اثبتت السنوات العشرة التي مضت في ظل الاوضاع السيئة لاهل العراق اليوم , انهم فقدوا تعاطف العالم بأسره وظهروا بمـظهر ينطوي على الكثير من الهمجية وقصر النظر والطفولة السياسية المحضة , بات من الصعب على الكثير من العراقيين ، وانا واحد منهم ، الظهور على شاشات الفضائيات ، العراقية و العربية و العالمية ، والحديث عن الجرائم الإيرانية والموضوعية التي كانوا يتحدثون بها قبل هذه الأحداث الوحشية والمؤسفة , فلم يخطر في بالنا أن نرى العراقيين يقذفون بآخر من الطائفتين حتى يلقي حتفه ، ولم نتصور في أي يوم من الأيام أن نشاهد أناسا ينقضون على مسؤول من الطرف الآخر بالكواتم ويقتلونه حيا ثم يسحلون جثته في الشوارع ويرمونه على قارعة الطرق ,ولم نتوقع في يوم من الايام ان تقدم حكومة الى اغلاق فضائية او تامر بالتشويش على بعض البرامج التي تنطق بالحق او اغلاق اذاعة او غلق صحيفة او سجن صحافي او اعلامي يبدي الراي في الوقت الحاضر او يكتب مقال او تقرير صحافي في عهد ديمقراطي كفلنا به الدستور المفخخ , أخلاق الإسلام وتعاليمه السمحاء لا تبيح اقتحام بيوت الطرف الآخر ونهبها ثم إحراقها ، والدوس وقذف بالأحذية على صور السياسيين وإغلاق جميع الإذاعات والصحف والفضائيات ، واقتحام دور اهل العراق والقتل على الهوية الطائفية ، وتصفية الخصوم جسديا ، وتجريد بعضهم من ملابسهم وأمرهم بالخروج عرايا ألا من ملابسهم الداخلية ، تماما مثلما فعل نعم هناك فئة فاسدة مرتبطة بالمشروعين الأمريكي والإيراني جاءت مع المحتل عام 2003 هيمنت على بعض الأجهزة الأمنية في بغداد وبقية مدن المحافظات الأخرى ، وارتكبت جرائم قتل ، ومارست الفساد المالي والأخلاقي في أبشع صوره ، ولكن هذا لا يعني ارتكاب جرائم وتجاوزات تفوق ما فعله هؤلاء وفي وضح النهار , في زمن هذه الغمة الفاسدة ظلت فضائيات وإذاعات فصائل الخبث الطائفي تمارس عملها دون إي انقطاع وكذلك محطات التلفزة أو معظمها ، وظهور المظاهرات والاعتصام وفي عدد من المحافظات العراقية لكن مع الآسف لم يتحقق لهؤلاء المتظاهرين أية حقوق ، ولكن الآن في زمن الشرعية الديمقراطية لم يتحقق شئ للعراقيين , وممارسة أبشع أنواع الإرهاب عبر شبكات الانترنت ضد كل من يختلف حتى في الهوامش مع الحكام الجدد فالشيء الوحيد المسموح به هو مباركة كل هذه التجاوزات ، ومدح أصحابها لأنهم خلصوا من الزمرة الفاسدة من حقنا ، نحن الذين وقفنا مع الحق ، وتصدينا لحكومة الفساد وبلطجيات القادة الجدد ، ورموز المشروعين الأمريكي والإيراني والتفريط بالحقوق والثوابت العراقية ، أن نقول رأينا في كل الممارسات الشاذة والمؤلمة التي تم فيه التشويش على البعض من البرامج في الفضائيات العراقية قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة , ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماما ، رغم إيماننا القاطع بأنه لا شرعية لأي حكومة أو حكم تحت بند الاحتلال اللعين ، ورغم قناعتنا الراسخة بان حكومة ارتكبت خطأ تاريخيا بدخولها عملية سياسية تحت الاحتلال بعد عام 2003، فلا ديمقراطية في ظل حراب المحتلين الأمريكي أولا والإيراني ثانيا , ما زالت هناك فرصة كبيرة للحوار لتطويق الموقف ، وتقليص الخسائر، وتخلف سياسي ، وسيطرة الأحقاد ، وغياب حكمومة بغداد يجب أن تكون ممتنة لما جرى في العراق اليوم من اجل فضح أكاذيب المسؤولين العراقيين ، هؤلاء هم من دعموا الديمقراطية الكذابة من اجل استخلاص العبر والنتائج التي تخصهم ،