لا زالت وستستمر واقعة ألطف التي تفجرت فيها عناوين التضحية والفداء والإيثار والشجاعة وقد رسخها أتباع أبي عبد الله الحسين بأفضل تمثيل ليبرهنوا للعالم وكل الأجيال القادمة ان رفض الظلم والتصدي للجبروت المتغطرس، سيعطي للإنسان كرامة وتخليد وتمجيد له في الدنيا والآخرة وان كان ذلك يحتاج الى قوة قلب وترسيخ للقيم والمبادئ قولاً وفعلاً ، والنتيجة نراها اليوم حين تتوجه ملايين المسلمين الى تلك الأنفس الزكية العطرة والأماكن المقدسة التي جادت بأنفسها من أجل الإنسانية اولاً ومن أجل الدين الإسلامي وترسيخ مبادئه والحفاظ عليه من كيد الفاسدين ثانياً ، فنحن نحتاج الى نكون من الذين يسيرون على هذا الطريق ويمثلون ويقتدون بالأئمة الاطهار خير تمثيل في رفض الظلمة وعدم الانقياد لهم وأتباعهم وهذا ما ذهب اليه المحقق الاستاذ في محور كلامه في بيان “محطات في المسير إلى كربلاء” قائلاً:
((لنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي، الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات: هل تعلّمناها على نهج الحسين ( عليه السلام)؟ وهل عملنا بها وطبّقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار (عليهم السلام) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكلّ أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحقّ وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات؟ قال العلي القدير جلّت قدرته: }أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } التوبة / 16 .
فعلينا ان نتحمل المسؤولية الكبيرة التي أخذناها على عاتقنا وسلكنا في هذا الطريق الذي فيه النجاة والفوز برضا الله (جلت قدرته) مع الحفاظ على الثوابت وعدم الانجرار نحو مغريات الدنيا التي ستؤدي الى ترك هذا الخط الشريف الذي رسم بدم شهداء الطف الغيارى .