23 ديسمبر، 2024 1:54 م

العبادي انقلابي هادئ

العبادي انقلابي هادئ

العبادي يقود انقلابا بهدوء وتأني..هو بحاجة إلى عدة خطوات حتى يكتمل ..انقلاب من طراز غير مألوف لدينا نحن معشر العراقيين .
الرجل الذي لديه القدرة على المباغتة وعدم الإفصاح مقدما عن نواياه إلا في وقتها المناسب تمكن من إحراز خطوتين بنجاح كبير الأولى حرمان المالكي من ولاية ثالثة.
الخطوة الأولى قبوله بمنصب نائب رئيس مجلس النواب كي يبعد أنظار المالكي عنه بالتزامن مع تحالف تكتيكي عقده مع رفاقه الشيعة خصومه اليوم..هذه كانت مباغته لينال بعدها منصب رئيس الوزراء .
الخطوة الثانية جاءت بعد الإطاحة بستة رؤوس كبيرة كانت تشغل مناصب نواب رئيس الجمهورية ونواب رئيس مجلس الوزراء .
هو الآن في الخطوة الثالثة ,خطوة حرمان رؤساء الكتل من الوزارات وهي مصادر تمويلهم غير المحدود في إطار إسناد قوي من جانب بريطانيا والولايات المتحدة و بالتزامن مع الجهود الحثيثة التي يبذلها المحقق الدولي في شؤون الفساد مما يعني أن انقلابه لن يكون عبر مجابهات مسلحة مع خصومة إنما عبر مذكرات قبض سيعترف بها المجتمع الدولي وهذا ما اعنيه بالانقلاب الهادئ غير الراديكالي .
الخطوة الثالثة هي المفصلية سواء على مستوى مسيرة هذا الرجل السياسية أو على مستوى المشهد العراقي.. هي خطوة من اخطر الخطوات وإمكانية نجاحها يتوقف على دقة تنفيذها .
وسواء كانت هذه أفكار العبادي نفسه أو من تخطيط جهة محلية أو دولية فان كل المؤشرات تقول أن منعطفا جديدا ستشهده البلاد .
طاقم العبادي يشتغل بعيدا عن الأضواء وأسماء المرشحين للوزارات تدل على أن هذا الطاقم واسع الاطلاع وربما تنتهي على يده مرحلة حكم قوى الإسلام السياسي في البلاد على اعتبار أن اغلب هؤلاء المرشحين من خارج دائرة هذه القوى فكريا وسياسيا .
رب سائل يسأل كيف يمكن لرجل قيادي في مؤسسة إسلامية سياسية تربى على فرضياتها مدة طويلة يسعى للإطاحة بها من داخلها ؟.
هنا يتوجب التذكير بـ ( ميخائل غورباتشوف ) زعيم الحزب الشيوعي السوفيتي الذي أطاح بحزبه والدولة الاشتراكية معا .
العبادي الرجل الذي تنقصه الكاريزما ليس بالضرورة أن يكمل كل الخطوات المطلوبة ..ربما يكملها كلها لتأتي فيما بعد طبقة سياسية جديدة تؤدي ادوار أخرى أو ربما يحقق بعضها بحسب المستجدات .