أن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات وألارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم “
لما رايت تنكر الاخوان ..أويت نفسي في حمى الرحمن
ركن حصين مابه ريب .. ولاظن يشوه صورة ألآنسان
قيمومة الدين حقيقة علمية , وأذاكانت الحقائق العلمية مغيبة ” وما أوتيتم من العلم ألا قليلا ” فنحن أمام أشكالية معرفية جعلت من الناس فريقين : فريق مؤمن بالله وبالغيب , وفريق يشرك بالله ولايؤمن بالغيب , ومن هذه الفرق خرجت فرق كثيرة , ولم تسلم فرقة من ألانقسام , حتى الذين أمنوا بالله وبالغيب لم يسلموا من ألآنقسام والتشرذم ذلك لآن العقل حمال أوجه , وألافكار عملية نمو مستمرة وفي نوها تواجه ألاوهام فتترك فيها ماتترك من خداع الحقائق التي يتحول بعضها الى سراب يلازم النفس التواقة للاهواء والرغبات , وهذه ألاهواء تقع في محاذات جوار لايريد خيرا للانسان ذلك هو الشيطان وقبيله , فالغزو مستمر والخطر قائم محدق ” والعصر أن ألانسان لفي خسر , ألا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” ثلاث أيات يقول عنها علماء البيان والبلاغة أنها تختصر بلاغة القرأن في قدرته على أيجاز المطالب والحقائق في كلمات قليلة ولكن وزنها وزن عظيم , فالخسران هو نتيجة الغواية وأتباع ألاهواء قال من يمثل هذا الفريق الخاسر :-
قالوا ماتريد فقلت ألهو .. الى ألاصباح أثر ذي أثير
وقال من يمثل الفريق الرابح :-
لقد أعطاك ربك سورة .. ترى كل ملك دونها يتذبذب
وقال العقلاء من الفريق الرابح :-
وما يدري الفقير منى غناه .. ومايدري الغني متى يعيل
وهذا هو التعبير عن ألايمان بالغيب وعالمه الذي يخضع له الكون وألانسان والعام الهجري الجديد ” 1436 ” يطل علينا محملا بالغيب الذي لانعلمه ولايدعي أحد من ألانبياء والرسل وأوصيائهم أنهم يعلمون الغيب ويلتحق بذلك الجن الذين لو علموا الغيب لما مكثوا في العذاب أيام سليمان النبي “ع” الذي سخر الله له في خدمته الجن والشياطين والطيور والحيوانات والريح غدوها شهر ورواحها شهر وذلك من أشارات الغيب ولكن عقول الكثير من الناس في شراك ألاهواء وشرنقة التمذهب الذي لم يغترف من معين مائدة المصطفين وذريتهم الصالحة ” أن الله أصطفى أدم ونوحا وأل أبراهيم وأل عمران على العالمين ” – 33- ذرية بعضهم من بعض والله سميع عليم -34- أل عمران – وهذه الحقائق التي كانت يوما غيبا على الناس قد كشفها الله بحكمته وعدلة ليحيى من حيى على بينة , وليهلك من هلك على بينة , فالذرية التي بعضها من بعض منها عيسى عليه السلام الذي أصبح من ذرية أبراهيم عليه السلام عن طريق أمه المكرمة مريم وهذا نص قرأني , وأسماعيل عليه السلام صار أبا لاولاد يعقوب وهو عمهم بالنسب لآن القرأن يعتبر العم أبا وكذلك الجد وهذه نصوص قرأنية والقرأن يفسر بعضه بعضا , وهذه الحقيقة غابت عن الذين تمذهبوا ولم يعرفوا معنى ألاية ” يوم تسألون عن النعيم ” وعندما سأل ألامام الصادق “ع” أبا حنيفة عن النعيم ؟ قال أبو حنيفة هو الطعام والشراب , فقال الصادق : فأن سيطول وقوفك بين يدي الله تعالى لآنه سيسلك عن كل أكلة أكلتها وكل شربة شربتها , وهنا سأل ألامام أبو حنيفة ألامام الصادق عن النعيم ؟ فقال هو ولاية النبي “ص” والائمة من أهل البيت المطهرين من الرجس في نص القران ولذلك أصبح ألامام الحسين أبن رسول الله “ص” عن طريق فاطمة الزهراء “ع” وفيه امتداد علوم النبوة التي لها شأن خاص في الحمل والمسؤولية لايعلمها ألا الله تعالى ” أني أعلم مالاتعلمون ” ومن ألاشياء التي لانعلمها ولكنها أصبحت ماثلة للعيان فتحولت من دائرة الغيب الى دائرة الشهادة والحضور هو أن رسول الله “ص” ولحكمة ربانية لم يعط أبناءا ذكورا وعبدالله أبن النبي “ص” قد توفي طفلا وهو من أبناء خديجة “رض ” ولهذا وعلى عادة عرب الجاهلية حيث يسمون من ليس له ولد ذكر بألابتر فقال العاص بن وائل السهمي وهو من جهابذة كفار قريش ومشركيهم عن رسول الله “ص” بأنه ألابتر ” أستهزاءا وسخرية فنزل في ذلك قرأنا يقول : ” أن شأنئك هو ألابتر ” وذلك في سورة الكوثر , ومن هنا نعرف أن التصميم ألالهي وألاصطفاء الرباني الذي يعرف صالح الناس وخيرهم ونفعهم هو الذي جعل ذرية رسول الله “ص” من أبنته فاطمة الزهراء “ع” وزوجها ألامام علي بن أبي طالب “ع” الذي نام في فراش الموت , وكان أول الملبين لدعوة رسول الله “ص” عندما دعا عشيرته كما أمره ربه ” وأنذر عشيرتك ألاقربين ” وهو الذي قتل عبدود في معركة الخندق بعد أن أحجم جميع أصحاب رسول الله “ص” وكلهم كانوا حاضرين وعبدود يتهجم عليهم ويسخر منهم ومن جنتهم وكان علي بن أبي طالب في كل مرة يطلب من رسول الله “ص أن يسمح له بمنازلة الرجل ولما لم يقم أحد للمنازلة أذن رسول الله “ص” لعلي بن أبي طالب بالمنازلة وألبسه درعه الخاص وعمامته وأعطاه سيفه ودعا له كل ذلك ليقيم الحجة على الجميع وعندما قتل ألامام علي عبدود وهو أن ود العامري أشهر أبطال العرب في ذلك الزمان قال النبي “ص” أن ضربة علي لعبدود بن ود العامري تعادل عبادة الثقلين ؟ هذا فضلا عن فتح حصن خيبر , وغزة ذات السلاسل التي لم ينتصرفيها ألاعلي بن أبي طالب حتى نزلت سورة والعاديات ضبحا فعندما قرأها رسول الله “ص” قال المسلمون هذه أية لانعرفها فقال النبي “ص” ألان نزل بها جبرئيل يخبرني عن غلبة علي بن أبي طالب على ألاعداء وسيقدمون أسراهم مقيدين في السلاسل , وشاء الله تعالى أن تكون ذرية ألامام علي وصي رسول الله “ص” هم ألامتداد لحمل الرسالة عن علم وتقوى فعندما كان ألامام الحسن يوما يخطب وأخذ بمشاعر وقلوب الناس وكان معاوية بن أبي سفيان حاضرا أراد أن يغير الموضوع فقال للامام الحسن ع” بسخرية تكلم لنا عن الرطب ؟ ولم ينزعج ولم يحرج ألامام الحسن “ع” فقال يامعاوية : الرطب يلقحه الريح وتنضجه الشمس وتحليه رطوبة الليل فأعطى كل أوصاف تكوين الرطب بطريقة علمية أسكت فيها معاوية , وهكذا كان الحسين يقول : عميت عين لاتراك متى غبت حتى تحتاج الى الدليل , وعندما تحرك الى كربلاء بعد أن أستلم يزيد خلافة أبيه معاوية حتى أن ولده خالد رفض أستلام الحكم من بعد يزيد أبيه وقال أن يزيد ظالم لايستحق أن يحكم وتنازل عن الحكم , فالحسين الذي أنبأ عن مصرعه جبرئيل عندما حمل شيئا من تراب كربلاء وأعطاه للنبي وقال بهذه ألارض يقتل ولدك الحسين , وتقول جبلة المكية وهي من النساء الفاضلات أخبرني ميثم التمار وهو من أصحاب ألامام علي بن أبي طالب أن بعد أن بكى ميثم وقال والله لتقل هذه ألامة أبن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم بركة وأن ذلك لكائن قد سبق في علم الله وهذا من الغيب , وقال ميثم أعلم بذلك بعهد عهده الي مولاي أمير المؤمنين “ع” الى أن قالت جبلة : فقلت ياميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين يوم بركة ؟ فبكى ميثم رضي الله عنه ثم قال : سيزعمون لحديث سيضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على أدم وأنما تاب الله على أدم “ع” في ذي الحجة ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت وانما كان ذلك في ذي القعدة ويزعمون أنه اليوم الذي أستوت فيه سفينة نوح على الجودي وأنما كان ذلك في العاشر من ذي الحجة ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه لبحر لموسى “ع ” وأنما كان ذلك في ربيع ألاول كل هذه ألافتراءات التي هي تجاوز على الغيب ممن ليسوا مخولين بالكشف عما يكشف لهم من الغيب ” ألا لمن أرتضى وتلك للشفاعة , أما كشف الغيب فله النص التالي ,” ولايحيطون بشئ من علمه ألا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولايؤده حفظهما وهو العلي العظيم ” – 255- البقرة –
فمشيئة الله تعالى حكمت بكشف بعض أجزاء الغيب لحملة ألامانة وهم الرسل والانبياء وأوصيائهم فلكل نبي وصي واوصياء وصي رسول الله “ص” هم أثناعشر رجلا كلهم من قريش , والحسن بن علي بن أبي طالب “ع” الذي سماه النبي “ص” وقال عنه وعن أخيه الحسن انهما سيدا شباب أهل الجنة وقال “ص” الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا , فالحسين قام وهو امام بنص رسول الله “ص” وقيامه حجة على من حضره وسمع به لانه مستوفي لملاك الجهاد وحق الجهاد ولان عمل بني أدم يقع في المكان والزمان لذلك اصبحت كربلاء مهوى أفئدة الصالحين , وأصبح شهر محرم الحرام زمن الحسين “ع” لان الشهور صناعة ربانية يعرفها الربانيون ومنهم ألامام الحسين “ع” فعندما نقول أمتلك العام الهجري محرم وهو أول الشهور الهجرية وحرمته تشريع من الله تعالى عرفته العرب سابقا ولم تعرف تطبيقاته حتى جاء رسول الله “ص” فبين ذلك مثلما بين المناسك وكل الواجبات , والعرب كانت تسمي ألايام والشهور بالوقائع وألاحداث والاسلام أقر ببعض العرف الذي لايخالف الشريعة , وعندما نقول بأن الحسين أمتلك محرم الحرام لان العاشر من محرم يوم مقتل وشهادة الحسين “ع” الذي بكت له السماء كما بكت لمقتل يحيى بن زكريا النبي “ع” وبكاؤها عند العارفين كان حمرتها في المغرب والمشرق التي زادت وظهرت للعيان في وقتها وعندما نقول بكت السماء لانرجم بالغيب ولا ندعي على الله تعالى ولكن نسمح لانفسنا بذلك لانه تعالى هو من قال في كتابه الكريم ” وما بكت عليهم السماء ” فعلمنا أن السماء تبكي لضرورات يعرفها ويقدرها الل تعالى , وقد علمنا الله تعالى أن قول الزور والبهتان وتحريف الحقائق وألادعاء على الله كما الذين قالوا لله ولد أو هو ثالث ثلاثة بأن هذا الكلام يهتز منه عرش الرحمن , أو تنفطر منه السماوات وهو دلالة على أن مايحيطنا من مظاهر الكون كلها تعي وتتجاوب مع الحق وأهله مثلما ترفض الباطل وأهله , ولقد أخبرنا رسول الله “ص” وهو الصادق ألامين الذي لاينطق عن الهوى أن هو ألا وحي يوحى حيث قال : كان بعض الحجر قبل بعثتي يسلم علي ولازلت أعرفه ؟ وألامام الحسين “ع” الذي هو بضعة رسول الله “ص” هو أمام من أئمة الزمان الذي سخره الله بخدمة أوليائه ومثلهم داود وسليمان والمفضل عليهم جميعا رسول الله “ص” الذي قال علماء أمتي أفضل من أنبياء بني أسرائيل , والعلماء هنا هم أئمة أهل البيت عليهم السلام المطهرين من الرجس ومنهم ألامام الحسين “ع” الذي يستحق أن يمتلك شهر محرم الحرام وهو مطلع السنة الهجرية التي نأمل أن تحمل معها تباشير دحر داعش ومن معها من غوغاء العصبيات الجاهلية التي أختلطت أوراقها من حلف الناتو الصهيو أمريكي الى أحلاف العربان الذين هانت نفوسهم حتى بعثروا مالهم على عصابات التكفير ألارهابي فكان مثلهم كمثل الحالم بحمل الماء بين ألاصابع.