لنفترض عدة حيثيات وأسباب لإعدام المواطن السعودي الشيخ النمر حتى نقيّم ردة فعل المتباكين عليه في العراق وإيران , فلو فرضنا أنه أعدم لمجرد التعبير عن رأيه واعتقاده ومعارضته للأسرة الحاكمة أو أنه اتهم بتهم إرهابية كيدية أو أنه تم توريطه من إيران بالقيام بعمليات مسلحة أعطت المبرر للسعودية بالخلاص منه , ومها كان أي افتراض صادق واقعاً فانه يصح لكشف الازدواجية والقسمة الضيّزى للمستنكرين والرافضين والمتباكين على إعدام الشيخ النمر من مرجعية ومؤسسة دينية وأحزاب وجهات ومنظمات وفصائل وساسة في العراق وإيران وتصعيدهم للنفس الطائفي وتوظيفه لعمليات على الأرض بحق مساجد وسفارات وأشخاص ومناطق وإقامة مجالس عزاء وتأبين ورثاء تمدح الشيخ النمر وتذم وتلعن وتنتقد من حكم عليه بالإعدام وتصفهم بالظالمين والمجرمين وأعداء الإنسانية والإسلام وأعداء الحرية وبؤرة الفتنة والطائفية معتبرين ذلك وصمة عار !! ورحم الله الشاعر الذي عظّم العار على من ينهي عن خلق ويأتي بمثله (لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ….. عارٌ عليك إذا فعلت عظيم ) وهنا نقول لهؤلاء جميعاً كم من علماء ورجال دين وطلبة علم حكمتم عليهم بالقتل والتعذيب والسجن والتمثيل والحرق والسحل بالشوارع لمجرد التعبير عن رأيهم وجريمة كربلاء شاهدة ! وكم مثلهم ومن غيرهم من عوام الشعب العراقي الأبرياء دُبرت عليهم تهم كيدية على مرأى ومسمع ورضا وإمضاء منكم زجوا في السجون أو نفذ بهم الإعدام سواء أكانوا من الشيعة أم من السنة !! ونفس الكلام يقال ويثبت في إيران والأحواز العربية شاهدة على جرائم القتل والاعتقال والتعذيب وحملة الإعدامات بحق أبناءها من قبل حكومة إيران وملاليها المتباكون على النمر لمجرد التعبير عن رأيهم ومطالبتهم بالحرية والكرامة والخلاص من الظلم والذل والاضطهاد ! ففعلكم هذا وتناقضكم تلعنون أنفسكم بأنفسكم وتصفونها بنفس أوصاف من أعدم الشيخ النمر بالظالمين والمجرمين وأعداء الإنسانية والإسلام وأعداء الحرية وبؤرة الفتنة والطائفية معتبرين ذلك (وصمة عار…) مع أن العار عليكم أعظم !! ومع كل ذلك وما يؤيد قولنا أعلاه أنه لم يصدر لا ظاهراً ولا حقيقة لا بالسر ولا بالعلن أبداً أي ردة فعل أو شجب أو استنكار أو تظاهر أو دعوة للتظاهر أو بكاء أو تباكي ولا في خطبة جمعة ولا في درس ولا مجلس أو فضائية ضد
الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية بحق الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب في العرق وسوريا الذين تُمزق أشلائهم بالبراميل المتفجرة والمفخخات أو يموتون جوعاً وبرداً في البراري بعد نزوحهم وتهجيرهم قهراً وظلماً لا ذنب لهم ولا جريمة تذكر !! فأين المواقف أين التباكي ولو كذباً ! أين الإنسانية والحرية التي تتباكون عليها بحق مواطن سعودي لا يذكر له موقف واحد للعراق وشعبه أليست هذه ازدواجية وكيل بمكيالين التي هي من أوضح وأجلى صفات المنافقين ! ونستذكر هنا رأي المرجع العراقي العربي السيد الصرخي بخصوص هذا الشأن الذي قال فيه (لا أعرف أصل وخلفية القضية التي حوكم بسببها ونفذ عليه حكم الإعدام، ولكن مهما كان ذلك فلا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي أو إنساني أو تاريخي أو قانوني يبرّر اهتمامهم وتفاعلهم وتحشيدهم وتأجيجهم الفتن في مقابل المواقف المخزية والصمت القاتل الذليل من الجميع إزاء ما وقع ويقع على أهلنا وأعزائنا رجال الدين العلماء من السنة والشيعة من خطف وقتل وتمثيل وحرق وسحل ورقص على جثث الأموات الشهداء، وتبقى مجزرة كربلاء وما حصل على طلبتنا وفضلائنا شاخصة وصمة عار في الدنيا والآخرة على جبين وفي صحائف أعمال عمائم السوء ومراجع الطائفية والإجرام وصحائف كل من أجرم وأمضى أو رضي بالجرائم التي وقعت على العراقيين في كل العراق …. ويسجل أن النمر “ليس من مواطني العراق، ولا من مواطني إيران، وثَبَتَ أنه لم يصدر منه أي موقف لصالح العراق وشعبه المظلوم، وهنا تحصل المفاجأة والاستغراب الشديد عند عموم العراقيين من ردود الفعل الكبيرة المتشنِّجة العنيفة من سياسيي العراق وحكومته وقادة الحرب فيه والمراجع والرموز الدينية حتى الأعجمية، في الوقت الذي لم نجد منهم أي رد فعل لما وقع ويقع على الشعب العراقي من حيف وظلم وقبح وفساد وما حصل على الملايين منهم من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين وأرامل ويتامى ومرضى وفقراء، كما أننا لم نجد منهم أي ردّ فعل لما وقع ويقع على شعبنا السوري العزيز من تمزيق وتشريد وتهجير وقتل وتدمير؟) وفي الخاتمة نوجه سؤالاً لهؤلاء ..ماذا سيكون موقفكم ومع من وضد من بعد انهيار إيران المتوقع قريباً ؟!