لم تحصل حركات التحرر العربية او في دول العالم الثالث على استقلاليتها لتحرير شعوبها من التسلط واستبداد الحكام جراء ارتباطها بالدول الاقليمية مما أفقدها شرعيتها اتجاه شعوبها ، باستثناء حركة ( جيفارا) في امريكا اللاتينية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والتي قاد هو ورفاقه الحرب لتحرير امريكا اللاتينية من الاحتلال الامريكي والغربي بالرغم من اعتناقه الشيوعية عقيدة وفكراً ، الا ان افكاره اليسارية الاشتراكية شكلت محوراً هاماً في تبنيه النضال وانخراط الشباب في الثورة حتى وان لم ينتموا للشيوعية كفكر وعقيدة . الا ان هذا لا يعني انه لم يتلقى التدريب والمال والعتاد من الدول الشيوعية انذاك . في حين نجد ان المعارضة السورية وقد اختلفت عن باقي الحركات المعارضة حيث ترتمي كل كتلة منها في احضان دولة اقليمية مما جعلها غير متوافقة في قراراتها وخططها حتى الميدانية منها . حيث كانت قطر هي من تدير الائتلاف السوري المعارض بزعامة احمد معاذ الخطيب بصفته الرجل الموالي والمنفذ للسياسة القطرية في ادارة الصراع في سوريا فوضع الائتلاف والمعارضة تحت العباءة القطرية مما جعل السعودية تتوجس لما يحدث ، وبالتالي تحرك بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية لانهاء هذا الاحتضان والتوجه لافشال قطر في مساعيها المعلنة، واشاعة صراع خفي على ترأس الائتلاف لا سيما بعد تردد الخطيب واعلانه التفاوض مع النظام السوري ، وحدثت انشقاقات كانت نتيجتها انتخاب الشيخ احمد عاصي الجربا رئيساً للائتلاف وهوشيخ عشيرة شمر ومن الكتلة الديمقراطية التي يرأسها السياسي المخضرم ميشيل كيلو. ويعتبر الجربا من اصدقاء السعودية والمنفذين لسياستها وعلاقته الحميمة مع بندر بن سلطان ، بالرغم من عدم امتلاكه المؤهلات القيادية والعلمية لترأس الائتلاف . مما رجح الكفة السعودية على القطرية في الصراع السوري وهو يتطلع بدور كبير للسعودية في رسم الخارطة السورية حال سقوط نظام الاسد ، وهذه هي المرة الاولى التي ترعى السعودية الكتلة العلمانية الديمقراطية لاثبات حسن نيتها امام الولايات المتحدة والغرب بانها لا تدعم ولا تبارك لاي تغيير في سوريا من خلال تنظيم القاعدة والتيارات الاسلامية المتشددة ، فضلاً عن خطة بندر الى اعادة هيكلة المجلس العسكري الموحد الذي يراسه اللواء سليم ادريس الصديق الحميم لبندر بغية ادارة المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري من قبل السعودية . نعتقد ان السعودية ضربت عصفورين بحجر واحد ووضع المعارضة تحت العباءة السعودية وحرمان قطر من ادارة النزاع وتبوأ مركز القرار فيها واثبات فشلها في اسقاط النظام السوري .