لايمکن التصور أبدا بأن ابراهيم رئيسي ومن ورائه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لايشعرون بالقلق من محاکمة المسٶول الايراني السابق حميد نوري في السويد على خلفية إتهامات موجهة له بالمشارکة في مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها إعدام 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق وخصوصا وإن رئيسي کان واحدا من ضمن أبرز أعضاء لجنة الموت التي قامت بتنفيذ المجزرة.
مع نشر تفاصيل التحقيقات التي أجراها المحققون السويديون مع حميد نوري، فإن العديد من المراقبين السياسيين قد طرحوا وجهات نظرهم وآرائهم من إنها ستٶثر على رئيسي بشکل خاص والنظام الايراني بشکل عام، ومع إن النظام سعى في الظاهر لإبداء عدم الاکتراث بها، لکن التفاصيل التي تم نشرها في التحقيقات التي جرت مع نوري، دلت بصورة وأخرى بأنه يبدو أن النظام الايراني قد وضع مخططا من أجل تحريف القضية عن مسارها الاصلي والسعي من أجل السيطرة عليها وإبعاد تأثيرات الشاکين فيها والذين معظمهم من أعضاء وأنصار المنظمة أو من أقرباء ومعارف الضحايا، لکن الذي يمکن القول بأنه قد کان بمثابة صدمة للنظام هو ماقد نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية وأفادت بأن محاكمة تجري وقائعها في السويد ضد مجزرة الإعدام الرهيبة والتي أودت بحياة 5 آلاف شخص في إيران قد تصعب مهمة رئيس إيران المقبل، إبراهيم رئيسي، وتعرقل انخراطه مع قادة العالم.
الخط والمسار العام للتوقعات التي تم طرحها في خضم نشر تفاصيل التحقيقات التي أجراها المحققون السويديون مع حميد نوري، ترجح بأنها ستٶثر على ابراهيم رئيسي وستفتح بابا على النظام الايراني ليس من السهل أبدا إغلاقه خصوصا وإن هناك أدلة ومستمسکات ووثائق تدعم وتٶيد ذلك، ومع إن النظام الايراني ورئيسي نفسه قد تصوروا بأن العاصفة لن تهب مبکرا وسيکون بإمکان رئيسي تعزيز موقفه ورفع الشبهات عنه أو على الاقل أن تجري ثمة صفقة يتنصل من خلالها من تبعات مسٶوليته عن المجزرة، لکن محاکمة نوري وماقد تداعى ويتداعى عنها من آثار ونتائج، قد کانت بمثابة إشعار بأن العاصفة ستهب مبکرا وإنها قد تکون أقوى بکثير مما قد يتصوره رئيسي والنظام الايراني نفسه.
رئيسي الذي تمختر أمام المراسلين الاجانب عندما سألوه عشية الانتخابات الاخيرة بشأن دوره عن مجزرة عام 1988، وأجاب بصورة ممجوجة من إنه کان يدافع عن حقوق الانسان، فإن عليه أن يتجهز منذ الان للوقوف أمام من يطالبونه بحقوق 30 ألف ضحية شارك بتصفيتهم بدم بارد!