1 ــ امريكا: المؤامرة الأكبر, تلك القابعة في اعماق التاريخ, اللص الوقح يسرق الأوطان ثم يعاقب اهلها, الجائحة والزلزال, اذا دخل ارض تركها خراب, علاقاتها صداقاتها وحتى حروبها تفتقر للشرف, هي القاتل لحياة الشعوب, والتلوث القذر لحاضر ومستقبل الأجيال, تشكلت من شتات المجتمعات, وكونت لها شعب, اجتثت به اصحاب الأرض واصبحت البديل, تمددت سياسياً واقتصادياً وعسكرياً, عبر تدخلات فجة, احتلالات وحصارات وعقوبات, حصادها الموت الشامل لمجتمعات لا حول لها, كم اسقطت ثورات وانظمة وحكومات وزعامات وطنية, فاصبحت كيان مرهق لأمن الأخرين, تجاهلت ان اسباب تآكلها, سترافق وحشيتها, وان “الكاو بوي” الذي يقتل على بعد خمسون متراً, ثلاثة (نملات) بطلقة واحدة, هناك من سيقتله ببصقة واحدة, اسرع من الصوت وعابرة للقارات ايضاً, شراسة نفسها الأخير, اغراها ان تحك جلد الأتحاد الروسي بمخالب اوكرانية, فأيقضت حق الأجيال, في ازالة ثقل النظامين الدولي والأقليمي, واعادة انسنة العلاقات الدولية.
2 ــ امريكا الشر الأكبر, تآكلت اسباب غطرستها, ولم تعد قادرة على اكمال مشوارها, لأنتفاء ضرورتها كعائق بوجه التحولات الناجعة, يقابل ذلك حراك جيلي, متمرد على واقع عبوديته, يعيد صياغة ذاته, في فضاءات من الحرية والعدل والكرامة, انه مخاض شديد الألم, لولادة اجيال جديدة, بأفكار ومنطلقات وطنية انسانية جديدة, بديلة لأجيال وافكار استهلكت مراحلها, كذلك علاقات ومصالح ومنافع انسانية, يكون فيها, امتلاك رغيف خبز مغموس بالعافية, اكثر نفعاً من الصاروخ ذو الرأس النووي, عوالم ليس بينها, عالم اول وآخر ثالث, او عالم ثري بثروات غيره, واخر فقير مسروق, انها حتمية المتغيرات الهائلة, تعلن عن ضرورتها.
3 ــ امريكا ستصبح هيكل للكاوبوي الأخير, وشعوب العالم من حولها, تمسح عن جلد حاضرها ومستقبل اجيالها تاريخ عبوديتها, وتتجه نحو بعضها, في اندماج طوعي, وسلميةً لعلاقات تضامنية, مؤطراً بالمنافع والتقدم والأزهار, انه عالم لأجيال جديدة, كل منها ينهض من صمبم بيئته وتجاربه التاريخية, الحرب الروسية الأوكرانية, التي اتسعت لتشرك معها, اوربها واسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية, مخاض عن ولادة عالم جديد , موجة السلام والمحبة فيه, سترفع ثقل نظام القطب الأوحد, وكل اشكال الأستقطابات العدوانية, هكذا يجب ان يفسر الأنسان العراقي, الثمن الذي دفعه, ثوار الأول من تشرين 2019, كان استجابة حتمية, لواقع دولي اقليمي يتغير من حول العراق, وسيكون الأنتصار, على باطل الأشياء, ثمرته العاجلة.
4 ــ قصيري النظر, من بقايا حثالات الجلادين في العراق, وككل المخمورين بفسادهم ووضاعة عقائدهم, يرون الأمر مقلوباً, ولم يفسروا معنى, ان يقدم ثوار الأول من تشرين, الافاً من لشهداء والجرحى والمغيبين والمعاقين, وهم يهتفون “نريد وطن”, تلك ظاهرة وطنية انسانية, تعصف بالنظامين الدولي والأقليمي, ومتغيرات عراقية قادمة, كتب ثوار الأول من تشرين, اول سطورها, على صفحات ساحات التحرير, انها رجفة الأرض العراقية, رافضة ان تسفك احزاب وتيارات العملاء, دم التشرينيين في حضنها, وغضب الله من مذاهب وسماحات ومراجع, تمردت على قيمه السماوية, واتخذت من الأكاذيب والمكائد, ايديولوجيات عمياء عبر تاريخها.