يحظى العام الهجري بأهتمام محدود من قبل الناس وحتى الذين يظهرون شيئا من ألاهتمام به , فأن أهتمامهم هذا لايرقى الى مايحظى به العام الميلادي من حظور رسمي يفرض نفسه على الموظف وغير الموظف , فالراتب طبقا لحركة الشهور الميلادية , والمعاملات التجارية كذلك , وحظوظ العام الهجري كحظوظ ألاشهر العربية عند الناس نتيجة وقوع أزدواجية حسابية مقصودية لدى الدول التي حضرت الى منطقتنا وهي متعلمة وصاحبة هدف منذ مايقرب من ثلاثة قرون , وهذه الدول سارعت الى التسرب الى حياتنا الثقافية عبر التاريخ الميلادي كحساب , وعبر اللغة كوسيلة للتخاطب , وعبر المصطلحات ألاجنبية كوسيلة لكسر أمومة وأصالة لغتنا , لذلك نرى ونسمع خليطا من رطانة المصطلحات المفهومة وغير المفهومة مثل كلمة ” hallow” وكلمة ” by ” وعندما ظهر الهاتف الخليوي ظهرت معه كلمات ” message” التي أصبح أستعمالها يتعدى حدود العادات والتقاليد وألاخلاق مما يجلب لبعض ألاسر كثيرا من المشاكل التي يصل بعضها للطلاق وبعضها للقتل .
أما الشبكة العنكبوتية “internet” فقد أصبحت وسيلة للخيانة الزوجية , والزواج غير المدروس مثل تلك التي أتصلت برجل وخاطبته غراميا فظهر أنه والد زوجها ؟ والتشهير والتسقيط بدون تحري ألاسباب الموجبة والضوابط ألاخلاقية مما أضطر الصحافة ألالكترونية ومواقعها أن يذيلوا مواقعهم بعبارة ” الرقيب االضمير ” ولكن لاحياة لمن تنادي
والمتأمل بكل مايجري في حياتنا اليوم يمكن أرجاعه الى ثقافة العام الميلادي التي تقودها هوليود والشركات الكبرى , فعرب ستار ” و ” ستار أكاديمي ” و ” وعرب أدول ” ” ياهو ” و ” كوكل ” معروفة هوية من يقف ورائها وهم اليهود
بينما نرى أن العام الهجري مجرد من المصطلحات الشعبية ألا ضمن نطاق محدود ربما يعرفه الذين يشتغلون في تجويد وترتيل القرأن , وبعض الجامعات الدينية كألازهر في مصر , والحوزات العلمية في النجف ألاشرف في العراق وقم في أيران , ولولا مناسبة عاشوراء ومسيراتها ألاحتجاجية لما بقي شيئ يذكر من العام الهجري في وجدان ألامة .
أن العام الهجري يمتلك هوية ثقافية فيها من أصالة الوجود وكينونته مايجعلها تمتطي رهان القيادة بلا منازع , ولكن عفلة ألامة وضياعها بين ثقافات وافدة , وأخرى جاهلة مبتدعة يمثلها التكفيريون ألارهابيون .
والعراقيون يستحقون رفع هوية العام الهجري لما يمتلكون من أصالة تاريخية , فهم قدموا للعراق بعد خراب مملكة سبأ في جنوب اليمن , وأقاموا في البيت الحرام لمدة عام , ثم أختاروا العراق لكثرة ألارزاق وللثياب الرقاق , وركوب الخيل العتاق وهذه صفات حضرية تعبر عن رهافة الذوق وحسن الطبع , فهم أكثر تحضرا من اليهود الذين طلبوا من موسى أن يدعو ربه ليخرج لهم مما تنبت ألارض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها ” فهل يبادر العراقيون لآستعادة هوية العام الهجري ذلك سؤال في ظهر الغيب .