لا ندري كم سياسي مسؤول ،برلماني او حكومي ، شاهد ويشاهد منظراً صار مألوفا في تقاطعات وشوارع بغداد والمحافظات هو انتشار اطفال من كلا الجنسين وباعمار الزهور يمارسون التسول بانواعه سواء ببيع قناني الماء او المناديل الورقية او ( العلكة ) او حمل الة تنظيق بسيطة لغسل زجاج السيارات او مد اليد مباشرة .. كل ذلك تسول تمسح ماء الوجه غير ان اشدها وجعا قد يكون بمد اليد لكنها جميعا تبحث عن ما يمكن ان يستدر عطف الناس عليهم .. لا اظن ان احداً من سياسي الصدفة كلف نفسه بالنظر الى هؤلاء الاطفال فزجاج سيارته المضلل ربما يمنع عنه الرؤية ، كما انهم لايقرأون جيدا ولايسمعون فهم اشد ضرا من الانعام فهم صم بكم عمي فهم لايفقهون !! ولو كانوا عكس ما نقول لما وجدنا هذه الاعداد التي تتزايد من اطفال العراق المحرومين من ابسط حقوقهم في عيش كريم يضمن لهم مستقبل امن .. كثيرة هي القصص التي تروى عن سبب رمي هؤلاء الاطفال في الشوارع التي اعتدنا ان نسمعها كفقدان المعيل او مرض الوالد او الطلاق بعضها اكيد صحيح من دون ان نغفل ان هنالك عصابات متخصصة تسمى شركات تتولى مهمة توزيع المتسولين في التقاطعات نساء ورجال وهم يحملون الاطفال او بدونهم ، لكنها جميعا تؤشر تقصيرا كبيرا من قبل الجهات المتخصصة في حماية الاطفال بل ان المتسولين يمارسون عملهم امام انظار قوات الشرطة الموزعة في جميع التقاطعات تقريبا..
لن نتناول هنا ما يقوله المتخصصون في الطب النفسي عن الاخطار التي يتعرض لها هؤلاء الاطفال فهي معروفة لكننا نذكر فقط بابرزها وهو ان اجبار الاطفال على التسول يمسخ شخصيته ويحوله الى مجرم يمارس اشد انواع الجريمة خطرا فهو حانق وحاقد على مجتمع لم ينصفه ! لذا فان الشارع مصنع لانتاج ابرزادوات الجرائم وهم الاطفال ما يعني ان علينا جميعا كاعلام ومنظمات مجتمع مدني ان نبقى نحذر الحكومة من استمرار تجاهلها لحقوق الطفولة في العراق !
لانطمع ان يكون الطفل العراقي مثل غيره من اطفال دول العالم المتقدم او غيرها من دول الوفرة النفطية برغم ان هذا من ابسط الحقوق خاصة وان الله قد انعم على العراق من الثروات ما لاتعد ولا تحصى من بينها النفط غير انه سبحانه لحكمة او لاي سبب اخر حرمنا من التمتع بها كمواطنين بل ان سياسيي الصدفة بسبب فسادهم ولغايات خبيثة اجهزوا على بعض القطاعات الاقتصادية ودمروها كالزراعة والصناعة والسياحة بل انهم اجتهدوا على ابتداع كل الوسائل التي توفر لهم سرقة ما تبقى من ثرواتنا بما فيها النفطية ومع ذلك يطلع علينا منهم من يقول ومن دون خجل انهم ” ناضلوا ” و” جاهدوا ” من اجل عراق جديد !!
الطفولة في العراق بلا مستقبل بل في خطر ولا نظن ان احدا من المسؤولين يكترث فلا يبقى امامنا غير طريق واحد هو تصعيد المطالبة الشعبية بالتغيير ورفض المحاصصة واعادة الاعتبار لقيم وطنية حاول اهل الباطل تغييبها .. وان القوى الوطنية بجميع مسمياتها امام امتحان عسير فاما ان تكون شجاعة لقيادة المواطنين وكسب ثقتهم او ان تبقى في موقف ضعيف لتحكم عبى نفسها بالموت البطيء .