18 ديسمبر، 2024 8:41 م

الطيب ليس طيباً كما ظهر!

الطيب ليس طيباً كما ظهر!

“يا ايها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” آية 6 من سورة الحجرات.
عند صدور فتوى الجهاد الكفائي, كان كلام المرجعية واضحاً, حيث كانت الدعوة لكل العراقيين, القادرين على حمل السلاح, على أن تكون تحت راية العراق, فتشكلت السرايا والألوية الجهادية, لتبدأ صفحة تحرير المحافظات المغتصبة من داعش.
 إلا أن ذلك لم يرق للحاقدين والخونة لواجبهم الوطني, من بعض الساسة المنتمين لأحزابٍ داخلية, تدعي انها عراقية وطنية, وصولاً الى دول إقليمية, لا تفكر إلا بمصالحها, لتظهر هنا وهناك تصريحات مقيتة, هدفها اذكاء الفتنة, المشتعلة من سنين في العراق, والانتقاص من الحشد الشعبي المبارك.
إلا أن تصريحاٌ يقطر سماٌ, من قبل الشيخ أحمد الطيب مفتي  الأزهر, لم يكن متوقعاً, فقد وصف الحشد الشعبي, على أنهم “مليشيات شيعية متطرفة “, وبعبارة أخرى” انهم يرتكبون جرائم بربرية نكراء, في مناطق أهل السنة”! متناسياً ما قام به الدواعش بسكنة تلك المناطق, من تدمير لمراقد الانبياء والأولياء, إضافة إلى سفكهم الدماء البريئة.
فما هو سبب تلك التصريحات؟ هل هو حرص على أهل السنة؟ سيما وإن المرجعية  المباركة في النجف, وصفتهم بأنفسنا وليس بأخوتنا, أم هي الدولارات التي تم دفعها, من قبل دول الخليج؟ أو انه بتصريحاته المسمومة تلك, يغازل تنظيم داهش في مصر, كي لا يقوم بأعمال, مثيلة لما قام به بالعراق, فيسحب البساط من الأزهر.
أسئلة تدور في الذهن لا حصر لها, استنكرتها الأوساط السياسية العراقية الوطنية, فقد طالب السيد عمار الحكيم, الأزهر بتقديم التوضيح والاعتذار, كون الحشد يجمع عراقيين بكل مكوناتهم, وقامت الخارجية العراقية, بتسليم السفارة المصرية, مذكرة احتجاج رسمية, تُعبر عن الإزعاج, إزاء تلك التصريحات.
وقد أثار إعجابنا كعراقيين, كلام الشيخ  السني عدنان العاني, حيث قال: “لقد زرنا مرجعية النجف فوجدناها, أحنى على السنة مِنّا نحن علماء أهل السنة”, كما نوه الى أن رجال الحشد الشعبي, هم من حرروا المناطق المغتصبة, مما حَفَّز أبناء تلك المناطق للتطوع, جنباً لجنب دفاعاُ عن أراضيهم وأعراضهم, فمن شاء اتِّبع ومن شاء ضّل.
فهل بعد كلام العاني كلام؟ إنه صَوتٌ عراقي تَكَلم بصراحة, فوصف كلام شيخ الأزهر, بالصوت السعودي أصل الانحراف, فهل سيعتذر الأزهري عما قال, بحق العراقيين,؟ وهل يكفي اعتذاره بدون ذكر الأسباب الحقيقية التي دعته لذلك؟
لقد وضع أحمد الطيب, جرثومة على الجرح العراقي, وعليه إزالتها, وإلا فإنه لا يستحق أن يكون شيخاً مؤمناً, كونه لم يتمحص مما تم نقله إليه, فقام بعمل البهتان!!.