أمام ضغط الرأي العام ، بما في ذلك قطاع واسع من الشيعة ،الرافض لقرار مجلس محافظة بغداد الموقر باعتماد ” العباءة الزينبية ” لباساً رسمياً في العاصمة بغداد ، قال عضو مجلس محافظة بغداد علي العيثاوي لشبكة رووداوالاعلامية إنه “تم تداول الخبر في وسائل الاعلام وفي مواقع التواصلالاجتماعي بشكل غير صحيح“، موضحاً إن“بعض الطالبات، سواء في وزارةالتربية أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يرتدين العباءة، لكن خلالالامتحانات النهائية يمنعوهن من ارتداء العباءة، لذا قلنا لا مانع من ارتداءالطالبات العباءة في الامتحانات“، ولفت الى أنه “عندما طرحت هدى جليلالعبودة الموضوع، قالت إنه يتم منع الطالبات من ارتداء العباءة“، منوهاً الى أن“المدرسين والمعلمين قاموا بهذا الاجراء خوفاً من القيام بالغش في الامتحانات” ، مؤكداً أن “مجلس المحافظة ارتأى أن تبقى البنت المحجبة بعباءة، فيعباءتها، ولا توجد مشكلة بذلك“، “!!
التبرير التراجعي لايرقى الى مستوى النص الواضح في بيان المجلس الذي لم يأت على أي ذكر للمبررات التي ساقها عضو المجلس علي العيثاوي والمتعلقة بمنع الطالبات من دخول الامتحان بالعباءة الزينبية..
جاء في النص “قرر مجلس محافظة بغداد اعتماد “العباءة الزينبية” لباساًرسمياً في العاصمة العراقية“و ” أن ذلك يأتي لتعزيز الاحترام والوقاروالحشمة“..!
ومثالاً “خاصة داخل القاعات الامتحانية، بعد تقديم طلب التصويت على اعتمادالعباءة الزينبية كلباس رسمي معتمد ومقدر” ..!
أي ان التعميم على العاصمة كاملة والتخصيص داخل القاعات الامتحانية ، وبدلا من ان يقع المجلس برمته وكفاءاته بهذا الاشكال ، كان بامكانه بكل بساطة وببيان مختصر القول ” يسمح للطالبات بإداء الامتحان بالعباءة الزينبية وينتهي الموضوع عند هذه الحدود ولااعتراض على ذلك احتراما لخيارات الناس في ملبسهم ومأكلهم .
لكن القضية أكبر من ذلك ، هي قضية منهج فكري يراد تعميمه واجبار الناس على تبني متبنياته باستخدام سطوة السلطة وقوانينها وفرضها على المختلفين مع هذا المنهج ، وهو الاسلوب الذي تستخدمه وتطبقه وطبقته في مناطق سطوتها دا..عش عندما يكون السلاح بيدها والارض تحت اقدامها !
لاحظ التبرير الذي ساقته العضو هدى جليل العبودة، وهو الأصل في القرار، بأن القرار “يأتي لتعزيز الاحترام والوقار والحشمة“ ، مايعنى انه في خارج حدود العباءة الزينبية فكل نساء بغداد بل والعراق لايتمتعن بالاحترام والوقار والحشمة !!
الحقيقة هي العقلية التي تقود البلاد ، التي انتجت لنا قبل اسابيع قانونا للأحوال الشخصية يعمق الخلافات داخل المجتمع ويطيح بحقوق المرأة والطفل واليوم العباءة باعتبارها معيارا للشرف !
والسؤال :
ماذا تخبيء الادراج غداً من قرارات لاتؤدي الا الى قندهار اخرى في المنطقة ؟!!