الطفولة في القانون العراقي هي الفترة العمرية التي يمر بها الإنسان من لحظة ولادته حتى بلوغه سن الثامنة عشر ، وهي الفترة التي تنمو فيها مواهب الإنسان وتتكون فيها شخصيته ، وهي ذات المدة الواجب إنسانيا أن تكون تحت رعاية العائلة والمجتمع ، وان تكون تحت قوانين الدولة في تهيئة هذا الإنسان لأن يكون عضوا نافعا في مجتمعه بعد أن يكون قد مر بسهولة ويسر بمراحل الدراسة وفي ظروف تمكنه من الانفتاح على العالم المحيط به ، ولهذه الأسباب تأخذ العائلة وهي ( المحيط الابتدائي للطفل) على عاتقها بفعل البنوة بيد هذا الطفل نحو بناء مستقبله ، غير أن الفقر في بلادنا يدفع بالكثير من العائلات العراقية نحو اختزال الطفولة بالعمل المبكر لهم بحثا عن لقمة العيش ، ولقد كان كل الحق مع من قال ،، تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام ،، والطفولة في العراق بعد الاحتلال الامريكي ونتيجة لنهب الثروات من قبل الحكومات المتعاقبة تتعرض للوأد ابتداءا من العائلة مرورا بالمحلة وصولا إلى العشيرة ، حيت التغافل والاستغلال البشع في الأعمال القاسية أو الوقوف عند مفترق الطرق وإشارات المرور والطفل يحمل قنينة الماء لو علبة المناديل الورقية ، يقابل هذا الجور الاجتماعي المكلف لفئة لا تعلم ابجديات الحياة حيث تخضع للعنف الأسري والعنف الاجتماعي اضافة الى الانتهاكات الجسدية والنفسية من كل الأطراف دون استثناء ، ناهيكم عن التشغيل القسري أو المأجور بأجور رمزية لا تشبع ولا تغني من جوع ، وبعدها تقف المدرسة بحالها البائس في مقدمة من يهمل الطفل وهو في السابعة من العمر وتدفعه لكره الدراسة والتعلم وتنسيه لحظات المتعة في الإقبال على حياة جديدة ، فالحكومات المتعاقبة أهملت التعليم وتركت المدارس تتأكل وتتأخر عن ركب التطور الذي يلحق بدور التعليم الابتدائي ، فلا زالت الكثير من المدارس بلا مرافق صحية وصفوها بلا رحلات مدرسية أو حتى سبورة تعليمية ، فالطفل بدلا من أن يجد صفا مبهجا ملونا يبعده عن كأبة غرفة نومه يجد صفا بائسا متسخا شبابيك نوافذه بلا زجاج مشرعة على الهواء القارص شتاءا أو القائض صيفا ، لذا صارت المدارس ،، عوامل طاردة ومجالات رحبة للتسرب ،
أن الطفولة برغم كل ما يقدم أو ما يحكى عن تعاستها في العراق ، لا زالت تعاني ما هو معمول في الخفاء من تسخير لها في المليشيات أو تدريبها على السلاح ويجعل منها الكبار أداة لا تعرف غير القتل والجريمة وتهريب الأموال والمخدرات والبشر ، أو أنها تقع تحت تأثير العشائر وشيوخها الذين صاروا قادة لجيوش تلك العشائر أو رؤساء لأركان مقاتليها لأغراض القتال البيني الذي تدرب فيه الطفولة لحمل أسلحة العشيرة في الدفاع عنها أو الاستيلاء على أموال الدولة أو أنابيب النفط الخام .
أن اليونيسيف ومن ورائها العالم بأكمله ينظر إلى العراق باعتباره في مقدمة البلدان القاسية جدا على الطفولة ، وان الكثيرين في هذا البلد مدعوون كل يوم لرفع الاصوات عاليا دفاعا عن هذه الطفولة البريئة وان نكتب كل يوم ناصحين الدولة ورجالاتها للإنتباه إلى اطفال العراق ،، لأن خسارة الطفولة تعني خسارة حقيقية لاتضاهيها خسارة ولا يتلافاها أي تعويض فالطفل المنحرف فاقد الاحلام قنبلة المستقبل التي لاتنام والحليم تكفيه إشارة الإبهام ……