مايفعله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هذه الأيام، ومايدلي به من تصريحات، ومايعبر عنه مواقف يمثل حالة إنفجار حقيقية تشي بأن الرجل يدرك نوع التحدي وخطورة المواجهة مع الداخل والخارج حيث تشتبك المواقف وتزداد التطورات حدة خلال الفترة الحالية مع إستمرار الحرب ضد تنظيم داعش في الموصل، والتحولات الكبرى في العالم والإقليم، والهستيريا السياسية التي تنتاب الإدارة الأمريكية لحكم العالم بطريقة غير تقليدية تهدف الى تحويل المسار في سوريا والعراق واليمن ومنطقة الخليج عموما ووقف التمدد الروسي والإيراني بعد أن قررت الإدارة الأمريكية الدخول بقوة في الملفات التي كان الرئيس أوباما قد أوقف نشاطه المباشر فيها مع كل الضغط الذي مارسته إسرائيل، وكذلك المملكة العربية السعودية.
العبادي تحدث مؤخرا عن قضايا صادمة مسكوت عنها تتعلق بالشأن الداخلي، وبعض الإحتكاكات السياسية والعسكرية مع وجود العديد من الفصائل المسلحة التي تقاتل الإرهاب، وربما مارست دورا يسبب الحرج نتيجة الضغوط الخارجية والداخلية وعلى المستوى السياسي خاصة فكان أن أشار الى ضرورات القيام بمهمات عاجلة لإمتصاص الزخم الأمريكي المتصاعد الذي كان من علاماته البارزة أن طلبت واشنطن من دول الخليج مزاحمة طهران على العراق في مجالات السياسة والإقتصاد، وزيادة الضغط على المجموعات السياسية لتتخذ مواقف أكثر وضوحا من علاقات العراق الخارجية، ونوع الوجود الإيراني في هذا البلد، وهو مثل عديدين في المنظومة السياسية يدرك حجم التحدي، وماتريده أمريكا وحلفائها العرب الناقمين، وبالتالي لابد له من موقف يتلائم ومنصبه كرئيس وزراء لجمهورية العراق لايمكن أن يكتفي بتصريح مثل أي سياسي آخر، بل عليه أن يبدي مواقف واضحة تجيب عن أسئلة في الإقليم المجاور وفي العالم.
في الموصل يقترب العبادي من حسم الأمور بدعم من القوات المسلحة العراقية التي قدمت تضحيات مهمة، وحققت مكاسب كبيرة لاتقارن مع أي مكاسب في السابق، وهو مايمثل تطورا في الإدارة التنفيذية، بينما يعتمد إجراءات حاسمة على المستوى الإقتصادي والخدمات العامة، وهناك التحول في السياسة الأمريكية الذي يحتاج العبادي فيه نوعا من الدعم لاالمناكفة السياسية والتسقيط، وتصوير الأمر وكأنه مؤامرة أمريكية، فلابد من مواقف حقيقية تخدم العراق لإحداث توازن في علاقاته الخارجية وليس معقولا أن يبقى هذا البلد يدفع ثمن صراعات لاناقة له فيها ولاجمل.
الأمريكيون يريدون موقفا، والموقف لايكون بالصراعات، ولا بالتحديات الفارغة من بعض الأطراف السياسية التي تحسب الأمور وفق تصورات ضيقة تخدم طرفا، ولكنها لاتخدم الوطن للأسف، بل ببناء رؤية موضوعية لما علينا أن نفعله لتجاوز الأزمة والمرور من العاصفة المقبلة.