3 نوفمبر، 2024 3:17 م
Search
Close this search box.

الطيف العراقي

الطيف العراقي

الساعة الخامسة والنصف توجهت مع مجموعة من الاصدقاء الى شارع 52 في بغداد لمواساة عائلة لفقد عزيز لها. ارتدى بعضنا السواد احتراما ومراعاة وتقديراومشاركة لهذه العائلة الكريمة في مصابها. وعند وصولنا دار الفقيد استقبلنا اولاده بحفاوة بالغة وكرم منقطع النظير, ثم جلسنا والكل يعزي بطريقته الخاصة فالفقيد (ايزيدي) واصحابي كان بينهم المسيحي والمسلم والصابئي. وكان بينهم من جاء من شمالنا الحبيب ومنهم من جاء من البصرة وديالى والانبار ووجدت بينهم ابن الموصل وكركوك وصلاح الدين يجمعهم هدف واحد ومصاب واحد.حزنت كثيرا لرحيل هذا الرجل الرائع والذي جلست معه اياما وشهورا مناقشا ومحدثا وكان رحمه الله نبراسا وعلما وقلبا كبيرا, حاول تعليمي اللغة الروسية واللغة الكرديةوكنت اجيبه مبتسما,ابعد ان اشتعل الرأس شيبا تحاول تعليمي؟كان الرجل رحمه الله متفائلا وودودا ولكن ارادة الباري عز وجل اقوى من كل  شيء. رحل الرجل الى خالقه لكن رحيله جمع الطيف العراقي كله وكان البكاء بكاء على الفقيد وفرح بلم الشمل انها دموع حزن ودموع فرح باجتماع العراقيين في وحدة واحدة, انه بكاء وابتسامة.لقد سعى المخربون الى تجزئة وتشتيت هذا الشعب العظيم وفك اواصر الالفة والمحبة بين مكوناته وصرفوا المليارات من الدولارات على ذلك لكن سعيهم باء بالفشل وجهودهم الجوفاء ولد ت ميتة راكدة عفنة تزكم الانوف رائحتها وتأبى النفوس الابية تقبلها فخسر هؤلاء الاموال والسمعة وبقي الشعب العراقي وحدة متراصة وبقي الشعب العراقي كالجبال الشامخة لايهمها سود الريح او صفرها ولا تهمه ذئاب الليل حين هجومها فهو شعب الذرى وشعب المهمات الماحقات شعب الجبال الشاهقات.وهاهو الشعب العراقي لحمة واحدة في افراحه واتراحه لاتفرقه كل الوسائل الخبيثة ففي وفاة هذا الرجل وحدة لنا وفي وفاته جمع لنا ولم شملنا وفي وفاته شد لاواصرنا (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم).رحم الله امواتنا وشهداءنا الذين سبقونا ولبناء الوطن ولم الشمل ناشدونا ونحن على خطاهم سائرون يرعانا الرب الحنون الذي لاتغمض له عيون حين ينام الاخرون وهاهم العراقيون في الافراح والاتراح مجتمعون وبقلب واحد ينبضون بأذن من لاتدركه الابصار والعيون.

  [email protected]

أحدث المقالات