23 ديسمبر، 2024 8:00 م

العبادي بين التفويض والتقريض!!

العبادي بين التفويض والتقريض!!

حكايات الرجل المتصدي، لعملية الإصلاح في العراق السيد العبادي، الذي لم تكتفِ جماعته بطلب المشاورة، في كل قرار يتخذه، وإنما يجب ان تحضر معها، المصلحة الحزبية فوق كل إعتبار، فيردد بعض من شخصيات حزبه، بأن الإصلاحات مثيرة، ولكنها تحتاج الى توضيحات كثيرة، فنشاهدهم يتعرضون له تارة بالتقريض، لتمزيق وحدة التحالف الوطني بإصرارهم على إضعافه، لما أنجزه بعيداً عن المحاصصة، وبالتفويض تارة أخرى ولكن بشروطهم هم، وإلا فالسحب هو الحل، مع تضرر مصالحهم!
 الحقيقة التي يصرح بها العبادي، بأن التفرد في قراراته، تأتي لتلافي المحاصصة، وعدم إحداث فوضى، يستغلها المقربون من أعضاء حزبه، لمصلحتهم الشخصية والفئوية، وإلا فإن المجلس الإسلامي الأعلى، والتيار الصدري مع الإصلاحات الواقعية الصحيحة، ويساندونه فيها، دون أن يفقد العبادي خيطاً من خيوط الإصلاحات، التي طالبت بها المرجعية الرشيدة، لكن البدايات الصحيحة، تقودنا الى سلوك سياسي مبدع، إذا انتبهنا الى أن المشروع الإصلاحي مع الشعب، هو طريق القضاء على الفساد والإرهاب معاً!
 ما يشاع حول عدم إستغلال التفويض، الذي منحه حزب الدعوة للعبادي بالشكل الجيد، أمر مبالغ فيه، وينم عن أراء شخصية لساسة طارئين، والتعطيل المتعمد لمجموعة قوانين مهمة، قد تكون له مبررات موضوعية، والعراق يعيش أزمة حقيقية، وعليه فالتركة ثقيلة جداً، ولا يمكن إعتبار الحزم الإصلاحية للعبادي، مجرد قرارات متسرعة لا طائل منها، فهذا تجن ٍ كبير، لأن مَنْ يقول ذلك من أعضاء حكومته، فهو متضرر برلماني من الإصلاحات، ولا تسعده العدالة مطلقاً!
لحن المكاسب الضيقة، التي يحاول بعض من الساسة وضعه، في طريق الإصلاحات الحكومية، تحت ذريعة التأخير والتعطيل، في حسم المواقفة على طلب مساعدة التحالف الرباعي، أو التعيينات في المناصب العليا في الحكومة، ما هو إلا طريق رخيص، من أجل زيادة نسبة الفساد والفاسدين، في مواقع رسمية وخدمية، كمسلسل الهيئات المستقلة، التي وضعت فيها المحاصصة، وعدم التشاور مع الأطراف الاخرى أساساً لها، فبدأ الإخطبوط الفاسد بمد أذرعه الخبيثة، والنتيجة مزيد من الفوضى والخراب!
يروى قديماً أن قوماً ركبوا سفينة، فأقتسموا أماكنهم، فصار لكل رجل موضعه، فنفر أحدهم على محله بالفأس، فقالوا له: ما تصنع؟! قال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت، فأن منعوه نجا ونجوا، وإن تركوه هلك وهلكوا معه، عليه أيها الساسة المأزومون من الإصلاحات، وهي في أولى بداياتها: دعوا السفينة تسير بأمان، وأتركوا التقريض، لأنه يقطع نسيج العراق، وإضربوا على الفاسدين والمفسدين، فحريتكم مقيدة، وتقف عندما تبدأ حريتنا، فالمرجعية والشعب من منحاه التفويض!