22 ديسمبر، 2024 7:00 م

العالم الإسلامي وحروب المذاهب

العالم الإسلامي وحروب المذاهب

لعل هذا العنوان يذكرنا بالحروب الدينية التي نشبت في أوربا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر والتي استمرت بصوره متعاقبة لمدة 132عام والتي جرفت دول أوربية عديدة أبرزها سويسرا وفرنسا وألمانيا وهولندا وانكلترا والد نمارك وكانت على ثمانية مراحل متعاقبة وكانت لفرنسا حصة الأسد بالمجازر التي حدثت بين الكاثوليك والبروتستانت .
بينما يمر العالم الإسلامي اليوم بظروف صعبة للغاية خصوصا بعد انهيار الأنظمة الليبرالية الشمولية ووصول تيارات إسلامية متطرفة إلى سدة الحكم والتي أخذت تدير بلدانها إلى الهاوية .
وقد أدت تلك المنازعات إلى انقسام العالم الإسلامي إلى تيارين متنازعين هما سني وشيعي وقد أصبح ظاهر للعيان بعد إحداث الثورة السورية والتي كانت ذات منطلق طائفي مقيت تقودها تركيا والسعودية وقطر الذين قاموا بتنصيب أنفسهم كممثل عن المكون السني فأصبحوا ناطقين عن السنة في العالم الإسلامي والغربي في حين يقابله مكون شيعي تحت قيادة إيران وسوريا والعراق فلو عدنا إلى الوراء أي قبل ثورات الربيع العربي فلم نلمس تلك الانقسامات والمشاحنات الطائفية التي لاتبشر بخير .
وتشكل سوريا اليوم بما تمر بها من أزمة بمثابة القنبلة المؤقوته فالمسائلة كبيرة جدا خصوصا بعد تصريحات القيادات الإيرانية بان سقوط سوريا مسالة حياة أو موت لما تحمله سوريا من أهمية لإيران فتعتبر سوريا الحليف الشيعي الأقوى لإيران لما تقوم بها من إيصال الامدادت الى حزب الله ومساعده سوريا النظام الإيراني خلال حربها مع العراق في ثمانينات القرن الماضي واحتوائها معارضين لصدام حسين لسنين طويلة.
ويشير المراقبون إن سقوط سوريا في مثل هذه الظروف سوف يقود المنطقة الإسلامية والعربية إلى حرب طائفية محتملة والتي تسعى القوى الامبريالية وعلى رأسها إسرائيل لتأجيج نيرانها .
والكل يعلم إن من يقود الثورة السورية اليوم هم من الاسلامين المتطرفين من المكون السني تحديدا والتي تعتبر الأكثرية في سوريا فمنذ بداية الأزمة السورية بدا الحديث عن أكثرية سنية وأقلية علوية في حين الأقلية هي التي تقود الحكم فان مثل هكذا كلام دليل واضح على كبر حجم الفتنة الطائفية التي تمر بها سوريا
فان النظام السوري وعلى الرغم من دمويته تجاه شعبة فان سقوطه في مثل هكذا توقيت سوف يقود المنطقة برمتها إلى حرب طائفية دينية تمتد إلى جميع إنحاء العالم العربي والإسلامي .
والجدير بالذكر عندما أشارت التقارير إن مرسي الرئيس المصري السابق سيزور إيران بقمة عدم الانحياز فان العديد من الاتجاهات السلفية لم تكن سعيدة ومع ذلك تحول استياؤها إلى سعادة عندما هاجم مرسي في قلب اكبر دوله شيعيه الدعم الإيراني لنظام الأسد في سوريا .
ولعل العالم بدا يدرك تلك الخطورة الطائفية التي بدات تظهر للعيان من خلال ما أشار بها رئيس وزراء فرنسا الأسبق (دومينيك)في معرض حديثة في منتدى نظم بمناسبة عيد ألصحافه السويسرية حيث أكد إن ثورات الربيع العربي لا تحقق الأهداف التي ثاروا من اجلها ضد الأنظمة القمعية في بلدانهم وأضاف إن ثورات الربيع العربي كان قد استبشر العالم بها خير لكن سرعان ما تحولات الى صراعات طائفية بين ألسنه والشيعة على النحو الذي نره حاليا في ألازمه السورية وهي إحداث لها انعكاساتها على الخليج العربي وإيران.
ونحن كعرب ومسلمين علينا مواجهه  هذه التحديات وان نتناسى خلافات الماضي وان نعمل بإيجاد الحلول ونعالج المشكلة الطائفية قبل إن يتم تقسيم العالم العربي والإسلامي على أسس طائفية وخوفا من وقوع حربا ضروس شبيها بحروب أوربا الدينية بالقرنين السادس عشر والسابع عشر والتي لاتجني شي سوى الخراب والدمار