22 نوفمبر، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

الطواويس .. و(الشلعة) الى المنافي !

الطواويس .. و(الشلعة) الى المنافي !

لم تعد عمليات هروب الموقوفين المنظمة من السجون العراقية ، وبينهم او لنقل معظمهم إرهابيون خطرون محكومون بالاعدام ، مسألة لافتة وخبرا يشغل حيزا في نشرات الاخبار المحلية منها والعالمية وحتى ان ذكر فهو يأتي خجولا متوار دون ان يثير اهتمام أحد بعد ان غدا التردي المتواصل السمة الغالبة على الملف الامني فضلا على انعدام خبرة القائمين عليه وتفشي الفساد بين اوساط من يعتقد انهم حماة الوطن وهم (نايمين للظهر) او يغضون النظر بعد ان (قبضوا) مبالغ تعادل رواتبهم ( الحلال) لاكثر من 20 عاما ليس بينها سنة… كبيسة !
ولعل عمليات الهروب المنظم تلك أكثر مما يمكن عدّه أو إحصاؤه خلال السنوات الماضية ،الا ان  (أفضحها) كانت عملية الهروب الكبير لمئات الارهابيين من سجني ابي غريب والتاجي حيث يعتبر الاول واحدا من افضل السجون العراقية واكثرها تحصينا خاصة بعد ان صرف عليه الامريكان ملايين الدولارات من دم (الغلابة) العراقيين قبل ان يسلموه لوزارة العدل ، التي تجهل معنى اسمها وحقيقة مهامها ، والتي كان مقرها ذاته مسرحا لعملية اقتحام راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى بسبب ضعف الاجراءات الامنية فيها وانشغالها باعداد قوانين مثيرة للجدل والفرقة بين ابناء البلد الواحد ودون مسوغ خاصة في هذه الفترة العصيبة من تاريخ العراق و….(جيب ليل وأخذ عتابة )!
ورغم الاعلان بين فترة واخرى عن احباط مثل هذه العمليات الا انها تظل استثناءا ابطالها افراد (حليبهم طاهر) لم ينصاعوا لمغريات السحت الحرام والمال المغمس بدم الابرياء ، بل وربما بموقفهم الوطني هذا لقوا (جزاء سنمار) من قادتهم و رؤسائهم من حيث لايدرون حتى يكونوا عبرة لمن إعتبر من الشرفاء الاخرين الذين قد (تسوّل) لهم نفسهم لعب دور الوطني الشريف الذي اصبح من المعيبات… (بهل الوكت) !.
ولايمكن الجزم بان سجن ما قصيّ عن الاقتحام وتهريب سجناءه فالامر يمكن حدوثه في اي زمان ومكان بكل سهولة متى ماقرر (المحررون) ذلك كما يحدث كل مرة  ،وحتى لو وردت معلومات استخبارية بشان ذلك بفترة مناسبة ، فالموضوع لا يشغل حيّزا من تفكير معظم  قادة الاجهزة الامنية التي توجه جلّ اهتمامها لـ (التملين) من بيع المناصب الامنية للضباط مقابل (هبرات) محترمة من الدولارات يقوم المنتفع منها باستيفاء اضعاف اضعاف قيمة ما دفعه لشراء المنصب لاحقا من المواطن المغلوب على امره بشتى الطرق لعل اشهرها الدعاوى الكيدية المبتكرة بواسطة المخبر السري السيئ الصيت والحجة موجودة سلفا وهي 4 إرهاب و… كباب غنم خالص  !!
وداخل السجن يمكن لـ (الدفيعة) الحصول على اي شيئ والتمتع بكل مايرغبون به وكانهم في فندق 5 نجوم ومن البديهي ان يحتفظ معظمهم بموبايل خاص يديرون بواسطته شبكاتهم داخل وخارج السجن ومنها عمليات الهروب ( الناجحة) حتى لو كان هذا النجاح ….بـ(قرار) من ادارة المدرسة ..اقصد ادارة السجن ! !
 وصار من المالوف ان يرتدي معظم الهاربين زي رجال الشرطة او الجيش كما حدث في اخر عملية هروب جماعي من سجن العدالة في الكاظمية قبل ايام ، لان لهذه الاجهزة القصب المعلى في عراق اليوم وهم (الكل بالكلية) ويكفي ان ينفخ احدهم صدره ويقول في السيطرات بانه (منتسب) حتى تفتح له العارضات ليمر من بينها دون تفتيش وتمحيص كأنه طاووس( نافخ ريشه) فيما (ينصلب)الاخرون في ذات السيطرات قبل ان  يومى لهم بالذهاب للتفتيش ربما بسبب وجودعلبة (كلينكس) معطرة او (سن) محشو بالبلاتين او …بطل (جن) أبو الجسر !
ومن الغريب ان تباع أزياء رجال الشرطة والجيش في الاسواق دون حسيب او رقيب مما يسهل تهريبها لداخل السجون من قبل الحراس مقابل (حفنة) دولارات ستنفع في اليوم (الاسود) القريب ، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية نهاية نيسان المقبل والتي قد تطيح برؤوس وتأتي  بأخرى الامر الذي يستوجب حسابه وملء الجيوب استعداد (للشلعة) الى المنافي …. وكلنا في الهوا سوا !

أحدث المقالات