سيطل علينا العام الهجري الجديد ونحن بلاجديد حقيقي يسجل لصالح البشرية ومفهوم ” وما أرسلناك ألا رحمة للعالمين ” وأن كان محفوظا في لوح السماء وله على ألارض قلة مستنيرة واعية غيبت عن مسرح الحكم والقرار ولكنها أحتفظت بمبدأ ألانتظار الذي سيكون يوما مشروعا للبشرية الباحثة عن حقها المصادر وأنسانيتها المعتدى عليها بالطعام والكساء وألامن والصحة والتعليم والفهم الصحيح لمدركات العقل لآعمال وظيفته في الكون والحياة .
لن يقنط وييأس الذين يعرفون قيم العام الهجري وهم يرون هجوم الصهاينة على غزة المحاصرة .
ولن يقنط وييأس الذين يعرفون قيم العام الهجري مما يجري من حرب كونية ضد سورية الدولة وألانسان قبل سورية النظام والذي تسخر فيها مجموعة من المعارضة التي أرتهنت للآجنبي لآنها توقفت عند بوصلة أحقادها الشخصية ولم تتذكر معاني الهجرة التي قال قائدها النبي المرسل صاحب الخلق العظيم لمن حاصروه في شعب أبي طالب ولمن ظلموه ورفضوا بكاء النساء على قتلاهم في بدر حتى لايذهب الحزن والكمد من نفوسهم , هؤلاء جميعا قال لهم النبي المرسل عند فتح مكة : ” أذهبوا فأنتم الطلقاء ” .
والمعارضة ولمن يعرف معناها ألانساني الحضاري عليه أن يستقي دروسا من معاني العام الهجري حتى لايبقى حبيس الفهم الطائفي والعنصري والفئوي الذي يستحضره البعض هذه ألايام فيكون صيدا ثمينا لآبطال اللعبة الدولية في كل من فلسطين المحتلة ولبنان المقاوم حيث تثار العصبيات الطائفية بوجه حزب الله لالشيئ ألا لآنه عرف كيف يحجم كبرياء الصهاينة وجيشهم عبر أنسحابهم من لبنان عام 2000 ثم فشلهم في حرب تموز عام 2006 وأخيرا عبر طائرة أيوب ألاستطلاعية وعندنا في العراق لازال بعض المعارضين يستحضرون مواقف الطلقاء مما جعلهم يكونوا رديفا للآرهاب التكفيري الذي لاينتمي لدين الهجرة ولا لمعاني أنسانية البشر من شرق الكرة ألارضية الى غربها ومن شمالها الى جنوبها .
أن من يعرف معاني الهجرة لايسمح لنفسه وعقله أن تكون خياراته السياسية ضد دول الممانعة وحركات المقاومة لصالح الدول التي عرفت تاريخيا ولازالت تريد أفراغ المنطقة وألامة التي فيها من مفهوم الهجرة ومبادئها , وبسبب مواقف الدول التي تريد محاصرة دول الممانعة وأنهاء حركات المقاومة ومن يناصرها أصبحت الكنائس العربية المرتبطة بالفاتيكان من خلال ألارشاد الرسولي هي ألاخرى محاصرة لصالح الكنيسة الصهيونية المتطرفة ومن خلفها تيار المرمون التوراتي الذي أصبح ممثلا لآصحاب القرار في كل من أمريكا وأوربا , وهذا المعنى لايعرفه الكثير من متعلمي المنطقة ومثقفيها , ولذلك نرى الفضائيات والصحف وكل ألاعلام عندنا منقسم ومخترق بشكل لاينتمي لمفهوم الهجرة ألاسلامية ولا لمفهوم الحواريين النصارى ” ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله أناء الليل وهم ساجدون ” – 113- أل عمران – وهذا المعنى القرأني قد تخلف عنه الكثير لآنه لم يتخذ محورا لرسم العلاقة السليمة بين أبناء المنطقة من مسلمين ونصارى , وهذا التخلف في الفهم هو الذي يحضر اليوم للفتنة بين الشيعة والسنة والذي تتخذ منه دول لعبة ألامم وسيلة مفضلة لآغراق المنطقة بالفتنة ؟
لقد مر ألامام علي بن أبي طالب عليه السلام ومعه جماعة على كنيسة , فقال بعضهم : كم أشرك الله في هذا المكان ؟ فقال ألامام علي : وكم عبد الله في هذا المكان ؟ لآن ألامام كان يستحضر معنى ألاية ” 113″ من سورة أل عمران التي ذكرتها قبل قليل , وألامام علي هو من كان يقول : أن عثمان رجلا كنت أكثر أستعتابه وأقل عتابه ” وألاستعتاب هو ” ألارضاء ” وهو قاعدة للتقارب ألانساني ولو عملنا بهذه المفاهيم التي تنصف بعض النصارى في دينهم لوجدنا أن وحدة الشيعة والسنة وتحاببهم هو دين الهجرة وخلق الذي يعرف معنى الهجرة .
ولكننا لازلنا بعيدين عن معاني الهجرة وأخلاقيتها لآن أصحاب القرار في المنطقة لازال أكثرهم يخضعون لهوى ورغبات الدول المتحكمة بلعبة ألامم , ومن هنا أصبح أعلامنا في أغلبه لاينتمي لروح هذه ألامة ومنها على سبيل المثال : مهرجان دبي السينمائي العالمي الموجه بثقافة ” أدول ستار ” و ” ستار أكاديمي ” وهذه الثقافة التي لاتنتمي لروح ألامة هي التي جعلت من القائمين على نادي الصيد العراقي أقامة حفل ” ملكة جمال بغداد ” وكأن بغداد أستكملت كل أستحقاقاتها المعرفية وتخلصت من هجمات ألارهاب التي تقف ورائها أحقاد طائفية وتخلف يبحث عن الذرائع , أو بمعنى أخر كأن المرأة في العراق حصلت كل حقوقها ولم يبق لها ألا أن تبحث عن حفلات الجمال التي هي تأسيس يهودي لتخريب أخلاق الناس .
أن حياء المرأة أكبر ثروة للمرأة وللبشرية , والتوجه لآقتلاع هذا الحصن الروحي والنفسي عند المرأة هو أقتلاع للقيم .
والذين يتصورون عملهم هذا ” حفل ملكة جمال بغداد ” كما جرى في نادي الصيد الذي لازال يحمل بصمات نزق عدي عندما كان يجعل من نادي الصيد محطة لآفتراس عذرية الفتيات الاتي يقعن بين يديه , يتصورون أن عملهم تقدم وثقافة هم واهمون لآن من يدعو لذلك هم أصحاب فلسفة الرغبة فوق العقل , والحرية هي أصطدام الذات بالغرائز الطبيعية , وهي فلسفة هجرها الحاضنون لها من المجتمعات ألاوربية مثلما هجرتها سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر عند بلوغهم مرارة الشيخوخة , فأرحموا بنات بغداد والعراق من هذه التقليعات التي تقف ورائها نفوس مريضة وأيادي مشبوهة .
ولن يكون ألاحتفال بالعام الهجري الجديد بمستوى ألاحتفالات التي تقام لتتويج ملك مخنث أو أمير عاق أو مهرجان سينمائي يدعى له منتسبو ” أدول ستار ” ومحترفو ألاباحية وألانحلال الذين وجدوا لهم قدما في أطراف جزيرة العرب بعد أن حقق لهم لورنس العرب حفنة من مرتدي العقال العربي هواة الذبح بالسيف مع الجاسوس البريطاني ” همفر ” الذي أقتنص لهم شابا نزقا خامل الذكر قادما من العتيبة ذات الطبع الجاف في جزيرة العرب الى البصرة التي وصفت في يوم ما بأنها أقرب شيئ الى الماء وأبعد شيئ عن السماء ” ؟ وذلك بسبب من أرتجز منهم للشيطان مقولة ومن ركب منهم ظهر المجن وأنكر أماما ينتمي لذرية حظيت بألاصطفاء ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – 33- البقرة-
ثم كان المستر ” جيب ” صاحب مشروع أختطاف التعليم على الطريقة التي يريدها أبناء العم سام تدجن خرافا ولا تنشئ أنعطافا ؟
فأكتملت الصورة بأختطاف ” السلطة ” في قلب جزيرة العرب ليصبح الحرمان الشريفان ” مكة والمدينة ” يمنحان الشرف لآدعياء السلطة من ألاعراق المهجنة المتسللة من أنساب مجهولة لم يثبت تاريخهم عبر قرنين من الزمان أنهم يحملون نوايا صالحة تنتمي لروح الهجرة التي صنعت بأشراف السماء وتوافرت لها خيرة عقول أهل ألارض بشعار ” أنا مدينة العلم وعلي بابها ” وبذرية مصطفاة ” صدح بها النص القرأني ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” – 34- البقرة-
وأختطف الفقه بأسم أدعياء لم تثبت لهم سابقة علم ولم يترشح عنهم ذكر يطمأن له فكان محمد بن عبد الوهاب لايعرف ألا هدم القبور وألاضرحة معاكسا بذلك النص القرأني ” وأتخذوا من مقام أبراهيم مصلى ” .
ثم عمد ذلك الفارغ علميا الى أشاعة روح الكراهية والتكفير ماضيا على طريقة سلفه الذي خالف أهل السنة والجماعة بخمسة عشر موقعا , ثم وضع شعاره الغادر المستبيح للقتل ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” وبذلك أسس لثقافة القتل التي نرى اليوم ترويجا لها يستوي بذلك قطاع الطرق ومحترفو الجريمة مع الذين ينتمون الى بعض ألاحزاب المتدينة التي لم تستطع الخروج من شرنقة الوهم الفقهي المغلوط الى فضاء العلم الذي حملته مفاهيم الهجرة والتي تعني مايلي :-
1- هجرة الشرك بمعناه المعرفي الذي لايكون لملوك الظلم وأمراء الرذيلة وأرباب السلطة الزمنية وأصحاب الجاه الدنيوي منه نصيبا .
2- هجرة العصبية بكل معانيها وأشكالها أبتداء من خصوصيات الفرد وألاسرة والقبيلة والشعب والدولة ” ليس منا من دعا الى عصبية ”
3- هجرة الهوى والرغبات الزائلة وألانصراف الى متبنيات العقل المؤسس الحقيقي للمشروع الحضاري بشخص ممثليه وهم :-
أ- ” ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين ” – 2 البقرة –
ب- ” الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ” – 3- البقرة –
ت- ” والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبألاخرة هم يوقنون ” – 4- البقرة –
ث- ” أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ” – 5- البقرة –
هذه هي أطروحة السلوك ألانساني المرشحة لآقامة نظام الحكم والسلطة في ألارض أستنادا الى :-
1- ” وألارض وضعها للآنام ” وهي تعني : ” التملك وألاستخلاف ”
2- ” وألارض قبضته جميعا والسماوات مطويات بيمينه ” وهي تعني ” المصير”
3- ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ” وهي تعني أن الحاكمية للله تعالى ورفض الخروج عن التشريع ألالهي .
4- ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ” وهي تعني رفض الظلم بكل أشكاله , وأن عدم الحكم وفقا لشرائع الله فأنه الظلم بعينه .
5- ” ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ” وهي تعني أن الفسوق الحقيقي وهو الخروج عن منهج ألاستقامة وألاعتدال هو التأسيس الحقيقي لمعنى الفسوق الذي لايتوقف على الجانب ألاخلاقي فقط ؟
ومن هذه المعاني وما تحمله من مفاهيم يتحقق منهج ألاصلاح في كل من :-
1- السياسة حيث لاتبقى حجة لمن يقول بفصل الدين عن السياسة وفصل الدولة عن الدين والقائل بذلك كمن يريد فصل الرضيع عن أمه ؟
2- ألاجتماع : حيث يتحقق مفهوم ” أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فأعبدون” والمحكومة بسنة ” وأن عدتم عدنا ” وبقانون ” الينا مرجعهم جميعا ” وبمفهوم التسامح عبر التراتبية التاريخية من حيث المسؤولية ” تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون ” – 141 – البقرة – ويتحقق مفهوم ألامة التي خلت بمعنى ألامة التي لم يعد لها حضور يومي في حياة الناس وهو خلاف ماعليه البعض من المفهم المغلوط في هذا المعنى حيث يبررون أخطاء البعض بهذا المعنى علما بأن تلك ألاخطاء وأفرادها لايزالون يعيشون في تقاليد الناس وبعض معتقداتهم , وما دمنا في ذكرى الهجرة كتاريخ أسلامي فليس من الصحيح النظر لهذا التاريخ على أنه من الماضي ولايجب ألانشغال فيه , وهناك فرق بين ألانشغال بدون أنتاج فكري وألاهتمام بالحضور الفكري لمعاني الحدث , فألاهتمام بالحدث بمعانيه الفكرية المنتجة بعيدا عن التعصب والتعسف بالمعنى العلمي للمطالب هو ماتحتاجه البشرية التي لازالت تنتظر التقويم للكثير من المفاهيم والمصطلحات التي لم يتفق عليها بعد مثل : مفهوم ” الحرية ” ومفهوم ” الحقوق ” ومفهوم ” العدالة ” ,أن الهجرة تحتاج الى أنعاش مفهوم ألاخوة الذي تعرض الى تدمير وتشويه يفرغ ألانسانية من محتواها الذي رعته السماء وضخت اليه المزيد من المصلحين الذين كان ندائهم على الشكل ألاتي :-
أ- ” أذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ”
ب- ” أذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون ”
ت- ” أذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون ”
ث- ” أذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون ”
ج- ” أذ قال لهم شعيب ألا تتقون ” وفي أية أخرى أعتبر شعيب أخا للذين يخاطبهم وهم كافرون بخطابه منكرين لدعوته , وأنتقال هذا الخطاب بألاخوة من ألامم الكافرة الى خطاب خاص بالمؤمنين كما في القرأن الذي قال ” أنما المؤمنون أخوة ” لايقلل من حقيقة مفهوم ألاخاء في ألاسلام المبني على مشروع التنمية البشرية , والذي يستبعد من يقف موقفا سلبيا من ذلك المشروع وبهذا المعنى جاء الخطاب ” لتجدن أشد عداوة للذين أمنوا اليهود ” وكذلك خطاب ” ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله أناء الليل وهم يسجدون ” 113- أل عمران – وهذا الفرز والتشخيص تتطلبه المواقف المعرفية الذي أسس مقومات الموقف كالتالي :-
” أن أولى الناس بأبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين أمنوا والله ولي المؤمنين ” – 68- أل عمران –
3- ألاقتصاد : منطلقا من مفهوم ” يا أيها الناس كلوا مما في ألارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين ” 168- البقرة – ثم بدأ التخصيص طبقا للخطاب القرأني ” يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات مارزقناكم وأشكروا الله أن كنتم أياه تعبدون ” – 172- البقرة – ثم فصلت مستلزمات الحياة ألاقتصادية في النص القرأني ” الله الذي خلق السماوات وألارض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم ألانهار – 32- وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار – 33- وأتاكم من كل ماسألتموه وأن تعدوا نعمت الله لاتحصوها أن ألانسان لظلوم كفار – 34- أبراهيم – ومن هنا يتحقق مفهوم ألامن الغذائي , ثم جاءت السنة النبوية بالتفاصيل التي منها ” ماللبيوت يحرم على المساجد ”
واليوم تطل علينا ذكرى الهجرة وأغلب الناس بلا بيوت تحفظ كرامتهم , وهناك مبالغة ومباهاة ببناء المساجد بعيدا عن التقوى , فالمبدأ الذي أعتمد في بناء المساجد هو ” التقوى ” .
ولذلك رأينا في بداية حديثنا هذا أن القرأن الكريم كتاب السماء هو هدى للمتقين وعرفنا صفات المتقين وهي :-
أ- ألايمان بالغيب وهو أمر معرفي بالغ ألاهمية , وأغلب القائمين على المؤسسات الدولية لايؤمنون بالغيب بمعناه المعرفي , وأغلب الناشطين في المنظومات ألاجتماعية لايؤمنون بالغيب بمعناه العلمي وهذا المستوى من الفهم ينسحب على أغلب الذين يرددون أسم الجلالة دون أن يلتزمون بمصاديقه وأشتراطاته في الحياة التي عرفنا أنها خلقت بقدرته وتنتهي بقدرته على مفهوم ومعنى ” هو الذي في السماء أله وفي ألارض أله ”
أن المجتمع البشري يعج بالمخالفات التي تعارض مفهوم الغيب ومعنى أسم الجلالة في صفاته الجلالية والجمالية والتي كتب فيها أهل العرفان الذين أخذوا معرفتهم عن طريق من قال فيهم رسول الله “ص” :-
” لاتتقدموا عليهم فتهلكوا ”
” ولا تتخلفوا عنهم فتندموا ”
” ولا تعلموهم فأنهم معلمون ”
وقد شرح ألامام علي بن أبي طالب هذا المعنى بقوله :-
” أهل البيت هم عيش العلم وموت الجهل ”
وهي أطروحه تعني الهجرة الحقيقية الى الله ولكن عبر منظومة العلم الذي يعرف طرق السماوات كما يعرف طرق ألارض على قاعدة ” يعلم مايعرج في السماء وما يلج في ألارض ” .
والعروج علم لم تدركه بعد رحلات الفضاء عبر السفن الفضائية وأقمارها
والولوج في ألارض لازال علم الجيولوجيا وعلوم ألارض كلها عاجزة عن أدراك معانيه وبلوغ منتهاه المحدد بقاعدة ” والبحر المسجور ” حيث تزداد حرارة طبقات ألارض كلما تعمقنا في باطنها بحيث لايستطيع ألانسان وأدواته المعدنية من مواجهة قوة الحرارة التي تصل الى درجات مهلكة ومميتة
أن الهجرة النبوية كانت في أحد أبعادها ترمي الى :-
1- الخلاص من جبروت الشرك وطغيان العبودية للآصنام حتى قال شاعرهم :
أرب يبول الثعلبان برأسه
لقد ذل من بالت عليه الثعالب ؟
2- التحرر من الظلم والحصار والمقاطعة ” مثالها حصار شعب أبي طالب ”
3- ممارسة الحرية من خلال معرفة الله بعيدا عن تشويه الكفار والمشركين ومن معهم من المنافقين .
4- ألانطلاق الى المعرفة التي تنمي البشرية ” العقل قائد والعلم رائد ” كما قال رسول الله “ص” صاحب ذكرى الهجرة , وكما قال “ص” الدين معرفة ” ومن لامعرفة له لادين له ” وهو من وصفه القرأن بأنه ” وأنك لعلى خلق عظيم ” ومن هنا قال الشاعر :-
” وأنما ألامم ألاخلاق مابقيت
فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أن الهجرة تطل علينا ذكراها ونحن غارقون في بحر من التناقضات والخلافات ويرفع كل يوم قرنا للفتنة كان خلاصتها ألارهاب الذي يقتل على الهوية وقد سبق ذلك ألاباحية ومقدماتها تغزو أغلب مرافق المجتمع ونشاطات الدول في البر والبحر وحتى الفضاء حيث أصبح برنامج حرب النجوم مؤشرا على ذلك
وما دامت الصهيونية تحظى بدعم المتطرفين في الكنيسة ألانكلو كانية ومن أصحاب الثقافة التوراتية المزيفة في كل من أمريكا التي يشجع رئيسها زواج المثليين , وما دامت أنظمة التبعية تبذل قصارى جهدها لحماية أمن أسرائيل وتبذل كل حماقاتها من أجل معاقبة المقاومة ومن يقف في صف الممانعة لاسيما الذين رفعوا بصدق وأخلاص نظاما أسلاميا وحكومة تجهد في سبيل التطبيق الصحيح لمعاني الهجرة رغم وجود بعض الثغرات وألاخطاء التي تقع نتيجة التطبيق وليس نتيجة سوء النوايا كما يحصل لدى من يريدون قمع المقاومة ومن يريدون تفتيت دول الممانعة ومن يحرضون المرتزقة والبلطجية على الثورة التي لاتأخذ من معاني الهجرة شيئا سوى ألادعاء ؟
أن قيم الهجرة لازالت محفوظة في عقول وصدور من خصهم الخطاب القرأني :- ” من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” .
وأن الهجرة بمعانيها ألاصيلة لازالت تواجه تحديا مكتوب ألاجل ” ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في ألارض فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ” والذين قال في سبيل نصرتهم وحذر من يخالفهم رسول الله “ص” حيث قال :
” لاترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضعكم رقاب بعض ” واليوم يحدث هذا فمن هو الكافر ومن هو المؤمن ” ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ” .
ومن هنا قال ألامام علي بن أبي طالب عليه السلام :
” والله لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ”
وعلى هذا من يعش معاني الهجرة بهذا المعنى وبهذه الروحية فهو من العارفين لقيمها , ومن لم يوفق لذلك فلا يلومن ألا نفسه ؟
لتكن هجرتنا في العراق الى الله مزيدا من المحبة لبعضنا ومزيدا من الوحدة لوطننا , ومزيدا من ألانتاجية والبناء , وهذا ما نريده للشعوب وألامم على قاعدة ” حب للناس ماتحب لنفسك ”
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]