23 ديسمبر، 2024 12:02 م

العبادي ما بين القيادة الحقيقية والقيادة الإنتهازية

العبادي ما بين القيادة الحقيقية والقيادة الإنتهازية

لقد كان متوقعاً أن يصبح العبادي بهذا الموقف الحرج نتيجة التحركات المتقاطعة ما بين القيادات والقواعد الشعبية ، فالقيادات ذهبت بعيداً بالفساد الإداري حتى أصبحت ميزانية العراق توزع بشكل رئيسي على بضع مئات من هذه القيادات وأما الشعب وما يتصل به من خدمات فلهم فتات من هذه الميزانية التي تأخذ الوقت الطويل من النقاش في كواليس البرلمان حتى يتم التصويت عليها ؟؟؟ ، وقد أصبحت أغلب القيادات العراقية ( شيعية سنية كردية إسلامية علمانية قومية) تجار بدون ضمير يفتشون على الصفقة المربحة ولا يهمهم ما يرافقها من دماء أو تدمير للبنية التحتية أو بخس لحقوق الشعب ” المهم عندهم كم سيجنون من أرباح من هذه الصفقة ؟؟؟ ، وفي المقابل تقدم القواعد الشعبية أجمل واروع الأمثلة التي عرفتها البشرية بالتضحية والجهاد والصبر ، تقدم ما تستطيع أن تقدمه دعماً للعملية السياسية على الرغم من معرفتها بعدم أمانة القيادي العراقي ولكنها تقدم ثم تقدم لعلها تدفع المسؤول ليتحمل أعباء مسؤوليته ويأخذ بيد العراق الى بر الأمان ، ونتيجة الزيادة الكبيرة بالفساد ومع عدم تحمل المسؤولية مع زيادة كبيرة في التضحيات التي لم يقدمها شعب من الشعوب لبناء دولته ودعم حكومته ، حتى اصبحت الهوة شاسعة جداً ما بين القيادة والشعب لا يمكن تلاقيها بأي ظرف كان ، وعندما يأست القواعد الشعبية من قياداتها أنتفضت صارخة الى الشوارع على الرغم من الأخطار المحدقة بالعراق وشعبه ، لأن أستمرار السكوت بوجود هكذا إرهاب مع قيادات بهذا المستوى المتدني من تحمل المسؤولية سيدفع العراق وشعبه الى المهالك والدمار الذي يأكل الأخضر واليابس ، لهذا تحمل الشعب المسؤولية وخرج الى الشوارع صارخاً بمطالبه المشروعة والواقعية التي تطالب بها كل شعوب العالم ، فكانت مظاهراته تشبح بعين الى جبهات القتال ناصرة الجيش العراقي والحشد الشعبي وعين تنظر بغضب على جميع القيادات التي تمرغلت بالفساد ودماء العراقيين ، وقد أنتبه العبادي الى خطورة الموقف الذي تصدى له الشعب فسلخ نفسه من رتل القيادات الفاسدة ورفع حزمة من الإصلاحات نالت دعم الجماهير الغاضبة ومرجعيتها الدينية ، وقد وضع رئيس الوزراء نفسه ما بين القيادات الفاسدة والقواعد الشعبية التي ضحت من أجل عراق آمن سعيد يحتضن جميع مكوناته وفئاته ، وقد قبلت هذه الجماهير الغاضبة بموقف العبادي ودعمته وأعطته فرصة ليظهر حقيقة موقفه ونواياه في مواجهة القيادات الفاسدة التي دمرت العراق شعباً وأرضاَ ، فهل سيكون العبادي قيادي وطني حقيقي بمستوى المسؤولية ويحقق لهذه الجماهير مطاليبها الواقعية والإنسانية والتي تعتبر من أبسط ما تنادي به شعوب العالم ، أم يبقى قيادي عراقي لا يعرف إستعمال دهاءه السياسي إلا على شعبه المظلوم من أجل مصالحه الشخصية والحزبية فينتهز كل ظروف يمر به العراق وشعبه من أجل تحقيق تلك المصالح ، هذا ما ستظهره الأيام القليلة القادمة ؟؟؟؟