13 أبريل، 2024 12:22 ص
Search
Close this search box.

العالم وكذبة الانسانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا توجد انسانية بين الدول اطلاقاً، الانسانية اكذوبة في هذا العالم، القوانيين هي وحدها التي تحدد معيار الانسانية والتعايش السلمي المجتمعي.
فلو تركت ارقى دول العالم بالتقدم العلمي والثقافي بدون قانون لاصبحوا ذئاباً يأكل بعضهم بعضاً.

هذه امريكا راعية الحرية والديمقراطية في هذا العالم، انظروا الى الولايات التي تتعرض لكوارث طبيعية واعاصير، سرعان ماينهار فيها الامن وتتفشى عمليات القتل والسلب والنهب فيها،
اين الامن؟ واين الامان؟.

من يتحدث عن الانسانية عليه التخلي عن اسلحته النووية والجرثومية، هم يكذبون عندما يتحدثون عن الانسانية ونحن كالببغاوات نردد خلفهم.

امريكا مُحترمة فقط لانها ذكية وعرفت كيف تدير العالم. هي تعرف في قرارة نفسها لاتملك انسانية تجاه الدول ولكنها وسيلتها الوحيدة في التدخل بشؤون الدول الاخرى.
ربما الولايات المتحدة هي اكثر انسانية من غيرها فلو ظهرت دولة اقوى منها قد تقوم باعمال ادهى وامر تجعلنا نترحم على امريكا.

اليكم اليابان مثالاً التي هي اليوم منارة العلم والمعرفة والسلام، لو رجعنا الى القرن الماضي عندما كانت دولة ذات هيمنة وقوة عسكرية ماذا فعلت من جرائم وانتهاكات.
كانوا جنودها يتسابقون من يقتل اكثر من المدنيين في الصين والفلبين وغيرها من الدول التي حاربتها،
قتلوا في معركة واحدة اكثر من 300 الف اسير صيني بين مدني وعسكري.

اعداد النساء التي اغتصبها الجيش الياباني ووضعهن في معسكراتهم لممارسة الجنس معهن اكثر من 250 الف امراة قام بجمعهن من الدول الاسيوية التي دخلها هذا الجيش. كانوا الجنود في ميادين الرماية يتدربون على الاطفال ويتسابقون فيمن يقتل اكثر عدد منهم. هذه كانت افعال الجيش الياباني عندما هيمن على اسيا قبل اسقاط القنبلة النووية على هيروشيما من قبل الجيش الامريكي صاحب السجل الحافل بالانتهاكات هو ايضاً وما حرب فيتنام وبورما وحروبها التي خاضتها عبر البحار عن اذهاننا ببعيدة وما قصف الفلوجة بالفسفور دليل واضح على حجم الانتهاكات المروعة من قبل جيوش الدول العظمى التي تدعي الانسانية وحقوق الانسان.

روسيا وجرائم جيشها ضد الدول التي قاومت احتلالها ومحاول الاستقلال من تسلطها عليها يضاف ايضاً الى جرائم وانتهاكات تلك الدول.
الحرب العالمية وما حصل بها من انتهاكات وجرائم بين الدول الاوربية ذاتها دليل واضح على اظهار الوجه الحقيقي لهم عند غياب القانون وتفشي السلاح والفوضى والملايين التي قتلت والمدن التي دمرت دليل على عدم وجود انسانية في هذه الارض الا بوجود قانون قوي يحمي ادمية الانسان والحيوان.

الدول العظمى هي عبارة عن داعش مثقف تعرف متى تستخدم الترهيب ومتى تستخدم الترغيب والذي يقع ضحية هي الدولة الضعيفة والفقيرة التي لا تملك السلاح والقوة.

نحن ما نمر به اليوم من فوضى ورخص للروح البشرية هي حالة طبيعية تمر بها اي دولة يغيب عنها القانون، هم ليسوا افضل منا ولا اكثر منا انسانية داخل دولهم، لكنهم وجدوا الطريقة التي تحفظ لهم ارواحهم وممتلكاتهم من خلال بناء دول ذات قوانين ودساتير تحفظ لها امنها وامانها وبالتالي تسنى لها الشروع بالعمل والبناء والتقدم ولكن تبقى الدول النامية والضعيفة لاتعامل انسانياً كتعامل الدول المتقدمة مع بعضها، فاولئك بسبب توازن القوى فيما بينهم اصبح شعارهم احترم مواطني احترم مواطنك، اما الدول الاخرى هي دول لاتعني لهم شيئاً والا كان بامكانهم ان يقضوا على الجوع والفقر في افريقيا وانهاء ازمات الشرق الاوسط وما تمر به من حروب وصراعات.

الغرب لم يحرك ساكناً على داعش عندما احتل اجزاء من العراق وسوريا واعتبره شأناً داخلياً الا عندما ضرب داعش وسط اوربا وهددهم بعمليات ارهابية فيها، انتفضت امريكا واوربا حينها وشكلوا تحالفاً دولياً ضد هذا التنظيم لانه هدد امنهم واستقرارهم.

كان داعش يكتسح الاراضي والبلدات امام انظار تلك الدول في حين كانت الطائرات المسيرة الامريكية في اليمن وافغانستان تقصف عناصر تنظيم القاعدة!.
والسبب ان داعش لم يسبق له وان قام بعمليات في الولايات المتحدة الامريكية واوربا ولم يهدد امنها ومصالحها ولكن تنظيم القاعدة صاحب سجل في استهدافه للمصالح ومواطني تلك الدول داخلها وخارجها لذا كانوا يعتبرون تنظيم القاعدة اخطر من تنظيم داعش فلو ان داعش لم يستهدف قلب اوربا بالعمليات التفجيرية لما انطلقت عليه طائرة واحدة منهم تستهدف عناصر مقار التنظيم.

هذه الدول لايهمها حتى وان احترقت بلادنا، المهم ان النفط مستمر بالتدفق اليها وامن مواطنيها قائم حتى وان احترقت بلادنا وانتشر السلاح والفوضى، فالسلاح نشتريه من عندها فهي مستفيدة من كلا الحالتين، لاتعتبر اي جماعة مسلحة ارهابية حتى وان قتلت نصف سكان البلد الذي تتواجد فيه مادامت تلك الجماعة لم تهدد امن واستقرار تلك الدولة، هم بحسب معاييرهم الارهابي هو الذي يستهدف مواطنيهم ومصالحهم فقط، وماغير ذلك لايعتبر ارهابي من يقتل ويفجر في الدول الضعيفة والهزيلة بل وتدعم الحكومات التي تقمع شعوبها وتضطهدهم مادامت تلك الحكومات خاضعة لاوامر واملاءات الدول المتقدمة وهذا ماعشناه ونعيشه في منطقتنا العربية خصوصاً.

جميع هذه المعطيات تشير الى عدم وجود انسانية وحقوق انسان كما تدعي تلك الدول التي تتبجح وتتشدق بحقوق الانسان والدفاع عن كرامة الانسان وعيشه الكريم، هذه الدول لديها الامكانية ان تجعل شعوب افريقيا تعيش في رفاهية، وان تجعل دول الشرق الاوسط تعيش في سلام ووئام دائم، ولكن مايهمها هو ما يوجد داخل حدودها فقط.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب