8 أبريل، 2024 5:28 م
Search
Close this search box.

العالم الواقعي والعالم الغيبي والعالم الافتراضي

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت البشرية تعتقد ان هناك عالمين يحكمان حياة الانسان ومحيطه هما عالم الغيب وعالم الواقع وأنا اُسميها عوالم من باب (التصنيف classificationاو الترتيب فقط) ولازالت الفلسفة لا تبتعد عن هذين الموضوعين في اغلب مباحثها ولم يكن الانسان يعتقد بوجود عالم اخرولكن بعد التطورالذي حدث في الانترنت والحواسيب تم اكتشاف وجود عالم اخرهو(العالم الافتراضي) . يمكن تقسيم العوالم المعروفة في حياتنا كبشر حتى الآن الى عدة عوالم وهي عالم الواقع وعالم الغيب والعالم الافتراضي وهي عوالم تسيطر على حياتنا ولا يكاد امر من امور اجسامنا او عقولنا او استخداماتنا ألا ويكون جزءا منها
1-عالم الواقع (او الواقعي ) :وهو عالم معروف للناس على مستوى الرؤية والسمع والحواس يضم كل مانعرفه من احياء كحيوان وانسان ونبات وكائنات دقيقة ويدرسه علم الاحياء او البايولوجيا وفروعه. كما يضم الجماد ويضم كل ماحولنا من جمادات وتدرسه مختلف العلوم كالفيزياء والكيمياء والجيولوجيا وغيرها.وهو يشكل حياتنا المادية التي نعيشها باجسادنا وادمغتنا المصممة على الاحساس بالموجودات المحيطة بنا والتعامل والتكيف معها .والعلم بطرقه التجريبية والبحثية هو المتكفل بالتعامل مع عالم الواقع ومعالجة مشاكله.
2- عالم الغيب : اثار الغيب اهتمام البشر منذ أنسنتهم على الارض كمخلوقات متميزة واعتقادهم بوجود الكائنات الغيبية ,عرفنا عالم الغيب والكائنات الغيبية من خلال الكتب السماوية كالملائكة والجن ومن خلال الاساطير والحكايات والملاحم عن الآلهة البابلية والمصرية واليونانية والهندية كآلهة الحب وآلهة الحرب وآلهة الرعد ومن خلال التراث الشعبي كالطنطل والسعلوة والغول والعنقاء وحورية البحروغيرها ومن خلال الروايات الخيالية التي تتحدث عن عوالم اخرى في الفضاء او في الماضي او المستقبل او عالم الاشباح او الاقزام او العمالقة او من خلال السينما كالزومبي ومصاصي الدماء .كما يضم عالم الغيب معرفات شبه بديهية كالنفس والروح والحظ والحسد وهي اشياء لاوجود مادي لها ولكننا نعتقد بوجودها بسبب تواترذكرها في الاديان اوالفلسفة او الموروثات ونعتقد انها حقيقية ولكن لايوجد اثبات على انها حقيقية من الناحية العلمية التجريبية او المادية وهناك ظواهر يدرسها علم النفس وعلم الباراسايكولوجي متعلقة بها. الدين هو المصدر الرئيسي (ومن خلال الكتب السماوية او المدونات الدينية) لعالم الغيب وكائناته كالملائكة والجن ولا يستطيع العلم بطرقه التجريبية المعروفة ان يعترف بذلك لحد الان ولكن الفلسفة بدراستها للعالم والظواهر وفق المنظورين العلمي والغيبي حاولت وضع تفسيرات واجابات لكل الظواهر التي تحيط بنا وتشغل تفكيرنا ومن جملتها الغيبيات ولذا بقيت الغيبيات تُدرس في الفلسفة والعلوم الدينية او اللاهوتية فقط ولا تدرس في المباحث العلمية التجريبية او الكليات العلمية الصرفة والتطبيقية.ويكاد العالم المتقدم (كمؤسسات وجامعات وليس افراد)يغادرعصرالغيبيات نهائيا ويعتبر الواقع المادي هو الحقيقة الوحيدة وحتى الموضوعات التي توجد دلائل قوية على وجودها او تأثيرها في حياة الانسان يحاول أخضاعها الى قوة المختبر العلمي والبحث التجريبي كما في مباحث الباراسيكولوجيا وبعض مواضيع علم النفس .
3- العوالم الافتراضية :كان مصطلح افتراضي يعني شيئا نفترض وجوده او نتمنى او نتخيل وجوده كالطائرة او الغواصة او آلة الزمن كما في روايات جول فيرن الخيالية او بعض المخترعات في افلام هوليوود كحرب النجوم ومركبات الفضاء التي تستطيع السفر بين المجرات ومصطلح الافتراضي لم يكن شائعا ولكن ظهر بعد ظهورالانترنت و الكومبيوتر ومشتقاته حيث ظهر لنا أن برامج الكومبيوتر هي مواد لاوجود مادي لها ولكنها حقيقية نصل اليها ونراها ونسمعها من خلال الكومبيوتر او الاجهزة الاخرى. العالم الافتراضي لايزال صعب الفهم وحتى للناس المتعلمين تعليما جيدا (فقبل عقد من الزمن كنت اعلم زميلا لي كيف يعمل ايميل له ولم يستطع تصور كيف يمكنه استخدام ايميله من اي مكان في العالم وبواسطة اي جهازكومبيوتر تحت يده بالرغم من تعليمه العالي) . الكثيرون من مستخدمي الكومبيوتر والانترنت لا يفهمون فكرة العالم الافتراضي ولا يزال مبهما لهم فالجهاز والمنظومة مليئان بالمواد (السوفت وير)الحقيقية والقائمة على المفهوم الرقمي ولكنها افتراضية يحملها الكومبيوتر او القرص ويمكنك تشغيلها ولكن لا يوجد شكل مادي لها فهي كالافكار التي في راسك او كالاحلام في منامك التي تستطيع تذكرها بعد الاستيقاظ ولا تستطيع اثبات وجودها ولايمكن لانسان نفي وجود الاحلام ولكن لايمكن لأي وسيلة او اداة تجسيدها لحد الآن واعادة مشاهدتها.الفرق بين العالم الغيبي والافتراضي ان العالم الغيبي (غير حقيقي وفقط تخيلي على الاقل حاليا) لأنه لايمكنك ان تحوله الى صورة او صوت بالاجهزة والوسائل الحالية حتى لو ادعى انسان أنه رأى كائنا غيبيا فلا يمكن ان يثبت وجوده ويريه للاخرين اما الافتراضي فحقيقي لانه يمكنك ان تحوله الى مرئي او مسموع من خلال الأجهزة المتوفرة حاليا ويمكن ان تريه للجميع . طبعا عندما نصف شيئا بأنه حقيقي او غير حقيقي فأن ذلك من وجهة النظر التجريبية وليس الدينية او الايمانية.هناك تشابك بين هذه العوالم في بعض المناطق وحسب تطورمراحل المعرفة الانسانية فبعض الكائنات الدقيقة كانت تعتبر ضمن الغيبيات حتى تم اكتشاف اجهزة تمكنا من خلالها أن نراها كالكائنات المرضية الدقيقة كالفيروسات والبكتريا ويمكن في المستقبل ان يتم اختراع اجهزة تمكننا من رؤية بعض الغيبيات كالملائكة والجن وحينها تصبح من الكائنات الواقعية وليس الغيبية . اما استخدام مصطلح (خيالي ) فهو لايزال غير محدد بالضبط فالبعض يستخدمه للغيبي او للافتراضي ولا يزال يعني عالما او كائنا متصور في الخيال الانساني فيمكن ان يكون غيبيا او افتراضيا .
مقارنة بين العوالم الثلاثة
1-عالم الواقع —-حقيقي او مادي ——مثبت الوجود بحواسنا ——–يمكن اعادة او تكرارعرضه—-امثلة :الاحياء والنباتات
2-عالم الغيب—- تخيلي غير مادي——غير مثبت الوجود بحواسنا—لايمكن اعادة او تكرارعرضه—امثلة:الملائكة والجن
3-الافتراضي—حقيقي غير مادي——-مثبت الوجود بحواسنا——–يمكن اعادة او تكرارعرضه —–البرمجيات ومحتويات النت
ملاحظة :هذا التقسيم او التصنيف لهذه العوالم يمثل رؤية الكاتب الحالية للاختلافات وحسب منظومة المعرفة الانسانية لحد الان وليس من الناحية الايمانية وهوقابل للنقد والتعديل والتطوير والاضافة ويمكن اعادة التصنيف او اعادة التسمية او اعادة التعريف حسب المستجدات في المعرفة الانسانية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب