وللضرورة أحكام كما يُقال .. سيّدي العبادي ؛ مراجعتكم منصب وزارة الخارجيّة , “مخافة كلّما نُسأل عن جهاز هضم الفيل فلا نجيب سوى عن جهاز هضم الدودة” فالأمر يبدو وكأنّه لن يختلف عن إسقاطات المالكي المعقّدة , ندائنا لا على خلفيّة عداء “فوبيا” لمجرّد دعوة لإسقاط , بل هنالك مصلحة عراقيّة , منها :ـ
1 . حاجة عراقيّة ماسّة للاستعانة بخبرات استشاريّة مثل خبرات السيّد طارق عزيز مثلاً , ولتعتبروه بمثابة “المغيرة بن شعبة” حين أشار على عليّ , والرجل عراقي , والتعامل مع الواقع بجدّيّة في أمر يخصّ مصير الوطن لا “ثارات” هزليّة مؤدلجة مضحكة حاشاكم منها , فمحيط البلد محيط سريالي مضمونه الافتراس والنهش كما لمستم ذلك لا تنفع معه عمليّات نحت لغوي بل عمليّات نحت سياسي نافذ ..
2 . كما ولا تنسون أنّ خطوة كهذه إن اتّبعتموها ستخوض أيديكم ملفّات الفاسدين مبكّراً ممّا سيختصر عليكم وبسرعة الجهد والوقت لسدّ فجوة تفجّر أنبوب دماء العراقيين اليومي , وهي لغة حكم ضروريّة للتعامل بها أن تبدأ بالتفجير الإصلاحي وفق “نظريّة عنتر” فبها إرهاب للمنتفعين من مناصبهم .. ولا تنسون فنحن امّة عنتر وعبلة
3 . خطوة مثل هذه ستكون دخول حقيقي للإصلاح لأنّ “لتدعيش” تدعيش داخلي مستشري لا خارجي , فقضائكم عليه يبدأ من الداخل وبسرعة إذ أنّ التدعيش الخارجي جذوره في الداخل يمتصّ غذاءه منها ..
خطوات أخرى ضروريّة منها تستعينون بأصحاب الخبرات في الحشد الجماهيري الحقيقي ولا ضير أن تستعينوا بخبرات أحزاب يساريّة مختصّة بهذا المجال , فالحشد الجماهيري الوطني قوّة لكم ترهبون بها عدوّ الله وعدوّكم ومطرقة على رؤوس الفاسدين ومنها إعادة نظام الخدمة الالزاميّة , وإعادة الهيبة والحقوق لرموز جيشنا من ضمنهم الفريق الركن عبد الجبار شنشل فشرائح كبيرة تعاني الحيرة من مثل هذه الأمور ومنها أيضاَ تخلّصكم من جميع أعضاء جوقة مؤتمر لندن رأفة بمعنويّات الشعب ولربّما إعادة فتح محكمة الشعب خطوة على الطريق الصحيح , والطرق الصحيحة هي الّتي تناغي مشاعر الجماهير , ففتح أبواب هذه المحكمة بوّابتكم لغزو القلوب استثمروا زوايا التاريخ المنسيّة وافتحوا أبواب المحكمة , فأنتم سيّد العبادي بأمسّ الحاجة لقلوب لطيف وطني من لون واحد علاوة لما تتمتّع به من ماضِ طيّب ..
وكخطوة للانقلاب على الطائفيّة الّتي كرّهت الشعب بحكومة “من متآمرين عليه بلندن” ولكسب ودّهم أكثر اخطوا بخطوات , بعض منها:
1 . اعلان فوري منكم تبرّؤكم من أيّ انتماء ديني سياسي .. لأنّك إن شعرت يوماً أنّ لك دين , فلغيرك أديان , “كما يقول الإمام الشافعي”
2 . اتّخذوا خطوة جريئة لا بدّ منها ( على خطى ملك المغرب ) بقرار رسمي تجرّمون فيه من يستغلّ الدين في السياسة شكلاً أو مضموناً
3 . إعادة عقوبة الإعدام بحق كلّ من يتنابز بالطائفيّة , نطقاً أو استغلالاً أو ترهيباً أو ترغيباً وفعّلوها
4 . غلق أو تحويل أيّ مسجد أو حسينيّة أو جامع أو كنيسة إلى مدينة ألعاب مجّانيّة للأطفال أو روضة أو بيت أيتام أو مرصد فلكي أو صالة رياضيّة للشباب فور مخالفة أيّ من هذه المراكز الدينيّة شرط من شروط الوطنيّة العراقيّة
5 . تدارك جميع مدن الألعاب الّتي حوّلت المتنزّهات المجّانيّة الشعبيّة والساحات العامّة إلى مراكز جباية عند بوّابات الدخول تبتزّ جيوب الفقراء وذوي الدخل المتوسّط “وهم عادةً أطفالهم كثر!” أو أعيدوها تعمل باسم الدولة ..
6 . لا تأخذكم في الحقّ لومة لائم وأنتم تفتحون ملفّات الفساد , فالشعب اليوم بحاجة ليد تضرب من حديد تنهال بها فوق رأس أيّة خليّة أو منبع فساد
7 . ترفعون جميع العوازل الكونكريتيّة الّتي جعلت من الشعب ولثمان سنوات أقرب لمعتقلين وهم داخل بلدهم وفي عقر بيوتهم إضافة لمظهرها المعيب تبدو وكأنّ خلفها يقبع مجانين , فعلوها قبل أن تسبقكم إليها داعش , فهذه وحدها جريمة إبادة إنسانيّة جماعيّة ..
وقرارات مثل هذه لا بدّ وستحتاطون لها بإعلانكم مثلاً تشكيل ميليشيا الشعب على شكل متظاهرين مسالمون مع كلّ قرار يتعرّض للنفوس المريضة من الّتي تغلغلت في أكثر مفاصل الدولة , على أن يكون التظاهر بلا سلاح ومن جميع الطوائف فهم ظهير لقرارات جريئة لابدّ وستُتّحذ من الّتي يتطلّع إليها الشعب بلهفة
أحط نفسك سيّد العبادي بالخلّص لا “بالجواري” الكنّس .. الكدّس
تطهير مؤسّسات الدولة من أيّ من يدّعي تسليح العراق أمر غير ضروري , واعتبار مثل هذه الطروحات بمثابة دعوات لاحتلال البلد ودعوة عامّة للخيانة العظمى
إصداركم قراراً جريئاً تلغون فيه “الاتّفاقيّة الأمنيّة” وابدأها بعناصر حكومة الانبار ومسائلتهم طلبهم استقدام قوّات أجنبيّة