22 ديسمبر، 2024 10:10 م

العبادي.. رجل قلب التوقعات

العبادي.. رجل قلب التوقعات

لم يتوقع كبار المستشارين في الولايات المتحدة الامريكيه او البيت الابيض ، ولا حتى في دول الاتحاد الاوربي ، ان يتمكن العراق خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات انهاء وجود داعش ، كما لم يتوقع العالم بأسره ان ينهض العراق من كبوته ويعيد الهيبة داخليا ، فالجميع كان يجمع على ان البلد ضاع وانتهى ، بعد ان مزقته الفتنة الطائفية ونالت منه غربان الشر ما نالت ، اما الفاسدين فقد هربوا بما لذ وطاب وغادر “اخوة يوسف ” من مطار بغداد محملين حقائبهم باموال الشعب ، حيث كان مختار العصر يتفرج ، وربما يشاركهم بالابتسامة كما فعل مع فلاح السوداني وزير التجارة الاسبق ..!!

الجميع كان يكتب شهادة وفاة العراق .. الا ان جاء تكليف حيدر العبادي في اب عام 2014 كرئيسا للوزراء ، في ظروف لا تسر الصديق وانما تفرح العدو …

لا يعرف الكثيرين من العراقيين في حينها أن العبادي هو من مواليد أحد الاحياء الغنية في العاصمة بغداد عام 1952 وكان قد حصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة من جامعة مانشستر المرموقة في بريطانيا التي لجأ اليها بعد تعرضه للمطاردة من قبل الاجهزة القمعية للنظام الدكتاتوري البائد ، مشيرةً الى أن اثنين من أشقاء العبادي كانوا قد حُكم عليهم بالاعدام من قبل ذلك النظام بسبب معارضتهم لحكمه ، فيما سجن الثالث لأكثر من عشر سنوات على نفس التهمة.

فقد كانت الماكنة الاعلامي للجيوش الالكترونية التي يدرها المناوئين للعبادي ، تكتب هنا وهناك وتروج ضده الاكاذيب ، ارضاء لسيدهم الذي سلم ثلثا العراق ..!! كان ابو يسر يدرك ان المهمة مستحيلة ربما ، ولكنه لم يتردد في قبول التحدي ، لتحصل الانعطافة الكبرى في تاريخ العراق ، ولتتحول قصة الفشل الى حكاية نصر ونجاح ، ثم كللها العبادي بفرض الهيبة في كركوك مخالفا كل التوقعات ، وليزيح الهموم عن العراق شيئا فشيئا بعد ان طهرت القوات التي بامراته كل مدننا من الارهاب ، ولتبدأ الصفحة الجديدة من تاريخ بلد لم يعرف الهدوء ، ولا يجيد سوى لغة الحروب ..!!

يتجب الكثيرين من المناوئين للعبادي من ايتام الولاية الثالثة الحديث عن الانتصارات التي تحققت تحت قيادته ويحاولون ان ينسوبها الى الاخرين ، ممن يسمونهم بتاج الراس ، كما يحاول الاخرين ان يزور التاريخ هنا وهناك ، ولكن التاريخ لن يكتبه سوى المنتصرين ، والعبادي اليوم على راس المنتصرين ، الرجل الذي قلب التوقعات وحول الهزيمة الى نصر …

لم يكتف ابو يسر بما تحقق امنيا بتحرير المدن من داعش ، وانما واصل المهمة ، ليقلب كل التوقعات ويعيد هيبة الدولة في كركوك وكل المناطق التي استولى عليها برزاني وقواته بطريقة غير شرعية … مشهد سيظل خالدا على مر التاريخ عندما وجه القوات الامنية بفرض السلطة الاتحادية على كل المناطق المتنازع عليها وتحقق ما اراد في غضون ساعات ..

انهى العبادي بقراراته طموح برزاني الانفصالي بعدة ساعات ، ليفضل كل من انتقد ابو يسر الصمت ، فلم نستمع لعواء النائبة فلانه ولا حتى لاكاذيب النائب فلان ، و فند ابو يسر كل الاكاذيب بانه ضعيف ، بل ظهر ابو يسر بعد كركوك ، بانه الرجل الحديدي ، والحكيم الذي يصنع العقاقير لبلد مزقته اطماع السياسيين وشهواتهم في الولاية الثالثة ..!!

لا يرد العبادي الحديث عن ولاية ثانية ، ولا يفضل التحدث الا بترميم الاوضاع في البلد ، فهو يسعى لبناء ما دمرته غربان الشر الداعشي ، والفسادين ، انه يريد ان يعمل من اجل الوطن ، ولا شيء سواه ..!!

تحرك العبادي لمرحلة ما بعد داعش بدا واضحا هذه الايام ، حيث سعى وما يزال الى تقوية العلاقات العربية من اجل تشجيعهم على الاستثمار في البلد ، فالجولة الاخيرة التي بدأها في الرياض ، مرورا بمصر والاردن كان تلك الجولة تناقش ملفات اقتصادية وامنية ، فالمرحلة المقبلة هي مرحلة تنمية وبناء وليس خلافات وحروب ..

هكذا اعلنها العبادي قبل الذهاب في جولته الاقليمة ..

لقد قلب هذا الرجل كل التوقعات ايها السادة ..!!

فلنرفع له القبعة ، عرفانا بالمجهودات التي يقدمها ..!!