إستقبال الأبطال المضحين من جرحى المعارك ضد تنظيم داعش واسر الشهداء وتكريمهم عمل رائع وكبير.ومن يومين شاهدت جنودا أمريكيين يضعون الزهور على قبور زملائهم في المقبرة الوطنية بواشنطن من الذين قتلوا خلال المهمات القتالية في الخارج.مثل ذلك يحدث في مصر التي يروج إعلامها لتضحيات الجنود ورجال الشرطة في سيناء وغيرها ويقوم الرؤساء والزعماء بتقدير تلك التضحيات.
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إستقبل عددا من أسر الشهداء وعددا من الجرحى لتكريمهم وهذا يمثل واجبا وطريقة مهمة للإدارة وتكريسا لمبدا عام يتعلق بسياسة الدولة وثقافة الأمة في تكريم المضحين من اجلها فالمقاتل حين يفقد حياته لايكون بمعزل عن أسرته التي تتأثر حتما بتلك التضحية وربما أصيبت بخيبة أمل، أو فقدت المعيل والقدرة على العيش بكرامة، ولذلك لابد من تقديم الدعم لأسر الشهداء والجرحى والمفقودين، وتمكينهم من أن يكونوا طبيعيين في المجتمع، وقادرين على مواجهة مصاعب الحياة، وتاهيل تلك الاسر معنويا وماديا.
ومثلما إن هناك إستراتيجية توضع لتقديم الخدمات العامة في قطاعات الكهرباء والماء والطرق والجسور والإتصالات والمدارس والجامعات والمستشفيات وسواها من قطاعات تتصل بحياة الناس، وهي تمثل تكريما للشعب على صبره وتضحياته. فهناك ضرورة لوضع إستراتيجية لرد الدين لأسر الشهداء والجرحى والمعاقين والمفقودين، ومن تعرضوا الى مشاكل وتحديات ومصاعب مالية ومعيشية في حياتهم اليومية.
شهر رمضان المبارك يمثل فرصة رائعة للتواصل مع الأسر الفقيرة والمرضى، وخاصة التي فقدت أبنائها في المعارك ضد الإرهاب وهذا مانحتاجه بالفعل لكي يشعر المضحي إنه لم يسلك الطريق الخطأ، وأن هناك من يتكفل بأهله، ويرعاهم، ويحميهم. بصراحة سرني رد أحد الأخوة عندما سالته عن بعض اليتامى في المنطقة التي أعيش، وقال: كلهم بخير وياريت كنت يتيما. فاليتيم عندنا مدلل.. قلت يارب.