8 أبريل، 2024 6:24 ص
Search
Close this search box.

الطيور لا تعرف الكذب

Facebook
Twitter
LinkedIn

أن المثقف والكاتب والفنان والأديب الحقيقي الصادق مع نفسه وشعبه والقيم التي يستمدها من هموم الواقع ومجتمعه ومعاناته ويحمل أوزار متاعب شعبه على كاهله ويشحذ أفكاره من آلام الشارع كي يترجمها إما على ورقة أو صحيفة أو لسانه وهو يحترق من داخله ويعتصر ألما على ما يكتبه أو يجول في خاطره من خلال نقل كل الحقائق والمشاكل والهموم بأمانة وإخلاص بعيدا عن الكذب وتلفيق الحقائق وتشويشها والمحاباة لأي طرف سوى ضميره وفكره الذي يقوده في عمله وهو ما تربى عليه في الواقعية في طرح مواضيع في ما يدور من حوله في المجتمع وهذا الجهد المضني الذي يحمله الكاتب والأديب لا يحس به إلا صاحبه أو العارف به أو القريب منه فالأديب والكاتب ليس له سوى القلم والفكر والضمير وهذا الثالوث يترجمه كلمات على القرطاس فقط ليوصل إلى الناس بهذه الطريقة فقط ليس غيرها وبأسلوب حضاري متبع عليه بعيدا عن الوصولية والرغبات الشخصية والمنافع لا يعرف الكذب والزيغ عن الحقيقة كالطيور التي تغرد لما تملك من الصوت الجميل الذي يطرب الطبيعة لا تعرف الكذب في حياتها تعيش على السلم والحب والتعايش السلمي فيما بينها وفي مجتمعها فأدبائنا ومثقفينا هم الطيور في سماء مجتمعنا لا يعرفون سوى الكلمة الطيبة الصادقة الصافية التي تنقل الحقيقة للغير من غير تزييف وهذا قد يغيض البعض من المنتفعين من الحاقدين والحاسدين الذين لا يحبون الحياة أن تستمر بجمالها كالذين لا يحبون تغريد الطيور في الطبيعة ويحاولون قطع كل الأغصان من أشجار بساتين بلادنا وقتل طيورها وتهجيرها أو إسكاتها أحيانا ليخلو لهم الجو أو تهجيرها لتعشش بدلها الغربان وتتحول بساتيننا إلى غابة موحشة ليس فيها إلا الوحوش الضارية التي تنهش بعضها البعض وتعيش على متناقضات المجتمع الواحد لذا علينا المحافظة على جمال وروعة حدائقنا الغناء بطيورها الوديعة لتزيد جمال حياتنا من خلال تغريدها الرائع وجمال روحها وكلماتها التي تطرب المسامع وتزيل همومنا المتراكمة ككتابنا ومثقفينا الذين يحدوا بهم الأمل في تشخيص مواقع الخلل في واقعنا وتغيره بالكلمة الصادقة الحقيقة وبالحس المرهف الوديع الذي تمتلكه هذه الفئة من المجتمع والذي تربى عليه في بلدنا

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب