23 ديسمبر، 2024 4:17 م

العاني والسليمان والغرق في القذارة!

العاني والسليمان والغرق في القذارة!

سأل طفل والده: ما معنى الفساد السياسي؟ فأجابه: لن أخبرك لأنك صغير، وصعب عليك الفهم، ولكن دعني أقرب لك المعنى، فأضاف قائلاً: أنا أنفق على البيت، فأسمي الرأسمالية، وأمك تدير شؤون المنزل، فهي الحكومة، وأنت تصرف المال، ويطلق عليك الشعب، وأخويك الصغيرين هما أملنا، ويطلق عليهما المستقبل، والخادمة تعيش على خدمتنا، إسمها القوى الكادحة، وذهب الطفل يفكر في جواب أبيه.
لم يستطع الطفل النوم ليلاً، ولا يعرف السبب، فهرع من فراشه قلقاً، عندما سمع صوت أخيه الصغير باكياً، فوجده دون حفاظة، ثم ذهب الى أمه، فوجدها غارقة في النوم، لمرضها المفاجئ، ولم يجد والده وركض سريعاً، ليبحث عنه في أرجاء المنزل، فسمع صوته يضحك مع الخادمة الكادحة، فذهب خائباً الى فراشه، وعلامات التعجب ترقص في مخيلته الساهرة، التي أتعبها السهر.
وفي الصباح قال لأبيه: عرفت معنى الفساد السياسي، وهو عندما تلهو الرأسمالية، مع القوى الكادحة، وتكون الحكومة نائمة، في سبات عميق لأمراضها المزمنة، عندها يصبح الشعب تائهاً مهملاً، ويصبح المستقبل غارقاً في القذارة، وأستميحكم عذراً لبعض الألفاظ، ولكنني أوردتها كما هي مكتوبة، في احدى الصحف العراقية، لفقرة قصة وعبرة، وقد ألهمتني الحكاية، حول بعض ابواق الفساد، كظافر العاني وحاتم السليمان.
صراع الساسة الكلاب، الذين يقطنون الفنادق، ويطفئون نيران خوفهم وترقبهم، بلعبة جعلت أقدامهم تنغمر أكثر فأكثر، في وحل الرذيلة والخسران، ومرغت أنوفهم النتنة، بلذة عابرة مع مطامع أنفسهم الأمارة بالسوء، بحيث لا يمكن تغطية لعبتهم الطائفية القذرة، بخرقة من القماش، لأنهم عبثوا بإنسانية أبناء جلدتهم بإسم الدين، وأختلقوا الأكاذيب، بداع الوطنية المهمشة، وكوميديا الإنتاج الديني المزيف، لإقامة دولة الخلافة المزعومة.
شخصيات عوراء طارئة، ظهرت في وسط العميان، فأعتقدت أنها إمتلكت زمام الأمور، على منصات الخطابات الرنانة، وساحات الإهانة، وحينما دعتهم مصانع الإرهاب التكفيري الوهابي، أنتجوا جهلاً أثار مزيداً، من المآسي والويلات على محافظاتهم، والمتمثل بتحالف داعش، مع دعاة الفتنة أمثال، العاني، والسليمان، والرفاعي، والميزان، وصوروا للسذج، بأنهم قادة ملائكة، سيشنون حرباً على الاحتلال الصفوي، ويحررون الأرض، في مسلسل الرقصة الأخيرة.   
         ما لا يتبقى للنسيان، هو أن عصر الفساد السياسي، والرفاهية السياسية، التي يتوقع فيها أصحاب القداسة الجهلاء، من شيوخ الأنبار، أن تنطلي هذه الحيل على عقول البسطاء، والذين لم يجنوا من داعش إلا الخراب، بعد أن غرر بهم بالعودة، الى حكم القائد الضرورة، والحزب الأوحد، وحب السيطرة، الذي تغلغل في دمائهم، أيام الطاغية المقبور، فنراهم قد ولوا على أدبارهم خاسئين.
القوى السياسية الفاسدة، والتي تطبل للتقسيم، ستغدو مساعيها هباء منثوراً، والرأسمالية ستندثر أمام العدالة والإعتدال، والقوى الكادحة بالرذيلة، سترمى خارج العراق، في مزابل التأريخ، لأنهم رمز القذارة، والإنحطاط الوطني، والحكومة تعي الدرس جيداً، وستخلق رأياً عاماً مؤثراً، لمقاومة التطرف والطائفية، والشعب سيتعامل بحرية، لأنهم مصدر السلطة الهادرة بالحقن أما المستقبل فهو قرار جميع الأحرار والشرفاء، بعيداً عن كل أشكال القذارة.