تمثل الأزياء جزء لا يتجزأ من ثقافات الشعوب, وهي ترتبط إرتباطا وثيقا بعاداتهم, وتختلف الأزياء من من بلد لأخر, ومن زمان لزمان آخر.
الإسلام وضع ضوابط للملبس, وإهتم أكثر بما تلبسه النساء, وما هذا التأكيد من المشرع الإسلامي, إلا لحرصه على رفعة وسمو المجتمع, وبناءه على إسس من الأخلاق والفضيلة, وبناء شخصية متكاملة باطنيا وظاهريا, من خلال الإهتمام بالمظهر.
قال تعالى “يا أيها النبيُّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن لا يعرفن فلا يُؤذًن وكان الله غفورا رحيما ” وقال أيضا “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخُمُرِهِن على جيوبهن”
هذا الأمر وضع الصيغة النهائية للواجب في ملبس المرأة المسلة, وهو صيانة تامة لها, كي لا تكون في مرمى عيون المنحرفين, وأن لا تكون هي بنفسها مصدرا للفتنة, من خلال الإغواء, بما تحدثه الملابس المخالفة للشرع والتبرج.
كانت العباءة العراقية النموذج الكامل لهذا الحجاب, وقد قال عنها سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني “إن العباءة العراقية أكمل مصاديق الحجاب”.
هذا الكمال والحفظ والصون للمرأة, جعل دوائر الإنحراف, أن تمد أيديها لتخريب هذه العباءة, وإغراق الأسواق بأزياء لا تمت للدين الحنيف بأي صلة, فبدأ تخريب الحجاب بأشكال والوان وطرق لبس, بعيده عن أصل الحجاب الشرعي, وكذلك ظهرت مسميات ظاهرها ملتزم وباطنها منحرف, فظهر لدينا ما يسمى بالصاية والعباءة الإسلامية, والتي لم تحمل من الإسلام إلا اسمه, فكانت هذه العباءة طريق للانحراف, حيث ظهرت عليها الزخارف والنقوش والكتابات, وبدأت تضيق وتتخصر مبدية مفاتن النسوة.
أما لمن لم تستطع مغادرة العباءة العراقية, أو ما تسمى بعباءة الرأس, فعملت اصابع التخريب المجتمعي على التدخل في هذه العباءة, حتى ظهرت لنا عباءات غريبة عجيبة, إبتدأت بتجسيم الوجه من خلال وضع قطعة من المطاط (لاستيك), ثم إتجهت إلى المعصم, فبدأت بتضييقه, وشيئا فشيئا صعد المعصم إلى مفصل الساعد, وصارت عباءة الرأس بأردان, وهذه الأردان ظهرت عليها النقوش والتطريزات الملفتة.
الحرب على العباءة هي جزء من الحرب الأخلاقية, التي تمارسها دوائر الإنحراف والدول الداعمة لها, من أجل تهديم البنية الأخلاقية للمجتمعات الإسلامية, وبذلك يُخلق جيل منحرف مخنث, لا يقوى على مجابهة التحديات, ولا يقدر على إصلاح نفسه أو مجتمعه أو بلده.