19 ديسمبر، 2024 2:48 ص

الظلام يحتضن العراق !

الظلام يحتضن العراق !

الشمس أجمل في بلادي من سواها ، و الظلام
حتى الظلام – هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
العلم نور والجهل ظلام والظلام يحتضن العراق ؟
الظلام يحتضن وطن بأكمله
لا ادري كيف السياب وضع العراق في حضن الظلام ويقول أجمل! !
والله هذه من أصعب ما يكون
كيف لا ؟ والظلام بمعنى الظلم بمعنى الشر والقتل والدماروالعدم كل تلك المفردات تعني على اقل تقدير الظلام والعراق في الاحضان …
الحضن الرعاية والاهتمام والحنان
أ لم تشبع يا عراق من حضن الظلام؟
غناك تحول إلى الفاسدين واللصوص ؟
والفقراء والبسطاء يموتون بسُم شطآنك وانهارك أليس فيك الفرات ؟ !
الاشجار والنخيل جذوع خاوية؟
الطيور المهاجرة لن تمر بك بعد هذا الاحتضان ؟
أ يأس وقنوط من السياب عندما رمى العراق في احضان الظلام ؟! اونبوءة السياب قد تحققت ؟!
السياب لم يقصد المعنى السطحي للظلام ابدا فقد كان يمر بحالة سيئة عندما كتب قصيدة “غريب على الخليج” أثناء المرض سمع صديقه الكويتي الشاعر علي السبتي بذلك فطلب دخوله وعلاجه في الكويت عسى ان ينال اهتمام ورعاية اكبر وأفضل ..وهذا ما حصل لكن المرض والقدر كان اسرع وجاء بجنازته ودفنه الى مقبرة الحسن البصري في الزبير …
اصبح عند السياب الامر واحد الموت والحياة و النور والظلام
قال المتنبي
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره
اذا استوت عنده الانوار والظلم
السياب
يفضل الموت ولا كلمة خطية !
يقول في القصيدة نفسها
بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو ( خطيّة)
و الموت أهون من خطّية
من ذلك الإشفاق تعصره العيون الأجنبية
قطرات ماء ..معدنيّة
فلتنطفي، يا أنت ، يا قطرات ، يا دم ، يا .. نقود
يا ريح ، يا إبرا تخيط لي الشراع ، متى أعود
إلى العراق ؟ متى أعود ؟
يقصد بالعودة الموت !!! وهذا ما وقع فعلاً .
للسبتي اشعار تدل على تأثره بالسياب منها :
قصيدة “مدينةناسها بشر”
نهارها كليلها ظلمة
حتى النجوم فيها عتمة
……
اودُ يا مدينتي لو اجمع الحجر
وآمر القدر
فيغسل المدينة
التي احبها
من البشر
….
ازمتنا الحقيقية أزمة بشر لا موارد ولا تخطيط ولا ادارة ولا شيعة ولا سنة ولا كرد ولا عرب.

أحدث المقالات

أحدث المقالات