23 ديسمبر، 2024 2:25 م

العبادي لا يتصرف بمعزل عن القرار العراقي…!!

العبادي لا يتصرف بمعزل عن القرار العراقي…!!

الضغط السياسي الذي يواجهه حيدر العبادي كرئيس لمجلس الوزراء العراقي هي اكبر مما يتصوره الناس البسطاء ، فهو مطلوب ان يتخذ موقفاً حول طلب مساعدة من روسيا لضرب داعش واوكاره المنتشرة على ارض العراق  ، وفي ذات الوقت ان يرضي الطرف الامريكي التي يبقى تنظر الموقف النهائي العراقي من طلب المساعدة من روسيا ، بمعنى ان الرجل يعيش في حيرة وحيرته هي اكبرمن تفكيره الخاص  والخروج منها ،  لان اي تفكير بهذا الاتجاه سيفقده الكثير من الدعم الامريكي ، ويخلق حالة من عدم الرضى للطرف الامريكي  ، والجدير بالذكر ان العراق يرتبط مع الولايات المتحدة الامريكية باتفاقية  الاسنرانيجية للامن المشترك الذي يلزمه ان يكون من اكثر الاطراف التزاماً بها، بمعنى آخر ان روسيا قد وضع الكرة في الملعب العراقي عسى ان يجد ضالته التي ضاع منها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي …..
اذن .فان حيدر العبادي لا يحاول ان ىتصرف بمعزل عن القرار العراقي الاوحد لكي لا يكون ضحية سياسية بين اقرانه السياسيين الذين ينظرون منه ان ينزلق الى الهاوية  لكي يصبون جام غضبهم عليه وعلى اجراءاته الاصلاحية التي انشغلت بها الشارع العراقي ، بمعنى ان السيد عبادي في داخله يعيش حالة من اللاستقرار النفسي الذي  يعانيه نتيجة لصعوبة القرار الذي يكلفه الكثير اذا المح باتخاذه ، بمعنى ان ينتظر من السياسيين المحيطين به مشورة تنجيه من الحيرة التي يعيش فيه ، مع ان العراق بحاجة ماسة الى المساعدة الروسية للخلاص من العقدة الداعشية التي اصابته ، وتركت لها من تداعيات غيرمحسوبة العواقب على العملية السياسية ، ولا يمكن التبوء الآن بتلك التداعيات وآثارها ….
.ولهذا فان موقف السيد حيدر العبادي من طلب المساعدة الروسية تبقى من الامور الغير المحببة في الوقت الحاضر ، ولكن تبقى مطلباُ ضروريا حين تأتي ساعتها لانها تلبي رغبة عراقية بحتة في اضعاف داعش الارهابي وكبت جماحه الوحشي والبربري الذي لم يلتزم  طيلة ايام حربه الضروس مع العراق بقواعد الحرب واصولها ، بمعنى اذا كان هناك نية عراقية لهذا النوع من الطلب فانه تدخل في خانة اولويات الطلب العراقي في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها العراق ، خصوصا ان التنظيم قد فد كثير من مقومات البقاء بالاستناد الى الادلة الكثيرة التي تصلنا عن طريق المراسلين الحربيين ، اضافة لهروب عدد غير قليل من مقاتليه من ساحات المعارك وترك مواقعهم ، بمعنى ان تنظيم داعش الارهابي وقوته في تراجع مستمر جراء الغارات الجوية لطيران التحالف الدولي ومن ثم شدة الضربات الصاروخية التي تشنها الجيش العراقي غلى مواقع التنظيم ، والتي اثرت على مكامن خطورته على الارض ،وفقدت الكثير من معنوياته القتالية التي كانت يتصف بها ،  وكانت ذلك سبباً مباشراً لانتصاراته …
لذلك لا يمكن ان نتصور مدى تاثير حجم المشاركة الروسية في الحرب ضد داعش اذا ما اثير الطلب بشكل جدي ، واصبح لزاما على الروس تنفيذ الطلب العراقي لانها لها تاثيراته المستقبلية على مجمل العلاقات بين البلدين ويقلص البعد في مسافاتها ، بمعنى ان الانفتاح الروسي على العراق يبدأ مع مشاركته في ضرب داعش ، ويمكن ان يكون مفتاحاً للدخول في صفقات عسكرية وسياسية معه ، ويفتح بذلك افاقاً للتعاون المشترك بين البلدين …وهذا يعني ان روسيا مهتمة الى حد كبير بالعراق وكيفية بناء علاقات اقتصادية وعسكرية معه ، وان التطورات خلال الايام القليلة الماضية تؤشر تزايد الدور الروسي في العراق ، في وقت يقوم فيه الروس ببناء تواجدهم العسكري في سوريا لمساعدة نظام بشار الاسد ، وانها ماضية في دعمها لتأسيس مركز يضم العراق وسوريا لتنسيق جهود القوى الاقليمية في محاربة داعش / وانها منفتحة على أي دولة اخرى للانضمام في ذلك الجهد العسكري والسياسي….
بالمقابل نجد ان الولايات المتحدة الامريكية تحاول ان توسع من نشاطها العسكري في العراق لملء حلة الفراغ الذي يعاني منها  جبهة الحرب في العراق ، وفي هذا الصدد فان امريكا قد استوعب الدرس الروسي في سوريا فانه سيعمل على الحاق المزيد من الخسائر بداعش لدرء الانتقادات الموجهة اليه من كل الاطراف المشاركة في الحرب ، وضمان بقاء الموالين له ولسياسته الخاصة بالحرب مع داعش…..
  وعلى هذا الاساس فان السيد حيدر العبادي يبقى يراوغ السياسة الروسية لحين ان يكون المطلب عراقيا لا ينقصه شيء لكي يبقى قراره مقبولا عند الجميع ،  ولا يعارضه أحد في ذلك ويتجنب الانتقادات الجانبية حولها التي تخرج من هنا وهناك  ….