لايمكن للعراق ان يهمل أي مؤتمر من مؤتمرات العالم في ضل غرق البلد في بحار الارهاب مستثمراً أي فرصة من فرص النجاة ولو قشه يتمسك بها حتى يصل بر الامان , ولايمكن تغافل الدور الدولي والاقليمي في دعم و اضعاف الارهاب و التداعيات التي حدثت قبل عام من سقوط المدن ادت الى تاثير واضح في سياسات البلد وسياسيية .
حيدر العبادي كما هو في سياسته داخل العراق كان في الخارج وفي جميع المحافل الدولية لم يكن متملقاً أو مجاملاً للتحالف الدولي فقد ابلغ التحالف الدولي في باريس عدم جدية الاخير بشكل كبير في دعم العراق وعدم أيفائه للوعود وكانت هذه احد اسباب البطأ في تحرير الانبار ، وابلغهم بمعوقات التسليح وطالب التحالف الدولي بتنسيق عال مع الجانب العراقي في المعارك الجارية في البلاد و بين لهم التفوق العال والنجاحات الكبيرة التي قدمها الحشد الشعبي من تحرير المدن على رغم التسليح البسيط للحشد .
و قد حصل الدعم للعراق ولكن ليس بدون ثمن فمن التعهدات الدولية التي حصل عليها : سرعة التسليح وزيادة فاعلية الضربات الجوية ضد اهداف تنظيم “داعش” بعد انتقادات لاذعة وجهتها الحكومة العراقية للتحالف الدولي .
وقد طالب التحالف الدولي بطمئنة العرب السنة بتسليح العشائر واشراكها في تحرير مدنها وهذا مطلب مرجعية النجف ايضاً واقرار وتنفيذ قانون الحرس الوطني وتفعيل ملف المصالحة الوطنية وإلغاء مذكرات القبض القضائية التي صدرت بدوافع سياسية سواء كانت تحت عنوان الاٍرهاب أو النزاهة واقرار قانون العفو وأعمال ملف التّوازن داخل الملف الحكومي و عدم حصر الحشد الشعبي على طائفة دون اخرى والمشاركة في القيادة.
بالمقابل تعهدت امريكا وبريطانيا بالتضييق على الاعلام الجهادي، وتعهدت امريكا وفرنسا وإيطاليا والسعودية بتجفيف منابع تمويل الاٍرهاب، وتعهدت تركيا والناتو بالسيطرة على الحدود، وتعهدت فرنسا وبريطانيا بإيقاف تدفق المهاجرين تجاه العراق وسورية.
أما مؤتمر السبع الكبار والدول الصناعية فقد تعهدت تلك الدول ايضا بدعم العراق في حربه ضد الارهاب بأعادة اعمار المحافظات التي تعرضت للارهاب والمحافظات التي تعاني الاهمال وقلة الخدمات في الوسط والجنوب .
يظهر من كل ما اسلفناه ان من اسباب البطأ في عمليات تحرير الانبار الاخرى هو عدم مشاركة العشائر السنية في تحرير مدنها و عدم مساعدة طيران التحالف للحشد , هذه الاسباب تجعل الحشد الشعبي يتقدم ببطأ وحيطة وحذر من مغبة الغدر من احد الطرفين , وكذالك من اسباب التاخر الحشد يرفض دخول بعض المدن الا بدخول العشائر اولاً .