حذاقة الرجل ولباقة لسانه وسمو أخلاقه ومايتمتع به من علاقات طيبة مع الاطراف المشاركة جعلت من مهمة العبادي لتشكيل كابينته الوزراية الجديده موضع ترحاب وقبول لدى الاكثرية ونال دعم العالمين العربي والدولي جعل طريقه معبدا في سرعة أنجاز مهمته لتشكيل الحكومة, ونحن نقلب اوراق اسماءهم وجدنا من الصعوبة بمكان أن يشق الرجل طريقه وسط هذه الاعمدة من زعماء كتل واصحاب قرار في تنفيذ برنامجه الحكومي , ولنبدأ من نواب رئيس الوزراء المكلف صالح المطلك وهوشيار زيباري وبهاء الاعرجي بطبيعة الحال سيكون رئيس الوزراء أمامهم بعيدا عن توقعاتنا في محاسبة أحدهم ومتابعة اعمالهم نزولا للسادة الوزراء وما فيها من أسماء لامعة كابراهيم الجعفري زعيم التحالف الوطني والمنطوي تحته كتلة رئيس الوزراء نفسه وصاحب الموقف في ترشيحه والزبيدي الذراع الايمن في كتلة المواطن وعبد الحسين عبطان الشاب المدلل لها و عادل عبد المهدي ُمنظر كتلة المواطن والقيادي المخضرم فيها وسلمان الجملي ونوري شاويس؟سؤال ليس بالسهولة الاجابة عليه انما تدور في الرأس اسئلة كثيرة نحاول الاجابة عليها ووضعها ضمن الاوليات التي نستقي منها مانريد الوصول اليه فالمعروف ان السلطة مغنمة في عراقنا الجديد لدعم حزبه وارضاء جمهوره وهي تكليف وليس كما يتوهم البعض تشريف او غنيمة يغترف منها ماغلى ثمنه وقل وزنه لتنتهي السنوات الاربع العجاف دون تحقيق الهدف المرجو من تسنمه للمنصب ليلحق ضررا اخر بمستقبل البلد وتعاسة الشعب ولاأستثني احد لانها نابعة من تجارب ملموسة أثبتتها الايام واوضحتها المواقف فالمهمة صعبة بل عسيرة على من يتولى المسئولية في ادارة الدولة ومؤسساتها بشكلها الحالي , الواجب يحتم عليه ان يكون راعيا مخلصا نزيها في متابعة اعمالها, ثم لدينا سؤال اخر هل أشتراك زعماء الكتل بهذه الحكومة والعدة لمساعدة العبادي في تجاوز العقبات واحداث اصلاحات لتوقف الانحداروالتدحرج الذي اصاب جسد الدولة من عام 2003بعد ان نخرت الارضة سقفها وأكلت جدارها ومحاولة الحفاظ على المتبقي واصلاح الفساد وبناء الدولة والحبو بطيئا نحو قمة الجبل , ام أثبات قوتهم وفرض أراداتهم في صنع القرار عوامل كثيرة تجعلنا ان نكون بمنتهى الصراحة ومناقشة الواقع المفروض الذي تذرعت به القوى لحكومة شراكة وطنية يشترك بها الجميع , هل نستطيع احداث تغيير وأيقاف التدهور ومعالجة المشاكل العقيمة التي يعيشها البلد ام هناك امر دبر في ليل مظلم ؟؟؟ الواقع الذي ننطلق من تحليله ومواجهة تحدياته وامنية شائق يتمنى كنا نريد لهذه الرموز ان لايأخذها العز بالاثم وتعتلي كراسي السلطة بهذه المسميات والرموز وتمنح قواعد حزبها وقياداتها الثانوية من الشباب الفرصة في ممارسة الدور القيادي بدلا عنها لتكون عين صافية وعقل راجح يراقب ويدعم ويشد عضد الدولة في مسيرتها ومحاسبة المقصرين واعفاء المتقاعس وأحالة المفسد للقضاء ومعاقبة الضعيف لخلق قاعدة عريضة من البدلاء تكون لها عونا في مهماتها الاساسية والسؤال لو ان التشكيلة الحالية اخفقت في مهمتها على من يقع مسئولية حسابها ؟ ان فشلها يعني ان النظام باكمله فاشل. ندعوا قادة البلاد ان ينظروا بعين البصيرة والحرص والسعي بايجاد البديل عنهم لنمنع الانحدار ونوقف التدحرج بروح المسئولية الوطنية.