22 ديسمبر، 2024 8:57 م

العائلة المشعانية لابد ان تصمت

العائلة المشعانية لابد ان تصمت

ليس مهماً أن يفقد الشخص منهم مصداقيته، ولا كرامته وتقدير الناس له، فالمهم عندهم التمتع بالمناصب، ومن الطبيعي ان يتاجر السياسي الفاشل بكل ما يستطيع المتاجرة به، ومن الوارد ان يهاتر ويزايد، وممكن ان يغير ارائه او بعضاً منها، تماشياً مع مصلحته السياسية، وحتى أنه يقال؛ في السياسة كل امر وارد، وهذه الامور موجودة في جميع العمليات السياسية في العالم والتاريخ.
إلا ان ما نتكلم عنه، هو امر عجيب ونادر، فنحن نتحدث عن شخص عرف بعدم ثبات مواقفه وارائه، ودوماً نجده يناقض نفسه تماماً، وبين حين واخر، نراه في طرف مختلف تماماً عن الذي كان فيه بالسابق، حتى انه حطم الرقم القياسي في التقلبات السياسية والفكرية، وعدم الثبات على موقف او رأي محدد، حتى صار أضحوكة يستهزء بها الكثير!
مشعان الجبوري، يعرفه العديد من العراقيين، ولا يستطيع أحد منهم ان ينفي تلك الصفات عنه، او ينتزعها منه، فالجميع شاهداً على ماكان يقوله ويقوم به، ومايفعله الان، فقد عرف في بداية ظهوره، بالسني المتعصب، المعارض للحكومة الجديدة، الممجد والمدافع للطاغي صدام، والمعادي للشيعة والمحرض عليهم، والمهاجم للحكومة “الصفوية” كما كان يسميها، وعرف من خلال ظهوره على قناته السابقة “الزوراء” والتي كان يشجع من خلالها على القتل ويحرض على الطائفية، حتى انه كان يخاطب القاعدة بصيغة الاخوة!
والجميع كان يعتبر الجبوري ارهابياً مجرماً، لا بد من محاكمته، على مايقوله ويفعله، الا ان المفاجأة كانت بالعفو عنه، و وهبه مقعداً في الحكومة العراقية، وفجأةً صار متملقاً للشيعة والحكومة، ناقماً على السنة، كارهاً للبعث، معارضاً لازلامه، وبعد كل الذي جرى صار الجبوري في نظر البعض، بطلاً وطنياً، بعد ان كان بنظرهم ارهابياً طائفياً.
ما استفزني حقاً، ودفعني لكتابة المقال، هو ظهور ابنه “يزن” على احدى القنوات العراقية، وماصرح به عليها، مقابل ضيف آخر، وهم على مشاكل واختلافات سياسية، والمستفز كلامه في هذا اللقاء، يزن جلس يتكلم بصوت عال، ولسان عوج، متبجحاً بقول انه سيدخل الانتخابات وينتصر بدمه، مدعياً انه مقاتل يضحي في سبيل الوطن!
ومن تابع اللقاء، وشاهد طريقة كلام هذا الجاهل، سيوافقني على ان كلامه كان متاجرةً بدماء الشهداء، متاجرة يحاول ان ينتصر بها سياسياً، الا ان سذاجته فضحته، فعدم تمكنه جعل كذبه واضحاً، وما حدث امر لا يُغتفر، ففي الوقت الذي يقدم ابناء الوطن الاصلاء ارواحهم فداءاً له، يخرج شخصاً تافهاً كهذا ليستغل اسمهم، ولستُ أُحمل المسؤولية، الا لمن عين هذا بمنصب مهم في قوة وطنية بطلة، فمن المفروض ان لا يُمثل الحشد سوى الشرفاء!
يزن مشعان الجبوري؛ أنموذجاً عن الشخص التافه المستغل لتضحيات المجاهدين، ودماء الشهداء، وقد حذرنا كثيراً من هذه المتاجرات، ومن أمثال هؤلاء، فمن مهازل الزمن؛ ان يُسمى منافقاً كهذا، قيادياً، وما يزيد من المهزلة انه يود ان يرشح نفسه بالانتخابات، أما المؤلم حقاً، فهو أن ينتخب المواطنون شخصاً كهذا، فإن حدث، فهذا يعني ان ازمة الوعي عند الشعب كبيرة!
على العموم، لا بد ان تتخذ اجراءات صارمة تجاه كل متاجر ومنافق، ولا بد ان يكون هناك رداً شعبياً وطنياً على ما يحدث، وهذا “يزن” لا يعتبر الا واحداً من هؤلاء المنافقين، والنفاق ليس غريباً على هذه العائلة.