في التطور الذي يشهده العالم في كل المجالات كل ذلك لا يختلف عليه اثنان بل لا يستدعي الحيرة والتعجب وانما الذي يثير الاستغراب ويدعو الى الحسرة والتفكير هو ما تعرض له العراق ابان حكم المالكي حيث اسفرت التصرفات الرعناء التي كان يقوم بها الى اعادة العراق الى المربع الاول كما يعبرون وبدلا من ان ننتظر من رئيس الوزراء الحالي الدكتور العبادي ان يقوم بإصلاحات ادارية تساهم في دفع حركة التطور الى الامام ليكون العراق بمصاف الدول المتطورة انشغل العبادي بأمور قد تغطي فترته الرئاسية بأكملها تلك الامور التي يمكن ان نطلق عليها مخلفات وادران المالكي حيث يتوجب على العبادي اعادة العراق الى محيطه الاقليمي من خلال مد جسور التواصل مع جيرانه واشقائه بعد ان عمل المالكي الى قطع تلك الاواصر والعمل على جعل العراق يعيش في عزله سياسية مع الجميع ثم على العبادي تغيير النفس الذي تم اشاعته خلال مدة الثماني سنوات وهو نفس الكذب والتحايل والخداع وكأننا نعيش في سوق لبيع الطيور وليس اننا دولة لها عمق تاريخ يصل الى الالاف من السنين كذلك يتوجب الى العبادي ازالة التناحر والتفرقة التي حاول المالكي احيائها ليقوي بها اسس حكمه الوضيع كما على العبادي ان يفعل كذا… وعليه ان يغير كذا…. وعليه …. والقائمة تطول كل ذلك ونسبة من ابناء الشعب العراقي والذين يمكن ان نصفهم بالسذج الى الان يعتقدون بان المالكي هو القائد الضرورة وهو مختار العصر ويرفضون ان يكون المالكي هو سبب تأخر العراق وسبب كل ما يمر به من احداث وخلاصة الكلام فإننا كنا نتمنى ان يقوم العبادي باستغلال ما يملكه من مقومات والخبرة التي يمتلكها في اختصاصه في النهوض بالحركة العلمية والفكرية في بلدنا المظلوم لا ان ينشغل بإصلاح ما افسده فخامة المالكي فانا الله وانا اليه راجعون.