23 ديسمبر، 2024 11:53 ص

العائلة التيموريه … شخصيات كردية صنعت التاريخ

العائلة التيموريه … شخصيات كردية صنعت التاريخ

استاذه سروه عثمان مصطفي الاديبة الكردية
د.محمد فتحي عبد العال كاتب وباحث مصري

كانت البداية مع محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة و الذي اعتلي كرسي الحكم في مصر عام ١٨٠٥ ولان اصول محمد علي كردية من ديار بكر كما اعترف الامير محمد علي ولي العهد في حديث لعباس العقاد نشر بالمصور عام ١٩٤٩ فقد كان طبيعيا ان يضم محمد علي الكبير الي جيشه عناصر كرديه موالية له فضم محمد الكاشف بن علي الكردي الاصل برتبة كاشف والذي تلقب بتيمور وهو لفظ تركي بمعني الحديد وذلك لصلابته وشدة مراسه والذي قدم محملا بثقافة بلاده فكان مجيدا للغة الكردية والفارسية والتركية بالاضافة الي مهاراته العسكرية فشارك في حروب محمد علي باشا التوسعية كما اعتلي مناصبا ادراية فأصبح محافظا للمدينة المنورة ثم مديرا للشرقية ثم خلفه ابنه اسماعيل رشدي باشا في اعتلاء المناصب في عهدي الوالي سعيد باشا ثم الخديو اسماعيل حيث اصبح رئيس القلم الافرنجي الديوان الخديوي كما تقلد رئاسة دائرة الامير محمد توفيق ولي العهد فأنعم عليه برتبة ميرميران والتي تمنح صاحبها لقب الباشا وهو منصب رفيع والذي أصبح ابناءه فيما بعد اعمدة للادب العربي في العصر الحديث وهم عائشة عصمت التيموريه وأحمد تيمور …
عني اسماعيل باشا بتنشئة ابنته حيث احضر لها استاذين احدهما لتعليم اللغة الفارسية والاخر للغة العربية حتي اتقنت علوم الصرف والنحو والعروض وبرعت في الشعر مما اهلها بعد ذلك في تحمل مسؤولية تعليم اخيها احمد تيمور حيث توفي والدها وعمر أخيها الشهرين وقد رثته بقصيدتين تركيتين منقوشتين علي قبره وهما تدلان علي احاطتها البارعة بالادب والشعر التركي …
كان لعائشة ديوان باللغة العربية هو حلية الطراز ومجموعة قصصيه هي نتائج الاحوال في الاقوال والافعال ورواية بعنوان اللقا بعد الشتات…
اشتهرت عائشة بقصيدتها :
بيد العفاف أصون عز حجابي
وبعصمتي أسمو علي أترابي..
ولقد نظمت الشعر شيمة معشر
قبلي ذوات الخدر والأحساب
عوذت من فكري فنون بلاغتي
بتيمية غراء وحرز حجاب
ما ساءني خدري وعقد عصابتي
وطراز ثوبي واعتزاز رحابي
وكان لعائشة موقفا متحفظا تجاه دعوات قاسم امين انذاك الداعية الي تحرير المرأة وفي المقابل دعت الرجال الي الاخذ بحقهم في الزعامة والقوامة علي المرأة دون تفريط في واجبهم نحو المرأة من الرعاية والتكريم..
كان فقد عائشة لابنتها توحيدة أثرا شديدا في انتهاء مسيرتها الادبية والشعرية فقد ظلت سبع سنوات ترثيها ومنها قصيدة : بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي . حتي اصيبت بالرمد وضعف بصرها حتي توفيت…

ومن عائشة لاخيها احمد تيمور نمضي فقد تعلم احمد تيمور في مدرسة مارسيل الفرنسية كما تعلم في الوقت نفسه العلوم العربية والاسلامية
اصبح احمد تيمور عضوا بالمجمع العلمي العربي بدمشق وعضوا بالمجلس الاعلي لدار الكتب
جمع احمد تيمور ثروة ضخمة من المخطوطات النادرة تقدر بالالاف وقد فهرس تيمور مكتبته الضخمه بنفسه فجعل لكل فن فهرسا خاصا ..
وكأن الحزن رفيقا للاسرة التيموريه حيث فجع احمد تيمور بوفاة ابنه محمد فخارت قواه واصبح فريسة للازمات القلبية والتي انتهت بوفاته تاركا مكتبته الموجودة بدار الكتب العامة كما تشكلت لجنة لنشر مؤلفاته …
ومن كتبه :التصوير عند العرب -نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الاربعة -تصحيح لسان العرب – الاثار النبوية- ذيل طبقات الاطباء -قاموس الكلمات العامية – معجم الفوائد -أعيان القرن الرابع عشر -تراجم المهندسين العرب وغيرها
وللحديث بقية
المصادر والمراجع
1- الرسالة العونية في أنساب الأسرة التيمورية
أ. د. عماد عبدالسلام رؤوف -شبكة الالوكة
2-الويكبيديا عائشة التيموريه, احمد تيمور