زار ولي ولي عهد السعودية الأمير محمد بن خادم الحرمين الملك سلمان الــ سعود روسيا بعد أن ضمن ما يريد ودفع لهم ما يريدون،ففي هذه الزيارة هناك ظاهر وهو المعلن للعلن من صفقات مختلفة منها في مجال الطاقة النووية وبناء 16 موقع نووي والمجال العسكري والنفطي والأسكان والغاز والاستثمار التجاري،وهذا المعلن كما اسلفنت .
الغير معلن وهو المهم من السطور،فالرجل الثالث السعودي(محمد بن سلمان )الذي زار روسيا وكان باستقباله بوتين شخصيا لم تكن الزيارة سوى حدث تاريخي بالنسبة للبلدين،اميركا دفعت السعودية لزيارة روسيا والتفاوض معها على نقاط مهمة جداً وهي(بشار الأسد)فالسعودية ايقنت أن بشار الأسد هو(العقدة الكبيرة في الشرق الأوسط)وعندما تحل هذه العقدة سوف تحل كل العقد تدريجياً بدون جهد ،كما إنها تطمح لإسقاط حزب الله بطريقة تجعله حزب جامد في جنوب لبنان يتكلم زعيمهم في الخطب الوطنية بالتحرير وفلسطين حرة وسنمسح إسرائيل قريبا وبعون الله وفي الختام صل على محمد والـــ محمد .
تعتقد السعودية أن الأسد هو حجر عثرة في طريق القضاء على العدو الكبير بالنسبة لها(إيران)فهي تخشى التمدد الإيراني أن يصل لحدودها ولهذا نراها اشترت ساسة عراقيين سنه وشيعة بهدف ضمان وجودها،فالأسد يشكل المنصة الإيرانية بالمنطقة حسب رأي السعودية،الفكرة بالنسبة للسعودية هي فكرة بقاء مذهب ولكنها تتكلم عن العروبة،نفس المعادلة هنا فالفكرة بالنسبة لإيران هو التوسع الجغرافي ولكنها تتكلم بنصرة المذهب،اختلف الطرفان بالظاهر ولكن بالمحصلة هم يسعون أما للتوسع كما هي الإيران وأما للحفاظ على المكتسبات وبقاء العائلة المالكة ومذهبها كما هي السعودية.
لم يكن موقع ويكيليكس عنما نشر بعض الوئائق كان النشر اعتباطياً بدون تنسيق مع السعودية وبعلم اميركا،فموقع ويكيليس هو واجهة(غير منظورة)لجهاز المخابرات الأميركية.سيقول أحدكم وكيف وهو ينشر بين حين وآخر فضائح تفضح حتى دوائر الأمن القومي الأميركي؟نقول نعم هكذا هم يعملون،فالمعلومة التي يعتقدون أنها انتهت وأصبحت من وجهة نظرهم بلا فائدة يتم تسريبها إلى ويكيليكس لتنشرها حتى نعتقد نحن المتابعون للمواقع الكاشفة بصدق الموقع،على سبيل المثال لو عرفنا أن آخر وثائق نشرت عن الخارجية السعودية وصل عدد القراء في كل العالم وخلال 72 ساعة فقط إلى أكثر من 26مليون قارىء.
فلو أخدنا آثار نشرهم لبعض الأسماء العراقية فنقول نحن هؤلاء بالنسبة للسعودية لا قيمة لهم فهم مجرد(عملاء قذرين)ولكن هناك عملاء لحد الآن لهم مكانة مرموقة في السعودية وهم ساسة عراقيون لم يتم الكشف عنهم،هذا يعني أن من ظهر اسمه مجرد مرتزق ذليل يتحرك كالكلب وراء سيده وفي أي لحظة بالامكان رميه بالحجر وطرده،أما كبار العملاء فهم بالحفظ والصون.
السعودية ربحت بهذا النشر أكثر مما خسرت فهي جعلت الشك والقلق في كل الأوساط وأوصلت رسالة تقول “أنا اشتري الكل ” ولي مكانة في كل مكان رغماً عن أنوف المعارضين وهذا جانب،أما الجانب الآخر فهي تسليط الضوء على حدث الوثائق ليتم نسيان موجبات وأسباب الزيارة إلى روسيا .
ملخص السطور تكمن في السطور أدناه:وهي أن الأسد لا يستطيع أن يتخطى هذا العام مطلقاً وسيكون على الأكثر لاجئ في روسيا،السعودية تستطيع شراء ذمم الكل سواء كانوا من مذهبها أو من أحباب إيران،لا وجود لقيم أخلاقية عند الساسة بكل اصنافهم والوانهم،السفارات السعودية جاهزة لإستقبال أي سياسي يخدم المملكة،أميركا قادرة على أختراق غرف نوم الساسة أجمع،السنة في العراق هم خط الصد الأول للسعودية،مشروع إيران إلى الزوال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص:يتفاخر السياسي العراقي بالعمالة لدولة من مذهبه ولكنه يخجل من العمالة لدولة تختلف معه بالمذهب وهنا فعلا القباحة في أوج عظمتها .