من الطبيعي ان تتعرض الأم والعائلة بعد الولادة للمسة فرح كبيرة عندما تستقبل طفلاً جديدًا ولكن في الوقت نفسه، يجب الحذر من ألا تؤثر هذه المشاعر الصعبة سلبًا على الطفل في بعض الأحيان وقد تصاب الأم بالإحباط لوجود علائم بدنية او صحية ، من المهم أن تُزرع الثقة بالنفس عنده منذ بداية تربيته و منحه بعض السلطة والحرية في الاختيار في أموره الخاصة دون محاولة إجباره على أي خيار، ليقلل من عصيانه وغضبه، و يمكن استشارته بالطعام الذي يودّ تناوله، أو سؤاله عن القصة التي يفضّل سماعها قبل النوم وما إلى ذلك من الأمور البسيطة التي تمنحه فرصة لاتخاذ القرار و يختلف الأطفال في شخصياتهم وأطباعهم، ولكل طفل أسلوبه الخاص في التعبير عن أمرٍ ما، أو في ردود أفعاله على تصرفٍ ما، لذا يتوجب على الأهل منح الطفل الاهتمام الكافي للتعرّف على شخصية طفلهم والتعامل معه بالطريقة التي تتناسب مع طبعه.
تتطلّب التربية السليمة والصحيحة للطفل مجهوداً كبيراً من الأهل، فيمكن لاي تصرفٍ خاطئ منهم ولو كان بسيطاً أن يوثر على نفسية الطفل، ومن الممكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تتفاقم وتصاحبه مدى الحياة ويمكن لأي معاملة قاسية أن تسبب ضررًا جسديًّا ونفسيًا خطيراً له ولاشك أن اللحظات الأولى لولادة الطفل مهمة و لها تأثير هائل على مستقبله و نماء دماغه، وصحته، وسعادته، وقدرته على التعلم في المدرسة، وعلى رفاهه و بوسع دماغ الطفل أن يشكل أكثر من مليون رابطة عصبية جديدة في كل ثانية – وهو معدّل لن يتكرر أبداً لاحقاً في الحياة ولهذا فإن الغذاء والتحفيز والرعاية الصحيحة – أو طعام ولعب وحب – هي مسائل أساسية لنماء دماغ الطفل في الأيام الألف الأولى من الحياة،لا بد أن يعتمد الأطفال على البالغين للحصول على الرعاية والإرشاد اللذين يحتاجونهما لينموا حتى يصبحوا مستقلين. وفي الوضع المثالي، تقدم أسرة الطفل هذا الدعم، ولكن عندما يكون مقدمو الرعاية الأساسيون غير قادرين على تلبية احتياجات الطفل، يتوقف الأمر على الدولة كجهة مكلفة بالمسؤولية لأن تجد بديلاً يتماشى مع المصلحة الفضلى للطفل.
هناك ثمة تأثيرات قوية على الأطفال من جراء التحول في هيكل الأسرة، والعولمة، وتغير المناخ، وانتشار التقنيات الرقمية، والهجرة الجماعية، والتحولات في أنماط العمل، وتقلص شبكة الرفاه الاجتماعي في العديد من البلدان. ومن الممكن أن يكون تأثير هذه التغييرات مدمراً بصفة خاصة في أوضاع النزاعات المسلحة وغيرها من أوضاع الطوارئ.
اليونيسف لها الدور المرتكز المهم والأساسي في العالم تساعد في تعزيز القوانين والسياسات وتحسين الفهم بشأن الاتفاقية في جميع مستويات المجتمع، وفي إمكانها الوصول إلى أماكن لا يسع للمنظمات الأخرى الوصول إليها، وبالتالي فإنها تتمتع بموقع فريد لتحقيق فرق في حياة الأطفال. تسترشد باتفاقية حقوق الطفل وتسعى إلى ترسيخ حقوقه باعتبارها مبادئ أخلاقية دائمة ومعايير دولية للسلوك إزاء الأطفال والمصداقية الدولية التي اكتسبتها، والدعم التقني والمالي الكبير إلى تقدمه الدول والمجتمع المدني لها، يضعها في موقع متميز للدفع بحقوق الأطفال من خلال عملها على تعزيز عمليات رصد تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل و في تقديم التوعية بشأن أهمية النماء الصحي التكويني والدماغي في السنوات المبكرة من الحياة، وزيادة الاستثمار والحكومات لها الدور المباشر في تقديم العون للعائلة بالإرشاد وزيادة الاستثمار في قطاع الأعمال في البرامج والسياسات والخدمات المعنية بالنماء في مرحلة الطفولة المبكرة، ودعم الوالدين ومقدمي الرعاية يمنحوا أطفالهم أفضل بداية في الحياة و إلى الاستثمار في السياسات المراعية للأسرة كي يحصل الوالدون ومقدمي الرعاية على الوقت والدعم الذي يحتاجونه كي يُنشئوا أطفالاً سعداء وأصحاء، حتى على مقدار المال الذي سيكسبه بعد بلوغه هذه المرحلة التكوينية من الحياة ،لان من المعلوم ان المرض والإصابة والاستشفاء أمور مرهقة للأطفال والعائلات على حد سواء و معالجة الجوانب الجسمانية للحالة الطبية ليست سوى نصف المعركة – نحن بحاجة أيضاً إلى دعم الاحتياجات التنموية والعاطفية والنفسية والاجتماعية للمرضى. تركز إدارة قسم خدمات حياة الطفل على تحقيق المنفعة للأطفال والعائلات أثناء خضوعهم للرعاية الطبية.