23 ديسمبر، 2024 4:21 ص

الظلم…. لو دام دمر…..!!!

الظلم…. لو دام دمر…..!!!

(( أن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون….))
هاهو الظلم بيننا دام ودمر …هذه الآفة البشرية النهمة البشعة التي أكلت الأخضر واليابس وضربت الحابل والنابل وداست على كل شيء وهي تعبث وتخرب حيوات الشعوب وتضج بعوالمها.وتصخب بسكونها ..وقد أصبحت شارة ولغة وصفة متداولة في زماننا هذا وبلادنا الجريحة التي لا تستحق والله كل هذا الظلم والعناء التخريب.والانهيار…..ولا نريد ان نزيد في مقدمة حديثنا عن هذا الكابوس الذي جشم على صدورنا جميعا وابتلى شعبنا به بعد احتلاله البغيض …..وانعكاساته في النفوس المريضة .وزرعه في القلوب الحجرية ((وان من الحجارة لما يشقق فيخرج منه الماء))….وعندما نذكره عبر تأريخنا وثقافتنا بكل أبعادها فترفضه أخلاقنا وقيمنا وعرفنا….وديننا العظيم .

فالقرآن الذي انزله الله على صدر رسولنا الكريم الأمين رحمة للعالمين يذكرنا بالظلم وينبذه ويحذرنا من تفشيه وينذرنا من أتباعه او أتباع الظالمين المتجبرين وبالمقابل يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويقفون بوجه الظلم والظالمين وهم كثر ويعطينا من خلالهم الدروس والعبر ومن قصص القرآن الكريم في الظلم البشري ويعظنا ويعلمنا ليمنحنا الحكمة والدرس البليغ من تلك القصص …وأذ يؤكد لنا جميعا حين يكرر لنا صراحة ….((وان الله لا يحب الظالمين ….))…..أجل ….((ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون …))….وما الى ذلك من تنزيله جل جلاله ….

والرسول الكريم في الحديث الشريف ((الظلم ظلمات يوم القيامة…))….والقرآن بيننا في كل مكان وأمام أعيننا نقرؤه ونسمعه في كل مكان نرتاده اذ لا يخلو بيت مسلم منه ولا تلفاز والفضائيات الأسلامية والمواقع الدينية منها تبثه قراءة وشرحا خلال برامجها الكثيرة وكذلك آحاديث المصطفى ((ص))…اضافة الى الكتب والمجلات الدينية والمدارس والجامعات والجوامع والمساجد والحسينيات والمراقد …وما الى ذلك من مجال وبحث ورؤية وتفسير

ونحن امة أقرأ….. ولا اريد ان اطيل والقرآن والسنة النبوية بأحاديث رسولنا الكريم ((ص)) وتراث آله وأئمته الطاهرين …واصحابه الميامين تغني المتتبعين واصحاب العقول االنيرة و القلوب المحبه للحق والعدل والأنصاف وهي كثيرة والحمد لله ….اذ انزل الله كتابه وله حافظ انشاء الله ….

ونشاهده هذه الايام ونرصد الظلم في انفسنا وقد ظلمنا انفسنا واعتدينا عليها ولم نعطها حقها ..واعنا الظالمين بظلمهم وسكتنا عنه ونحن نراه بأم أعيننا والوسائل متاحة لنا بل سهلة جدا …. وتوارينا وخفنا واتخذنا اضعف ايماننا …وها نحن نعيش حالة الانهيار والتردي والفوضى في بلادنا ….بين غموض مستقبل أجيالنا القادمة وانكسارنا وشيوع كل أشكال الفساد وتفشي المحسوبية والمنسوبية والعشائرية والرشوة والتزوير وانتشار الظواهر المرضية والعبثية والقتل على الهوية والتفجيرات اليومية وتردي وضعنا الامني ودخول الارهاب والذي أدى بنا أن نفقد أكثر من ثلث اراضي بلادنا ….ونحن دولة دستورها الاسلام الذي ينبذ الظلم ويرفض الفحشاء والمنكر والبغي …ونقرأعن العدل الذي هو اساس الملك …والحق في العدل وهو من اسماء الله الحسنى ….((ولايزيد الظالمين الا خسارا…..))…

ورحم الله فناننا العبقري ((عزيز علي )) الذي جسد ما نقول ….و هو الغني عن التعريف بتصديه للظلم والظالمين خلال مراحل حياته وبأسلوبه الجذاب الجميل في ((المنلوج )) العراقي الذي مزج التأليف والتلحين والأداء العظيم المؤثر ليبقى أنجازه الذي بقي شاخصا لنا ابد الدهر وقد عبر أو حارب بطريقته هذه الآفه الخبيثة ووقف بوجه كل المظاهر السلبية أنذاك ليقول مأثورته التي يرددها القاصي والداني عبركل الأجيال …….

((الظلم لو دام مر ……يحرك اليابس والأخضر ….واللي مايصدك غبي ….))….