23 ديسمبر، 2024 2:51 ص

العبادي باق حتى اشعار اميركي اخر !

العبادي باق حتى اشعار اميركي اخر !

رسالة واضحة وقوية بعثت بها الخارجية الاميريكة الى المطالبين بأستبدال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي جددت من خلالها دعمها له بمفردات واضحة وبسيطة لاتحتمل التأويل او التفسير، وذلك نهج تعتمده الدبلوماسية الاميركية في رسائلها الى الشعوب والقيادات معاً، حيث تتخلى في تلك النوعية من الرسائل عن اللغة الدبلوماسية او المفردات التي تحتمل اكثر من معنى . الرسائل التي جائت عبر تصريحات جون كيربي المتحدث بأسم الخارجية الاميريكة ونصصتها الدائرة الاعلامية على شكل ثلاث تغريدات على تويتر تفوح منها رائحة الرفض القاطع وبصرامة لاي تحرك لتغيير العبادي على الاقل في مرحلة محاربة تنظيم داعش .وتضمنت الرسائل تطلع الولايات المتحدة إلى نجاح الإصلاحات التي يسعى العبادي إلى تحقيقها وفق الدستور العراقي معتبرة ان العراق هو شريك مهم لاسيما في الحرب على داعش، مع تاكيد استمرا الدعم داخل الائتلاف مع، وعبر حكومة العبادي في بغداد. وهنا لنا ان نضع خطين تحت عبارة “مع، وعبر حكومة العبادي”  ونسأل ماذا يعني ذلك ؟ وقبلها، لماذا تجاوزت الخارجية الاميريكية رغبة الشارع العراقي الذي بات لايؤمن بان اصلاحات العبادي مجدية ؟ وأي تحديات سياسية تريد من الشعب مواصلة العمل بها ؟
تكمل الفقرة الثانية من التغريدة الثالة الجزء الاول المبهم بعبارة واضحة لها دلالة اقرب الى النصح منها الى الفرض حيث جاء فيما جاء في هذه التغريدة ” يوجد تحديات سياسية على الشعب العراقي مواصلة العمل بشأنها، وعلى رئيس الوزراء العبادي قيادتهم للتغلب على هذه التحديات”
ماذا يعني ذلك ؟ يعني ان اميركا لاتريد أي تغيير يجلب لها بديلا يشبه سلف العبادي قد لاتجد حينها قناة تواصل وتفاهم مشتركة معه على معالجة ملفات المصالحة الوطنية والنازحين ومحاربة داعش وقبل ذلك ان تنهي ادارة الرئيس باراك اوباما ماتبقى لها من ولايتها الثانية دون ان تضطر لمعالجة أنهيارات جديدة على مستوى الملفات الثلاث اذا ما تم أي تغيير تستغله قوى اقليمية غير متحالفة معها .
على مستوى اخر كانت هذه اشارة واضحة من واشنطن الى طهران بأن العبادي هو خيارها الحالي ولن ترضى بتغيره . العبادي التقط هذه الاشارات وجدد التزامه بالاصلاحات ومواصلة الحرب على داعش وتحرير المزيد من المناطق . اما لماذا تجاوزت رغبة الشارع بعدم جدوى اصلاحات العبادي ؟
فان ابرز النقاط التي استفاد منها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي هي الاسماء المستهلكة التي كانت تطرح كبدائل له في كل محاولات التغيير التي جرت في فترة تسنمه منصبه ويبدو ان ذات السيناريو يكرر نفسه، كل الاسماء التي تطرح كبدائل للعبادي هي اسماء مستهلكة وبطرق اكثر سوءاً ولاتحقق ادنى مستوى قبول لدى الشارع العراقي الذي يتطلع الى تغييرات جوهرية تحقق تطلعاته أما واشنطن فهي اعرف من غيرها  بألية الابقاء على قنواتها القوية بأدوات غيرها .