23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

بعدَ أنْ مُلِئتْ نفوسُنا وعقولُنا بالضباب بسبب ( ظلمة ) التناحرات والمناكفات السياسية بين الفرقاء من خلال ما نسمعه ونشاهده هنا وهناك من احاديث وحوارات مقيتة من قبل البعض والتي تدعو علانيةً ومابين السطور الى التفرقة والعنف والأنقسام خاصة في هذا الظرف الصعب الذي يُسَطّر فيه أبطالنا الأشاوس من ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي المقدس أروع ملاحم البطولة والتضحيات من اجل تحرير وتطهير كل شبر دنّسه البهائم من الدواعش الذين جاءوا من كل حدبٍ وصوب فحرقوا ودمّروا واستباحوا الحرمات ، في هذه الظروف التي هي بأمسّ الحاجة الى التلاحم وتوحيد الكلمة والخطاب تظهر بعض الأطراف لتأجيج الموقف والتقليل من حجم الأنتصارات والدماء الطاهرة وذلك من خلال خطابها المتطرف الذي ينمُّ عن اهداف تدعو الى الفتنة وتقسيم البلاد وتأجيج مشاعر الناس ، هذه الاطراف تظهر وهي تتباكى على المناطق التي دنسها الدواعش في الوقت الذي كان البعض منهم هم السبب بشكل او بآخر في ما حصل لتلك المناطق . والان وبعد ان اصبح تحرير الموصل ( قاب قوسين أو أدنى ) من النصر والتحرير ، شدَّ اولئك الاحزمة على البطون وأعدوا العدةَ لما بعد داعش من خلال سيناريوهات واجندات جديدة أُعِدَّتْ مسبقاً في الغرف المظلمة وآخر هذه السيناريوهات المؤتمر المزمع عقده في بغداد تحت مسمى ( طائفي ) والأنكى من ذلك ان قسما من الذين سيشاركون فيه مطلوبون للقضاء والعدالة . والسؤال المهم هنا لماذا لايصار الى عقد مؤتمر وطني عام يضم كافة المكونات والاطياف وتحت سقف واحد وتحت مسمى ( من اجل العراق ) ؟؟؟ مؤتمرٌ يكون الأعتدال فيه هو القاسم المشترك والدعوة الى التسامح بعيداً الاستبداد والتفرد واعتماد مبدأ الحوار والتروي والتعقل كمنهج واسلوب يبني ولايهدم من خلال مبدأ الوسطية ومقاومة الموروثات التي تدعو الى الانغلاق والتقوقع … وسطية تدعو الى مد جسور الثقة بين الجميع بعيدا عن النعرات الطائفية التي هي سبب البلاء وبعيدا عن كافة انواع التميّز الذي يُفسد على الانسان انسانيته وتدخله في حماقاتٍ لايجني منها سوى الأزمات ، ومايحصل الآن دليلٌ على ما أقول . كل شيئ ممكن لو استيقظ الضمير لدى السياسيين وان يدركوا حجم التحديات والمخاطر التي يمر بها البلد وكذلك المؤامرات التي تهدف الى تحويل العراق الى ساحة صراع دولية واقليمية ..
وأخيراً اقولُ وبملء الفم والألمُ يعتصرني ان ( البعض ) من السياسيين هم سبب البلاء والدماء والتناحرات لأنَّ
( طينتهم سوداء ) ، وصدق الشاعر الذي قال :
الطينةُ السوداءُ مِنْ لُؤْمِها …….. هيهاتْ تبْيَضُّ سجاياها