كنت احد المسافرين المشاركين في الرحلة من العاصمة الدنماركية ( كوبنهاكن ) الى العاصمة الحبيبة ( بغداد ) ، وكنت على يقين تام ان شركة الخطوط الجويه العراقية هذا الناقل الاخضر يتمتع بسمعة عالية جدا ، ولهذا قررت الحجز على الرحلة المباشرة ليوم السبت الماضي 23 – 7-2022 من كوبنهاكن الى بغداد مرورا بأربيل ، ولكن !!! كانت المفاجئة والصدمة والكارثة الكبرى ، حيث تم قطع التذاكر لنا واستلام الحقائب وختم الجوازات ، وبعد وصولنا بالقرب من الطائرة ابلغونا ان الموعد قد تغير الى الساعة الثانية عشرة ليلا وعند الساعة الواحدة صباحا ابلغونا بان الرحلة الغيت بسبب عدم وجود ( التاير ) المعطل والغير صالح للطيران ، وسيكون الموعد الجديد غدا الاحد الساعة الثانية عشرة ظهرا ، وفي اليوم التالي كانوا جميع المسافرين متواجدين حسب الموعد المقرر وايضا تم قطع التذاكر وتسليم الحقائب وتاشير الجوازات ، بعدها تم تغير الموعد المعلن في الشاشة الى الساعة الرابعة مساءا ومن ثم تم الالغاء وذلك بسبب عدم حصولهم على ( التاير ) الموعود ، وكان الموعد الجديد يوم الاثنين الساعة العاشرة صباحا وبعد الاجراءات المعتادة لكل يوم تم تأجيل الرحلة للمرة الثالثة بسبب عدم الحصول على ( التاير ) المزعوم ، وتم تبليغ جميع المسافرين بان الموعد الجديد هو يوم الثلاثاء 26 – 7 – 2022 الساعة العاشرة صباحا والحضور الساعة السابعة ، وايضا بعد الاجراء الاصولي تم تغير الموعد الى الساعة الثانية عشرة ظهرا وبعدها تاجلت الى الساعة الرابعة ثم الغيت الرحلة تماما .
هذا ماحصل لنا يا سيادة وزير النقل ومدير عام شركة الخطوط الجوية العراقية … هل تعلمون ام لا ، هذا ماحصل لجميع المسافرين الذين كانت لهم الرغبة في تشجيع ناقلنا الوطني والسفر مع هذه الشركة العراقية العريقة في تاريخها ، لقد اصاب المسافرين حالة من التذمر والتعب والارهاق بسبب عدم المصداقية في الكلام وفي المواعيد المزيفة التي ارادت بها تخدير المسافرين في حقن مخدرة وامتصاص حالة الغضب الواضحة على جميع وجوه الموجودين ضمن هذه الرحلة المشؤومة ، ورغم المناشدات المتكررة للمسؤولين في وزارة النقل والشركة الناقلة ولكن لم نجد اذنا صاغية .
وبعد هذه المعاناة التي استمرت اربعة ايام متتالية تصدر وزارة النقل وشركة الخطوط الجوية العراقية بيانا معيبا تعتذر فيه الى المسافرين في هذه الرحلة ، وهنا نؤكد هناك العديد من المغالطات والاكاذيب تضمنه البيان ، حيث يذكر البيان بأن بسبب التأخير يعود الى وجود عارض فني اصاب الطائرة ولم يذكروا نوع العطل وهو التفتيش عن ( التاير ) وقد حاولوا طلب هذا ( التاير ) من بعض الشركات الموجودة في المطار ولم يحصلوا عليه ، فيما ذكر البيان عدم توفير الادوات الاحتياطية لاصلاح العطل ، وهذا سبب تافه وغير مقنع تماما ، وان هذهه الشركة العرقية والكبيرة لاتمتلك ادوات احتياطية للاصلاح العطلات المفاجئة !!! كما ما دخل الاضراب الحاصل في المانيا والاتحاد الاوربي بالشركة وعملها حيث لا يوجد اي اضربا يذكر وانها حجج واهية وغير مقنعة .
لمن تعتذرون يا وزاة النقل ويا شركة الخطوط الجوية العراقية ( لجنازة ) المرأة المتوفية والمطلوب نقلها الى العراق وتأخرت اربعة ايام ، لمن تعتذرون للشيخ الفاضل ذو العمامة البيضاء الذي رافق زوجته المتوفية وكانت علامات التعب والارهاق على وجهه ، لمن تعتذرون لابناء وبنات المتوفية الذين رافقوا جنازة امهم ، لمن تعتذرون لكبار السن اصحاب الامراض المزمة ، لمن تعتذرون للاطفال الذين يصرخون ليلا ونهارا ، لمن تعتذرون للموظفين الذين انتهت اجازاتهم ويرغبون بالالحاق بوظائهم بأسرع وقت ممكن وعدم التجاوز على ايام الاجازة .
ماحصل في هذه الرحلة يا سادة لم تحصل نهائيا في جميع خطوط بلدان العالم ، فكيف يمكننا ان نصل الى مصاف هذه الدول المتقدمة والحفاظ على سلامة المسافرين وراحتهم ، اعيدوا النظر بالعاملين في هذا المجال الجوي والخطير والمهم للحفاظ على سمعة البلد وسلامة المواطنين العراقيين .