19 ديسمبر، 2024 1:04 ص

العبادي القائد غير الضرورة ؟

العبادي القائد غير الضرورة ؟

يعتمد القائد غالبا في تحركاته وقراراته على ما لديه من جمهور مؤيد ومطيع له فيستمد قوته وصموده من هذا الجمهور وخاصة اذا كان الجمهور يجتمع في مكان وزمان واحد مناديا بالتفويض للقائد من أجل المضي قدما في إصلاح النظام السياسي الفاسد ,,وفي بلد مثل العراق حيث نظام سياسي فاشل قائم على المحاصصة والتوافقية التي أضعفت القرار وجعلت اغلب القرارات تخرج الى النور بصيغة توافقية تحاول ان ترضي الكتل السياسية جميعها ولا تمس طرف معين بقدر الإمكان ..مثل هكذا قرارات وهكذا نظام يجعل البلد متأخر في مجال التنمية السياسية والاجتماعية والاقتصادية خاصة والعراق يخوض حربا شرسة مع قوى الظلام والتكفير,,الشعب فوض العبادي بعد ان رأى الحزمة الأولى من الإصلاحات التي أطاحت برؤوس كبار ما كان أحد يفكر في مسها ذات يوم ,,لكن ألعبادي رد هذا التفويض وانصاع للكتل الكبيرة التي جاءت به كمرشح تسوية ليس له رصيد شعبي فهو فاز بأصوات رفيقه وقائده في الحزب نوري المالكي ,,وعندما يكون القائد او الرئيس مرشح للتسوية فلا أحد ينتظر منه جدية كبيرة في الإصلاح لأنه لا يستطيع ان يخرج من جلد التبعية للكتل التي جاءت به كمرشح ضعيف يلبي تطلعاتها في امتصاص ما تبقى من خيرات البلد ,,لكن الذي حصل ان العبادي نال تفويضا كبيرا من الشعب والمرجعية لم يحظى به أي رئيس في العراق على مر التاريخ وكان عليه ان يسارع في ترجمة هذا الدعم الى إصلاحات فعلية تضع حد لهذا النظام البائس وفي نفس الوقت تلبي تطلعات الجماهير التي تخرج في كل جمعة تنادي بالإصلاح لهذا النظام المعطوب ,, ليس امام العبادي الكثير من الوقت فعليه ان يكون جادا بالتغيير قبل ان تنطلق صيحة موحدة تناديه بالرحيل وحينها تعم الفوضى البلاد خاصة والعراق يشهد ازمة مالية وسياسية كبيرة . فالعراق اليوم يمر بمخاض عسير حيث تكالبت عليه قوى اقليمية تحاول جاهدة ان تجعله مسرح لمشاكلها مع الدول الاخرى بحيث تبعد شبح الحروب والازمات عنها ,,وقد ابتلي العراق في العقود الماضية بعلاقات متشنجة مع جيرانه ومع العالم بسبب رعونة ( القائد الضرورة) وبعد التغيير 2003 كان الجميع يطمح لعراق مستقر آمن يتمتع بعلاقات احترام متبادل مع دول الجوار لكن هذا لم يحصل لان ممثلي الشعب هم في الحقيقة ممثلين لسفارات الدول الاخرى فأوصلوا البلد لما هو عليه الان ,,الجميع اليوم يراهن على الحراك الشعبي المستمر في معالجة وإصلاح وضع البلاد رغم تدخل الاحزاب والقوى المشاركة في الحكومة والتي تحاول جاهدة الى افشال هذا الحراك الذي ينشد التغيير من أجل بلد تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية وينعم بالسعادة والامان , كما ان هذا الحراك الشعبي يسعى الى سلب امتيازات الطبقة السياسية واحزابها وتحويلها الى افواه الجياع المفتوحة منذ سنوات والتي لم يدخلها غير الوعود المعسولة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ,,اننا امام تلاحم شعبي كبير بين مختلف ابناء الشعب وتوجهاتهم وطوائفهم من اجل ابتلاع هذه الأحزاب او إجبارها على تقيأ كل ما أكلته خلال السنوات الماضية ,, فما ضاع حق وراءه مطالب, والحق جديد وان طالت به الايام والباطل مخذول وان نصره أقوام كما قالها من قبل الامام علي بن ابي طالب .

[email protected]