مع تقدم التكنولوجيا في العالم وتقدم وسائل الاتصال والتواصل تزداد وتيرة الارهاب واصبحت صعوبة السيطرة عليه تزداد يوماً بعد يوم. وانا لا اقول بان امريكا هي السبب الوحيد في ذلك ولكن من المؤكد ان هذه الاوضاع اخذت تسوء في العالم بعد التفرعن الامريكي عند انهيار القطب الموازي لها والذي كان يشكل توازناً حافظ على التلاعب بمقدرات هذا العالم بشكل دكتاتوري غير مسبوق، ولا يهمنا تواجد المسميات الرنانة التي لاخير يرتجى من ورائها كمنظمات حقوق الانسان او المنظمات الاسلامية او ما شكلها، ولا اقل دليل على ذلك ترأس اكبر هيئة عالمية لحقوق الانسان نظام عائلي وراثي دكتاتوري لايعترف بشئ اسمه الانتخابات عدو للديمقراطية وهو الكيان السعودي الراعي الاكبر للارهاب في العالم وهذه ايضاً احدى مخاضات السعي الامريكي للسيطرة على العالم.
وقد حدثت ايامنا مؤخراً قرينة اعادة الى الاذهان قيمة الاستقرار الذي كان ينعم به العالم ايام توازن القطبين ابان الحرب الباردة. فبمجرد ان دخلت روسيا بثقلها الكبير والمفاجيء في سوريا تغيرت المعادلات بشكل كبير واصبحنا نسمع بتصريحات من وزير الخارجية الامريكي والفرنسي بانهما لايكترثان لزوال الاسد او بقاءه انما يسعون الى حل سياسي في سوريا.
وقد سحبت لعبتهم تركيا ذيول خيبتها من سماء سوريا بعد دخول صواريخ s 400 والصواريخ المجنحة المتطورة التي اطلقت من الغواصة الروسية.
من هنا اننا نرى ان سياسة المحاور هي الحل الانجع لعودة الامور الى نصابها الهادء والذي سيلجم الجموح الامريكي واذنابهم المتفرعنون بهم من امثال السعودية وتركيا والاقزام في قطر.
لقد اثبتت تجارب السنوات الاخيرة بان الامريكان لايرعون الا مصالحهم ومصالح اذنابهم الذين يطيعونهم في كل شيء بحيث يصبحون رهن اشارتهم وهكذا دأبت امورهم مع دول الخليج وتركيا، السبب الذي جعلهم يتمردوا على الحكومة العراقية وخلقوا لها الكثير من المشاكل وليس آخرها داعش بعد ان لمسوا القوة المعاندة لدى العراقيين للانصياع بشكل اعمى لهم ولصنيعتهم اسرائيل.
ان انتقال النظام العراقي من المعسكر السوفيتي الى الامريكي حصل اثر انهيار القوة الروسية اولاً ولان الاخيرة لم تدافع عن حليفها الصدامي بقوة بوجه الامريكان ثانياً ولان امريكا شرعة بمكافحة الدكتاتورية الصدامية وساندة القوة الحاكمة الجديدة منذ البداية.
ان التخلي الروسي عن مساندة صدام آنذاك جاء بسبب تماديه دون الرجوع اليهم في دخوله الكويت وان الامريكان هم من استدرجه لذلك بقصة مشهورة وانه في النتيجة النهائية تقرر الخلاص منه كورقة احترقة ولا مجال لبقائها وقد اصبح متفقاً دولياً على هذا القرار على مايبدو ، ولا فائدة من الدفاع عن رجل استمر على اختلاق المشاكل بنفسه بسبب سياساته الرعناء.
اما الان وبعد ان استعاد الجانب الروسي انفاسه ونظم نفسه فقد استغل الفرصة للعودة الى الساحة الدولية في اول فرصة سنحت له في سوريا وهو الوقت المناسب تماماً وبذلك سجل الرئيس بوتين وبكل حق ( ضربة معلم ).
وازاء هذا الوضع فلا مناص من عودة المحاور لخلق التوازن العالمي ليهدأ العالم بعد الحيف الذي اصابه نتيجة انحسار القطب الشرقي.
ان اعادة المحور الشرقي بانضمام روسيا والصين وايران وكوريا الشمالية ومعهم طبعاً العراق وسوريا ويمكن استمالة بعض الدول وان كانت في الجانب الاخر كالبرازيل، سيقابله المحور الغربي الذي سيضم امريكا وتركيا ودول الخليج العربي ” الفاكس ” وربما بريطانيا وايطاليا او غيرها من الدول الاوربية.
ونعتقد ان من مصلحة الهند وباكستان ان تكونا على الحياد ولا اعتقد بان الشعب الفرنسي يرغب بدخول حرب عالمية ثالثة الى جانب الامريكان لمساندة الارهاب بعد احداث باريس ولكنها ستبقى ضمن حلف الناتو. اما الشعب الالماني فمستبعد موافقته هو الاخر دخوله حرب عالمية مع الامريكان وهو ما نستشفه من تصريحات بعض اقطابه كما صرحة نائبة المانية بقولها ( اضغطوا على اردوغان فهو راعي الارهاب الاول ).
وبنظرة الى هذين المحورين نرى انه لاخوف على المحور الشرقي كونه سيتمتع بقوة روحية مقاتلة ومؤمنة بالدفاع عن مشروعه اكثر من المحور الامريكي بالتاكيد فقد ادركت شعوب هذا المحور ماهي الالاعيب التي تقوم بها امريكا للسيطرة على الشرق الاوسط وهي شعوب حية لا تقبل بالانقياد الى اوامر غير عاقلة على ما نعتقد، ناهيك عن طبيعة الشعب الامريكي الهجين.
نحن وكل المراقبون في العالم نترقب فقد اصبحنا على صفيح ساخن في هذه المرحلة من الزمن ولا يمكن ان يبرده الا جليد محاور الحرب الباردة.
سائلينة تعالى ابعاد عباده عن حرب عالمية مهلكه.