21 مايو، 2024 11:19 م
Search
Close this search box.

العبادي القائد الضرورة الجديد 

Facebook
Twitter
LinkedIn

ميزة  بعض النخبة  أنهم يجيدون  صناعة الرمز والقائد، بينما يفشلون بشكل مفتوح في صناعة الدولة والبرامج والانجازات الملموسة على الارض أقود هذه المقدمة للحديث عن صور ينشرها بعض المحللين السياسيين  بقوة تشير الى   رئيس الوزراء حيدر العبادي رجل دولة وعادة ماتقارن هذه الصور في مرحلة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي كان العبادي احد المدافعين عنها حتى اب ٢٠١٤. 
لاينجح اي رئيس وزراء او حاكم وهو محاط بمجموعة  يصورون له الظلام نورا والاسود ابيض، بل نجاحه ان يكثر المنتقدين من الأخطاء الشائعة في الدولة البدائية في الديمقراطية انها تختصر كل الدولة وتفرعاتها برجل واحد الامر الذي يختلف تماما في الدولة المتقدمة في الديمقراطية فعلى سبيل المثال غادر باراك اوباما القصر فلم يطلب بولاية ثالثة ولم يصف ترامب بانه ابو الحسن الأشعري ولم يتمسك بالقصر ولم يجيش الجيوش الالكترونية ضد خلفه وذهب بهدوء مثلما جاء بهدوء. 
وجاء ترامب الى البيت الأبيض فلم يقتص من موظفي اوباما ولم يجمدهم ولم يتحدث عن المرحلة التي اشتغل بها اوباما ولم يجعلها قياسا لنجاحه ويبدو أن فكرة رمي الفشل الحاصل في الماضي فكرة عراقية يتميز بها المسؤول العراقي الذي اول يبرر فشله في الماضي. . 
ليس هناك من ينكر نجاح العبادي في إرجاع الاراضي العراقية من الحضن الداعشي الى الحضن الوطني بجهود الدماء السمراء والدعم الدولي، وليس هناك من ينكر ان العبادي لايتسع خطابا متوترا،لكن هناك مئات الملاحظات على اداء العبادي في إدارة مفاصل الدولة ابرزها الخلل في مكافحة الفساد المالي والاداري والعجز عن تحقيق البرنامج الحكومي والفشل في تطوير الاقتصاد العراقي والصناعة والخدمات والزراعة والتجارة والتعليم والصحة واتباعه اُسلوب القرارات الرمادية والأكثر من ذلك دمج وزرات من دون فائدة على الارض وامور كثيرة لايتسع المجال لذكرها كل هذه الامور تؤكد ضرورة البدء ببناء الدولة بعيدا عن الأشخاص والرموز وصناعة الإله السياسية. 
من حق  محبي العبادي او المستفيدين او الذين يحاولون الاستفادة منه  ان  يتحدثوا عن إنجازاته في كل مكان وزمان لكن هذا الفريق لابد ان لايكون مطبلا لكل رؤساء الوزراء ويعمل بوضوح وركازة وقوة والابتعاد عن المواجهة والمقارنات غير المنطقية وتأجيج التوتر. ومن الضروري للعبادي وفريقه ان لايكونوا حبساء مرحلة المالكي هذا خطأ فاحش بل ضروري ان يقارنوا في المستقبل والمحيط المجاور وان يجري التفريق بين الواجب الحكومي والانجاز. 
 الحديث عن إنجازات العبادي لابد ان تكون احاديث رقميه مثبته بالصورة والصوت  وتتحدث عن ملفات لها علاقة بالمواطنين لا شعارات مبللة بالعسل النفعي فمثلا يجري الحديث عن  كم مستوى الدخل للفرد العراقي في عام ٢٠١٤ وكم أصبحت في عام ٢٠١٧ وما مستوى الفقر وعدد الفرض الاستثمارية وأين وصل مشروع الخدمات الالكترونية وكم تطورت الخدمات الصحية والنقل و يشمل ذلك كل القطاعات الحكومية الاخرى اما الاكتفاء بضجيج الصور  العبادي رجل دولة والاصوات التي تهوس مع كل حاكم فهذه مضيعة للوقت أشبه بالذي ينحت تمثالا بالهواء … الأفعال تذكر بالارقام لا بالشعارات!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب