دآبت اطراف اسلامية على ترديد مقولة ( الارهاب لادين له ) وهذا لغرض ابعاد الاسلام عن ماقام ويقوم به الدواعش واشباههم كجبهة النصرة، فهذه الاطراف الاسلامية تعلم ان الاسلام هو المعني بالارهاب، فالرد ياتي حسب مقولة ( كاد المريب ان يقول خذوني ) لان مصطلح الارهاب مستنبط اصلاً من القران الكريم لقوله تعالى ( ترهبون به عدو الله وعدوكم ).
اذن المعني بالارهاب وهو ما تركز عليه القوى الغربية هو الفكر الاسلامي.
ولكن هل استطاع المسلمون دفع هذه التهمة بشكل حازم عن فكرهم الديني او هل عملوا بجدية لتحقيق هذا الامر على اقل تقدير؟.
ولنقولها هنا وبكل وضوح مهما كان الاسلوب الذي تعامل به الغرب مع هذا الموضوع ولكن المؤسسات الاسلامية وروادها من المعممين بالخصوص اخفقوا بشكل لامثيل له للوقوف بوجه هذه الموجة الهمجية ، الامر الذي يوضح بشكل جلي ان السبب الرئيس الذي ساعد على تنامي هذه الشرذمة الشاذة والمساس بسمعة الاسلام هو تخاذل هؤلاء المعممين بالتصدي بشكل جدي ومنظم ليس للقضاء عليهم بل للحد من تنامي هذه العصابة على اقل تقدير.
فباختصار شديد ولسنا بحاجة الى الاسهاب هنا، لنا ان نراجع موقع واحد فقط لاغير لنطلع على آراء هذه الاطراف الاسلامية.
ففي موقع ( شبكة الاعلام العربية ) على سبيل المثال نطّلع على راي “ديك الزبالة ” خليفة شريح القاضي المدعو يوسف القرضاوي والذي يصفه احد دعاة السنة بانه ( مفتي الارهاب والحلف الاطلسي )، يقول عن رايه حول دخول الدواعش الى العراق ما مفاده ( ان ما يحدث في العراق هو ثورة شعبية )، وليت شعري كيف تم احتياره كرئيس لما يسمى ” الاتحاد العالم لعلماء المسلمين ” هذه هي الطامة الكبرى التي توضح مستوى وتماسك هذه المنظمات المحسوبة على الاسلام والتي تتولى اموره الفكرية. واما راي ما يسمى بهيئة خبثاء
عفواً ( ” علماء” المسلمين في العراق ) فهي تحث المواطنين على تقديم الدعم للثوار.
اما بيان الازهر في مصر والذي كان يفترض ان تكون له الكلمة الفصل في ايقاف الدواعش عند حدهم باعتباره اكبر مؤسسة اسلامية فهو “كطك اعطية ” كما يقول المثل العراقي لاخير يرتجى من وراءه وما هو الا كلام انشائي ونصائح لا تغني من جوع وبهذا فقد سجل الازهر موقفاً تاريخياً مخجلاً بحق الاسلام والمسلمين.
ورغم ان هنالك من عبّر عن رايه برفضه للدواعش ودعى الى حرمة الانتماء لهم ولكن لم تكن تمثل الا حالات يتيمة لاتقوى على عمل شيء مؤثر.
كان يفترض ازاء امر جلل كهذا ان تجتمع النخب الكبرى من المعممين السنة ويوحدوا صفوفهم وخطابهم للتصدي لهذه الهجمة الشرسة على الاسلام والمسلمين ويخرجوا بتحرك حازم
وواضح ليحرّموا وبشكل حازم وشرعي متفق عليه من قبل الشرعية الاسلامية بحرمة الانتماء لهذا التيار الوحشي الهادم للاسلام ومحاربته وعدم خلق أي حاضنة له. هذا والى جانب ذلك يتم العمل بصورة اعلامية نشطة للترويج لهذا الموقف في مواقع الانترنت والصحف والاجهزة المسموعة وشاشات التلفزة ان كانو يمتلكون الجدية في ذلك وهو امر لم يحصل ولم نشاهد ولو نسبة واحد بالمئة منه لحد الان.
انما في امر الواقع شاهدنا وشاهد العالم العكس تماماً، كيف ان مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في بث كل ما يصور قوة الدواعش الارهابية ووحشيتهم لغرض ارهاب الشيعة وتخويفهم وكان للفضائيات السعودية الخليجية العاهرة كالجزيرة والعربية الحدث وغيرها الدور الاكبر في هذا الشأن ناهيك عن فضائيات السعودية المخصصة اصلاً لمحاربة ايران كصفا واخواتها.
لقد فقد الاسلام الكثير من هيبته واصبح ممقوتاً من الكثير بسبب موقف المعممين المتخاذل هذا. وانا اعرف ان هنالك الكثير من العوائل الاسلامية التي تعيش في بلاد الغرب اصبحت في حرج وهي تجد اولادها من الشباب وقد بدأوا يستاؤون من الاخلاقية الاسلامية الوحشية التي ظهر عليها مؤخراً.
ونحن هنا غير مجبرين للتصدي الى معممي الشيعة لانهم غير معنيين بهذا الامر فلايمكن ان يكون شيعي واحد قد انتمى لهؤلاء الدواعش.
لقد شاهدت فيلماً لاحد التوانسة وقد ترك اهله والتحق بالدواعش فرد على سائله لماذا ترك زوجته واولاده وامه والتحق بداعش فاجاب بكل وضوح ان الطواغيث من الشيعة الرافضة هم اشد كفراً من اليهود ويجب محاربتهم اكثر من اليهود.
هذا هو سبب السقوط الاسلامي الحقيقي الذي ساهمة فيه المؤسسة السنية بشكل لاغبار عليه بسبب وجود المال الخليجي والرغبة الوهابية المقيته لمحاربة الشيعة والاستغلال الامريكي الصهيوني لهذا الغباء بكل حنكة وهو ما اشرنا اليه في مقالة سابقة بعنوان ( الغرب يفضح همجية الاسلام ).
وهو تعالى من وراء القصد.