العاطفة بكل اشكالها، حب، حنين، صدقة،صداقة، صلة رحم، عقيدة وكلها بنسب متفاوتة مع عقلانيتها اي موافقة العقل لها ، والعدالة هي وضع الشيء في مكانه الصحيح ، والمشترك بينهما انهما بين طرفين ، فان كانا هما الطرفين فالمسالة تصبح بمنتهى الخطورة ، فان غلبت العاطفة ساد الظلم والفساد وان غلبت العدالة زاد الكره والابتعاد ، وهاتان المسالتان لهما عاطفة وعدالة مع المجتمع فهناك من يتعاطف معهما وهناك من يسال العدالة بينهما .
عندما تتسيد العدالة عقل الانسان فلا مكان للعاطفة عندما يكون هنالك خصمين فالعاطفة كلها شكل واحد مهما كان الطرف الثاني الا العاطفة مع العقيدة فانها تؤثر على عدالة الشخص من حيث ان العقيدة هي مبادئ العدالة عنده ـ بغض النظر عن صحة العقيدة من عدمها ـ فعندما يتعاطف الحاكم مع الاخ تتاثر العدالة وتبخس خصم الاخ ، وفي حالة انعدام العاطفة مع الطرفين فان العدالة تاخذ مجراها ، الا العقيدة فانها قد تتوقف امام عاطفة الاخ او الحبيب او القريب او الصديق او من له علاقة معه ويتحقق الظلم وقد لا تتوقف فتتحقق العدالة، ولان غريزة العاطفة لا يمكن كبح جماحها مع العقيدة في اكثر الحالات فان العقيدة تكون المعيار عند تنصيب حاكم او اي منصب رفيع.
وهنا نجد ان حكومات العالم ودوائرها الاستخباراتية يكون شغلها الشاغل دراسة الاديان والعقائد لان الدين له سحر خاص عند من يعتقد به ، فانه يمكن ان يكون اساس العدالة ويمكن ان يكون برقع الاحتيال عند المحتالين وذلك لسهولة من يتعاطف معه .
لايستغفلنكم من يدعي فصل الدين عن الدولة فكل حكام العالم لهم طقوسهم الدينية عند التنصيب اي لابد من المؤسسة الدينية مسلم مسيحي يهودي وغيرهم ، ولان الدين الاسلامي خاتم الاديان وفيه كل احكام الفرقان فيما يخص الانسان، عبادة وعمل، فانه يكون الهدف والمستهدف ، فما من داعية الا والاسلام مصدره وما من مخالف للاسلام الا والاسلام مصدره وفي مختلف المجالات فلو قيل للعلماني لا تتحدث عن الدين الاسلامي وقل ما شئت ما لم يذكره الاسلام فان السكوت مصيره ، ولو قلت لاصحاب النظريات الاقتصادية هاتوا ما لديكم من نظريات اقتصادية سليمة لم يتطرق لها الاسلام فالعجز مصيرهم وتجد اصحاب الاشتراكية والراسمالية يتخبطون فيما بينهم لتحقيق الرفاه الاقتصادي وفق نظريات تضاربت فيما بينها والصواب فيها فقط ما اتفق مع الدين الاسلامي .
وياتي من يطالب بالمساواة للمراة الذي لا يفقه معنى اسم المراة لياخذ من الاسلام ما ينتقده بعاطفته دون عقله وفي نهاية المطاف يفشل في مسعاه لان العلم اثبت عكس ما تبناه .
ومن هنا يتبين ان كل اصحاب هذه النظريات والايديولوجيات تشترك في صفة واحدة وهي عداء الاسلام ، على الجانب الاخر لمن يدعي الاسلام فمنهم من يخطئ الطريق فيزيد الطين بلة ليمنح المتقولين على الاسلام خيط يتشبثون به ليحاججوا الاسلام بينما اصل مبادئ الاسلام ليست بالامر السهل في تفسيره ولكن سهل في تطبيقه ، ولان الاسلام دين شامل وكامل فالمتتبع لكل الافكار المؤيدة او المعادية يجد ان لها ذكر في الاسلام .
من الطبيعي ان يتفق اعداء الاسلام على اختلاف اديانهم ضد الاسلام اي يتركون خلافاتهم جانبا لمواجهة الاسلام بينما المسلمين او لنقل بعض المسلمين يحيون خلافاتهم لتشتيت المسلمين بالرغم من ان الركائز التي تؤدي الى التوافق والاتفاق كثيرة وبينة لكن العاطفة عندما تاخذ طريقها الخطا فانها تجرف الحسنات لتخلف السيئات