ربما يتساءل كثيرون؛ لماذا لا يستطيع حيدر العبادي تقديم الرؤوس الكبيرة من الفاسدين الى القضاء؟ ولماذا يحاول دائما الاقتراب من هذه الرؤوس منوها بجرائمها واستهتارها في تبديد اموال الدولة؟ لكنه يعاود في اليوم التالي ليبرر ما نوه عنه بالامس.
العبادي كرئيس للوزراء؛ حظي بتأييد ربما لم يمنح لاي رئيس من قبل، وقد اجتمع في هذا التأييد اطراف كثر، ابرزها الدول العظمى والمجاورة والاقليمية، كما ان الشعب ايده داخل العراق وكذلك المرحعيات الشيعية والسنية وحتى المسيحيية، وحتى بعض الاطراف السياسية وبعض السياسيين الشرفاء. وقد طالبه الجميع باهمية التحلي بالشجاعة، واحالة المفسدين الى القضاء وعلى رأسهم نوري المالكي الذي بدد اموال الدولة وطغى وتجبر، وتسبب في هدر اموال طائلة، وهو متهم بسرقة مليارات الدولارات، كما انه متهم بضياع ثلث مساحة العراق لصالح الارهاب، وتشريد اكثر من ثلاثة ملايين نازح، وكذلك تهديد مستقبل العراق عبر ايصاله الى ما يشبه الافلاس، وجعله في ضائقة مالية كبيرة، فضلا عن الاف الشهداء من خيرة ابنائه في حرب لم تندلع الا بسبب الطيش والعنجهية والخبث، وتقديم المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة الشعب.
لا يعلم الكثيرون لماذا يخشى العبادي التعرض للمالكي وجنوده مدحت المحمود والعلاق وغيرهم، وسأقول لكم حقيقية ربما غابت واستترت عن كثيرين من ابناء هذا الشعب المبتلى.
ان حيدر البعادي هو احد جنود المالكي المقربين، وهو عراب الفساد والسرقات التي نفذها المالكي، والتلاعب والاحتيال في بيع النفط واستخراجه عبر اتفاقات وعقود مع الشركات وخصوصا في البصرة جنوب العراق، وهذا هو السبب الحقيقي وراء الصراع الذي يقوده المالكي في هذه المحافظة.
فقبل الازمة الاقتصادية العالمية وهبوط اسعار النفط، كان انتاج برميل النفط في العراق ونقله وبيعه في الاسواق، اي بمعنى (التكلفة الاجمالية) كانت تصل الى (24) دولار للبرميل، وفي كردستان كانت تصل الى (26) دولارا بفعل طبيعة الارض، وفي زمن المالكي تم الاتفاق مع شركات النفط في الجنوب على ان تكون (التكلفة الاجمالية) هي (52) دولارا، اي بواقع سرقة تقدر بـ(28) دولار للبرميل الواحد كانت تذهب الى جيب المالكي وحزبه، فاذا كان النفط المستخرج يوميا يقدر ب (2) مليون برميل فهذا يعني ان نسبة السرقة تقدر بـ (104) مليون دولار يوميا.
والانكى من ذلك ان السيد حيدر البعادي رئيس الوزراء الحالي والقائد العام للقوات المسلحة، ورئيس اللجنة المالية النيابية في ذلك الوقت كان عراب هذه السرقة وهو الذي يقوم بتنفيذها بل ويحمي نفسه وسيده من مراقبة مجلس النواب بفضل منصبه آنذاك.
لذلك فالعبادي لا يستطيع ولن يستطيع ان يقدم سيده الى القضاء لانه سيكون معه بكل تاكيد، وهذا ما يهدد به المالكي العبادي كلما حاول الاخير تهديد الاول، بل وان المالكي يمتلك ادلة دامغة ودقيقة حول نسبة العبادي من هذه السرقات ودوره الرئيسي فيها. فأبشر بطول سلامة ايها المالكي، ما دام العبادي رئيسا للوزراء.